الدكتور: رشيد عبّاس - يبدو ان الإدارة الحالية الجديدة لمستشفى التوتنجي في مدينة سحاب وضعت أصابعها على مواطن الخلل الذي كان يسود بعض أقسام ومرافق المستشفى العامة, ويبدو ان المسافة ما بين تطوير وتجويد وتحسين العمل وما بين الإهمال والترهل والتسيب ليست ببعيدة, فمن نفس الإمكانات المتاحة يمكن ان نخلق الكثير الكثير من الابداعات والتميز اذا ما تم بناء الخطط والبرامج الجيدة والقابلة للتنفيذ دون مراوغة او تأخير.
من أيام قليلة قمت بزيارة احد المرضى المقيمين في احدى أجنحة مستشفى التوتنجي في مدينة سحاب, وبحكم عملي السابق (مدير تربية وتعليم) فإنني افهم تماما معنى الإدارة في ضوء تسهيل الإجراءات أمام متلقي الخدمة, فقد توقفتُ عند نقاط التميز تلك التي أضافها مدير المستشفى الحالي الجديد والذي لا تربطني به اية علاقة تذكر, إلا ان كلمة الحق ينبغي ان تخرج من صدور البشر لكي تصل الى عنان السماء, وان كلمة الحق سوف نسأل عنها (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم).
لقد توقفت بإعجاب يكاد يكون منقطع النظير حول نظافة محيط المستشفى, ونظافة مداخل وممرات وغرف استقبال المرضى ومواد وادوات واجهزة المستشفى, وتوقفت بإعجاب منقطع النظير ايضا حول التزام جميع العاملين في المستشفى وجميع الزائرين متلقي الخدمة بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة, ناهيك عن التزام جميع العاملين بأوقات الدوام الرسمي, بالإضافة الى التزام رجال امن المستشفى واناقتهم واتقانهم للمهام الموكلة اليهم بكل دقة وصدق وامانة والتي يمكن لنا جميعا الافتخار بها.
واستطيع القول ان جميع أقسام المستشفى سواء كانت الأقسام الفنية, ام الأقسام الادارية جميها تعمل من خلال ما يسمى بـ(العمل المحوسب) حيث ان جميع المعاملات الصحية تنجز من خلال الحاسوب الصحي بسرعة ودقة واتقان, الأمر الذي ادى الى تسهيل إنجاز المعاملات, والعمل على تقليل فرص الأخطاء التي قد تقع هنا وهناك, وقتل جيوب الفوضى التي قد تنشأ نتيجة لكثرة أعداد المراجعين اليومي طيلة فترات الدوام الرسمي, اما في جانب المتابعة فإنني لا أبالغ ان قلت إنني رأيت بأم عيني ان مدير المستشفى كان يقوم بجولة تفقدية داخل الاجنحة والأقسام والاستماع لملاحظات المراجعين والعاملين في المستشفى وتدوينها اولا بأول.
المريض (متلقي الخدمة) يحتاج فقط الى كلمة طيبة, ويحتاج الى تسهيل الاجراءات بين الاقسام من لحظة دخوله المستشفى الى ان يخرج منه,..كذلك يحتاج الى كرسي يجلس عليه مدة الانتظار, ويحتاج كذلك الى دعاء مكتوب على الجدار المقابل له يقرأه اثناء فترة الانتظار, وهذا ما شاهدناه ولاحظناه في جميع أجنحة واقسام المستشفى, وهنا كلي امل ان يقدّر ويثمّن كل واحد فينا هذا الصرح الشامخ, وان نحافظ على نظافة وحسن استخدام أدوات ومواد ولوازم هذه الصرح ومرافقه العامة, تلك التي تخدم جميع أبناء المنطقة وما حولها, واعتقد جازما ان أصحاب الأيادي البيضاء لن يدّخروا جهودا في تقديم الدعم المادي والمعنوي لإدارة هذا المستشفى, كيف لا والمستشفى ممثل بإدارته المتميزة يستحق منا كل الدعم والمساندة.
وبعد, فان مدير المستشفى وجميع العاملين فيه من اقسام فنية واقسام ادارية واجهزة امنية وقوى عاملة مساندة دون استثناء لاحد منهم مع حفظ الالقاب, جميع هؤلاء يستحقوا منا كل الشكر التقدير والاحترام على الجهود الجبارة والمبذولة تلك التي يقومون بها ليل نهار دون كلل او ملل, داعين العلي القدير ان يبقى الأردن امنا مطمئنا في ظل الراية الهاشمية.
نعم, إدارة جديدة متميزة في مستشفى التوتنجي ..سحاب, مع تقديرنا واحترامنا للجميع الادارات السابقة.