زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي لم تعد تفاصيل القضايا المجتمعية أمرًا طارئًا بالنسبة للشارع اللبناني في ظل توالي الأزمات الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية وانتشار فيروس "كورونا" وما صاحبه من إغلاقات عامة وفرض حظر للتجوال زادت من ويلات الشعب، باتت قضية "المايوه"
فقد أثار تحرك رجل دين شيعي ضد الفتيات اللواتي يترتدين لباس البحر على شاطئ مدينة صور انقسامًا على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.
ونشر الشيخ عباس حطيط في حسابه في "فايسبوك" صورًا مأخوذة من موقع "يا صور" المحلي، يظهر رواد الشاطئ بلباس البحر.
وكتب: "أعتذر من الإخوة والاخوات المؤمنين والمؤمنات ومن كل محافظ على شرفه من أي دين كان، على عرضي لهذه الصور المعروضة اليوم في "موقع يا صور" عن حال شواطئ صور في #جبل_عامل هذا اليوم. إلا أن قبح السكوت عن هذه الكارثة الإجتماعية في هذه البقعة -التي كانت تعد مفخرة التشبع العلوي والعفة الفاطمية ومركز حوزات بلاد الشام- يساوي أضعاف قبح نشرها على صفحتي!!".
وتابع: "لا اهتمام بشؤون الناس الإقتصادية، لا اهتمام بشؤون الناس الأخلاقية والثقافية، لا اهتمام بما وصلت إليه العلاقات الإجتماعية من تمزق وتفكك أسري مقيت، لكنك ترى المتزعمين لمجتمعنا يتنطحون لكل شاردة وواردة في أقاليم الأرض، وهم أعجز من أن يعملوا على ستر بنات مجتمعهم في قلب "جبل عامل" العظيم الذي باتت شواطئه وشوارعه لا تختلف كثيرًا عن شواطئ وشوارع أوروبا وأمريكا .. وإسرائيل.. سؤالنا هو : #علام_تقاتلون؟!!".
انقسام على "تويتر"
أكد عدد من المغردين بأن رأي الشيخ الشيعي يعد منطقًا تقسيميًت ويخالف صورة لبنان "النموذج" و"لبنان الحوار" ولبنان "العيش المشترك".
وأشار عدد من المغردين الى أن منطق الشيخ يُراد منه تقسيمًا ثقافيًا، تمهيداً لمرحلة تصفية الاختلاف، وتقبل الآخر.
فيما تعامل القسم الآخر بطريقة ساخرة من طريقة تعامل الشيخ عباس حطيط مع مسألة "المايوه" الذي لا ينفك عن نشر صور الفتيات بملابس البحر بحجة انتقاد هذه الظاهرة.
رد مفتي صور
من جهته أكد مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله رفض الاساءة المعنوية او المادية لمدينة صور وتعزيز العيش المشترك والمحافظة على مكونات المدينة الاسلامي - المسيحي.
ورأى المفتي عبد الله ان "الدين دعا الى السبيل بالحكمة والموعظة الحسنة وان اللقاء الروحي في آخر لقاء له، شدد على الالتزام بالآداب العامة والتقاليد المجتمعية، وان استغلال بعض الحجج لتمرير اغراض شخصية مكشوفة مرفوض".
وذكر المفتي عبدالله بأن " صور التي واجهت كل احتلال وكل ظلم وخاصة الاحتلال الاسرائيلي وقدمت الشهداء هي مدينة جعلها الامام السيد موسى الصدر في الصف الاول للمواجهة مع العدو الاسرائيلي والتعايش ومدماك اول لبناء الوطن ببعده الوطني والانساني وهناك عمل دؤوب وممنهج من اجل ابعاد صور عن الخارطة الوطنية واظهارها مركز من مراكز الفساد ولن نسمح للاساءة الى هوية وشخصية صور وستبقى منارة لجبل عامل وهي عرين الامام المغيب السيد موسى الصدر ومحطة رئيسية للمقدس الامام السيد عبد الحسين شرف الدين".