زاد الاردن الاخباري -
أثار رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق الدكتور فايز الطراونة ردود فعل جدلية ومُتباينة في الشارع ووسط النخب بعد مقابلة تلفزيونية مبثوثة أدلى فيها بآراء خاصّة لها علاقة بموقف بلاده من مشروع الضم الإسرائيلي الوشيك.
في الوقت نفسه تفاعلت الدبلوماسية الأردنية خلف الستائر بالاتّجاه المُضاد للمشروع الإسرائيلي وبدأت تصل فيه أيضا سلسلة رسائل مسيسة ودبلوماسية تُحاول التخفيف من جدل المشروع والإيحاء بجدولته على جبهة الوساطة الأوروبية بين الأردن والفلسطينيين من جهة، والطرفان وإسرائيل من جهة ثالثة.
ونقل دبلوماسيون ألمان إلى عمّان ورام الله أفكار ومقترحات حول إرجاء مشروع الضم الإسرائيلي وخضوع بعض مراحله مستقبلا إلى التفاوض والاكتفاء بضم المستوطنات الثلاثة الإسرائيلية الكبرى بالضفة الغربية.
وكما ذكرت “رأي اليوم” في تقريرٍ سابق لها لا يزال الأردن متحفّظا حتى على ضم المستوطنات على الأقل بدون ثمن سياسي ويبدو أن الموقف الأردني مُصِر على عدم إضفاء أي شرعية من أي نوع بخصوص أي مراحل في مشروع الضم يتم تأجيلها بدون موافقة الفلسطينيين أو بصيغة تؤدي إلى خيار يتلاشى فيه سيناريو ارتباط الضفة الغربية لدولة فلسطينية تنشأ مستقبلا.
إلى هنا وطوال الوقت بقي مشروع الضم الإسرائيلي من التحديات الأساسية بالنسبة للأردن.
لكن الرئيس الطراونة فاجأ جميع الأوساط بمضمون مقابلة تلفزيونية بالاتجاه المعاكس للموقف الرسمي المعلن عندما أصر على أن الاغوار التي ستضمّها إسرائيل فلسطينية وليست أردنية.
وسأل الطراونة: شو دخل الأردن بالموضوع؟
وأوضح مقرّبون من الطراونة لـ”رأي اليوم” بأنّه لم يقصد إثارة الجدل بل الإشارة إلى أنّ الأغوار ومنطقتها فلسطينية وتحت الاحتلال أصلا.
لكن الجدل وصل إلى مداه قبل ذلك عندما اعترض الطراونة على مقولة وجود خواطر تمس بلاده في حال إنجاز مشروع الضم الإسرائيلي قائلا بأن اتفاقية وادي عربة التي كان من رموز المفاوضات فيها حسمت مسألة الحدود وقامت بترسيمها وأنّ اللجان الأمنية والعسكرية صادقت على الحدود مع دولة إسرائيل معتبرا أن الاحتلال للأرض الفلسطينية يُخالف القوانين الدولية بكل حال.
وثار الجدل بصورة خاصة لأن الرئيس الطراونة والذي تحدّث عن مرضه واعتزاله العمل في السنوات الثلاث الماضية حاول التركيز على أن مشروع الضم لا يمس بالأردن وأن المملكة لا علاقة لها به وأنه موضوع يخص الصراع الفلسطيني.
ونتجت عن تلك المُقابلة المُثيرة مئات التساؤلات في الشارع الأردني بسبب طبيعة المناصب الحسّاسة التي سبق للطراونة أن تقلّدها فهو مستشار مُهم ورئيس للديوان الملكي الأردني لست سنوات وسبق أن كان رئيسا للوزراء.
وقال سياسيون إن الطراونة في مُداخلته يُحاول تثبيت المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء الأسبق ومُوقّع اتفاقية وادي عربة الدكتور عبد السلام المجالي عندما قال “لقد تم دفن الوطن البديل في إشارةٍ لترسيم الحدود بين الكيان الاسرائيلي والمملكة.
لكن المجالي نفسه والذي يتمسّك الطراونة اليوم بمقولته القديمة عاد وتراجع عن تصريحه الشهير وفي أكثر من مناسبة عندما اتّهم إسرائيل بالانقلاب على عمليّة السلام.رأي اليوم