زاد الاردن الاخباري -
من ذاكرة الفدين العتيقة...
الأستاذ ناصر راشد سليمان ابو مزهر الخزعله... "أطال الله بعمره"...
من معلمي مدرسة عبدالله بن رواحة الابتدائية العتيقة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي....
شخصية تربوية وطنية ذات كارزما خاصة....
الرجل الوطني الحر النبيل الذي حمل على أكتافه عبء الهم العربي والأردن من صغره...
المحلل السياسي والإستراتيجي والتربوي
الخبير في الشؤون التربوية....
من صفاته :
الكفاح
الصبر
عشق الوطن.
الولاء
الإنتماء
الكفاءة
المهارة العالية
خدم التربية والتعليم لأكثر من ثلاثة عقود ونيف، إبن الدجنية، والده راشد الطرودي يعدل الف رجل بطيبه وكرمه وجوده وشهامته.
معلم مبدع ،قوي في مادّته، عادل في معاملته، طبيعي في تصرفاته ، و هذه لعمري هي الصفات الثلاث للمدرّس الناجح ، ثم إن سُئِل عن شيءٍ يعرفه أجاب و إن لم يكن يعرفه قال : لا أدري ، فعلّمهم بذلك أخلاق العلماء كما يعلمهم علم العلماء .
أصيلا جريئاً شجاعاً ، معلما طيبا ،كريماً ،غيورا على مصلحة الوطن والأمة ،لا يحرص على المال ، و الشجاعة والجرأة في قول الحق هما رُكنا النباهة السيادة عنده، قوي الشخصية، .
لعله يوجد في الزمان من كشف لك عن حبه، عن عشقه للماضي، عن براءة قلبه، عن حبه للكون، للأرض، للإنسان ، انفتح بابه كما انفتح قلبه، في هذا الصباح تذكرت بساطة هذا الرجل ، تذكرت نسائم الماضي ، تذكرت عبق عطور وزهور بلدة الدجنية العتيقة، وكأنني أرى حاراتها العتيقة بين عيني، تذكرت الطيبة والأصالة، والمناجل، والبيادر ، والحارة القديمة ،ويكأنني أسمع أهازيج الحراثين والرعاة في الصباح الباكر ، وتلك الأغاني من حداء وشروقي وهجيني، تذكرت من بين تلك الصور إبن عمي الأستاذ ناصر الراشد" الذي كافح وناضل وتعب مذ كان شابا يافعا .
عندما أرى صورته أمامي «وإن كنت مقلا في ذلك» أرى صباحا تلمسه أشعة الشمس في شىروقها، حيث تتم رسالة النور الشارد، كلما انظر بين تلابيب وجهه وقسماته، أرى سهول الدجنية ورحاب ووادي المزرق وينابيعها وربيع أزهارها، وبين وشيع الشجر ، ثمة قلب نابض بالحياة رغم عقابيل الحياة وكدرها ، في هذا الصباح قررت أن أذهب في رحلة للوصول إلى قلبه عبر العقود الخالية.
إنشدك ياقلبي ، أضع إلي ، إن في عينيه ذلك الناي الذي تنسرب منه موسيقى الأزهار البرية والأوراق المؤتلفة والأمواه المتلألئة ، تنساب موسيقى ظلال الماضي المرنانة المتجاوبة مع رفيف أجنحة النحل.
آه أيها الزمان ، لقد نسل الناي بسمته من شفتي ثم سلسلها في حياتي، إنه ألم الماضي الذي استحال إلى نغم حزين ، وأصبح ينساب من الناي الذي اعزف فيه، إنني أنتظر الساعة التي يجوز فيها قاربك الماء ، ويرسو على شواطئ ذكرى الماضي حيث الأحبة ، حيث تمسك يداي بذاك الناي الذي ترامق الحانه الحزينة قلبي.
الف وردة من ياسمين الدجنية أهديها إلى احد قرومها ، اليك أستاذ ناصر ، كل المحبة والمودة ولننسى مآسي الماضي وألم الفرقة.
عاشت المفرق وعاش أهلها ورحم الله من رحل إلى رحمة ربه ورضوانه .....
بقلم الدكتور ياسر طالب الخزاعله...
المفرق في 16 يوليو 2020 — مع ناصر الخزاعله.