خاص - الأستاذ عيسى محارب العجارمه - قصة قصيرة خيالية (فانتازيا مرعبه بعض الشئ) - نهض من فراشه متململا قرابة الساعة العاشرة صباحا، سار شريط ليلة البارحة كصرصور الحقول الزنان في ذاكرته المهترئة، بفعل فاعل خير، لم يتذكر الا نومه بصعوبة قبيل الثانية فجراً بقليل، بعد كثير من القلق والضجر على صفحات التواصل الاجتماعي.
دخل إلى الحمام، ليجد عنكبوت متسلل فقام بتصفيته فورا، بواسطة عصا القشاطة، على طريقة سفك الدماء في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كم تمنى أن يكون لون دم العنكبوت احمرا قانيا، كلون دم ضحايا الربيع العربي، ولكن العنكبوت لم يعطه تلك الفرصة الأخيرة للانتقام، فانتصر العنكبوت المتسلل على من حاول التسلية بتصفيته.
غادر إلى المطبخ بعد أخذه دوشا خفيفا، لينش ذاكرته المهترئة، ولكنه لم يفلح، فقد كانت كسكير روسي قد ثمل للتو من احتساء لترين من الفودكا في أنفاق المترو التي يؤي إليها المشردين إليها أواخر ليل موسكو بالشتاء البارد.
نظر من نافذة المطبخ إلى الشارع، ليرى طاحنة النفايات تزدرد بقايا الحاوية العائدة لمنزله، ووضع بكرج القهوة الحلوة على الغاز، ليتناهى لمسمعه صوت صرخة بشرية لعامل النفايات، الذي قضمت يده حاوية النفايات كساندويش شاورما من لحم الخنزير، فلم يتمكن رفيقه وسائق الطاحنة من فعل شيء، سوى اسعافه على الفور، وبقيت الدماء البشرية تقطر مع بقايا الزبالة، وشيئ قليل من بقايا اللحم البشري للرجل المسكين في الحاوية التي بقيت نصف ممتلئة.
عاد لتناول قهوته وكأن شيئا لم يكن، وحمل سطل النفايات من المطبخ ودلو من الماء، وخرج لتنظيف الدماء على الأسفلت، فوجد القطط والكلاب تنبح وتلعق دم الرجل المبتورة يده، وتاكل ما تبقى من لحم اليد البشرية، بشبق أنثى عطشى لخيانة زوجها، فعاد للمنزل وأخرج البامبكش، وافرغ رصاصة المصبوص على الحيوانات المسكينة ليعمل فيها ذبحا وتقتيلا على طريقة رامبو بفلمه الشهير.
هدأت ثائرته وجلس في شرفة المنزل جلسة النصر، بعد نجاحه في معاركه المجلجلة بالنصر المؤزر، والتي انتهت بقتل العناكب والقطط والكلاب النافقة، وكأنه احد جنرالات الحرب الأهلية الملعونة في الوطن العربي، ووجه فوهة بندقية خرطوشه إلى راسه ويضغط الزناد بكل ما أوتي من قوة للخلاص من رعب الأشياء غير الجميلة بداخله.