زاد الاردن الاخباري -
رفضت محكمة استئناف فرنسية الجمعة طلبا بإعادة فتح تحقيق في اغتيال رئيس رواندا عام 1994 والذي تسبب باندلاع أحداث إبادة استمرت مئة يوم قتل خلالها 800 ألف شخص.
وفيما تعهدت عائلات الأشخاص الذين قتلوا عندما أسقطت طائرة جوفينال هابياريمانا، بمواصلة سعيهم لتحقيق العدالة، رفضت رواندا الإجراءات الفرنسية بوصفها “مهزلة تامة”.
والمعركة القضائية المستمرة منذ عقود سممت العلاقات بين الدولتين.
وقالت أرملة هابياريمانا وأقارب الطاقم الفرنسي للطائرة التي أسقطت، إنهم سيطعنون في القرار القضائي الصادر الجمعة، أمام أعلى محاكم فرنسا.
وطُلب من محكمة الاستئناف في باريس إعادة النظر في قرار صدر في 2018 بإغلاق تحقيق بحق تسعة مسؤولين حاليين وسابقين من الدائرة المقربة من الرئيس الحالي بول كاغامي.
وبعد ستة أشهر من المداولات، أعلنت المحكمة القرار الذي جاء في 64 صفحة ليؤكد الحكم.
وتم إسقاط طائرة كانت تقل هابياريمانا، وهو من غالبية الهوتو الرواندية، في كيغالي في 6 نيسان/أبريل 1994، ما أودى بعملية سلام هشة وتسبب في اندلاع موجة قتل استهدفت بشكل خاص أفرادا من أقلية التوتسي الاتنية، ولكن أيضا معتدلين من اتنية الهوتو.
وأصيبت الطائرة بصاروخ واحد على الأقل لدى اقترابها من الهبوط في كيغالي، ما أدى أيضا إلى مقتل رئيس بوروندي سيبريين نتارياميرا الذي كان على متنها، وهو ينتمي كذلك إلى اتنبة الهوتو.
وفتح تحقيق في فرنسا عام 1998 بناء على طلب من عائلات الطاقم الفرنسي للطائرة .
– من الفاعل –
ركز التحقيق في البداية على حلفاء كاغامي، وهو من التوتسي وكان يتزعم حركة الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة، التي تولت السلطة في 1994 بعد دحر نظام الهوتو.
وكاغامي الذي اصبح رئيسا لرواندا في 2000 قطع العلاقات الدبلوماسية مع باريس بين 2006 و2009 بعد أن أصدرت فرنسا مذكرات توقيف بحق حلفائه.
ثم في 2012 حدد تقرير لخبراء فرنسيين معسكر كانومبي الذي يسيطر عليه جيش هابياريمانا، بوصفه الموقع الذي اطلق منه الصاروخ، وهو ما حول مسار التحقيق.
وقالت كيغالي إن تلك النتيجة تؤكد اعتقادها بأن الهجوم نفذه متطرفون من الهوتو اعتبروا هابياريمانا معتدلا جدا ومعارضا عملية أروشا للسلام التي كانت جارية آنذاك.
وفيما تستمر التحقيقات في فرنسا، اتهم كاغامي باريس قبل الذكرى العشرين للإبادة في 2014، بلعب “دور مباشر” في عملية القتل.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016 فتحت كيغالي تحقيقا في دور مفترض لعشرين مسؤولا فرنسيا في أحداث الإبادة التي بدأت بعد ساعات على إسقاط الطائرة.
وطالما نفت فرنسا الاتهامات وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي تشكيل لجنة من المؤرخين والباحثين للنظر فيها.
– مهزلة للعدالة –
في كانون الأول/ديسمبر 2018 أغلق قضاة التحقيق الفرنسيون القضية لنقص الأدلة.
وتريد أسر الضحايا إعادة فتح التحقيق كي يتسنى لمحققين فرنسيين الوصول إلى تقرير سري من عام 2003 للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا، يعتقد أنه حمل جانب كاغامي المسؤولية في الهجوم.
وقال فيليب ميياك محامي اغاثي هابياريمانا للصحافيين الجمعة “إنه قرار، لا يفاجئنا مع الأسف” منددا بضغط “سياسي كبير” في القضية.
من جانبه أسف محامي الدفاع ليون-ليف فورستير لإعلان العائلات عن تقديم طعن جديد وصفه “بتكتيك التأخير”.
في كيغالي غرد وزير العدل جونستون بوسينغيي معتبرا القضية “مهزلة للعدالة، ومسرحية كاملة ما كان يجب أن تحصل أساسا”.
وفي مقابلة هذا الأسبوع عبر كاغامي عن الرغبة في طي صفحة القضية.
وقال الرئيس لمجلة جون افريك الإخبارية الأسبوعية “أعتقد أن الماضي بات وراءنا”.
واعتبر أن “إعادة فتح قضية مصنفة سرية هو استجلاب للمشكلات” مضيفا “إذا لم يتم توضيح الأمور بشكل قاطع، ستعاني علاقاتنا على الأرجح بطريقة أو بأخرى”.