زاد الاردن الاخباري -
لا يخفَ على أي أحد أن النقابات في كل دول العالم هي جهة ليست حكومية تنضوي تحت منظمات المجتمع المدني وتكون مستقلة غير تابعة لأي حزب او تيار سياسي معين، وينظم عملها قوانين خاصة تشرع لضمان حقوق أعضائها ومنتسبيها .
ومن هذا المنطلق، صدمنا لقرارات نقابة المعلمين التي دعت سابقا للاعتصام والتوقف عن العمل وتدعو الطلبه بعدم الذهاب الى مدارسهم في أزمة سابقة بداية العام الدراسي ، وحدث ما حدث وعبر المجتمع بأكمله الأزمة التي كادت أن تقضي على سنة دراسية ، وبالمحصلة أخذ المعلمون درجات وظيفية وزيادة مالية على رواتبهم وهي ماكسب ومطالب تحقق بنظام عمل أدرج ضمن تعليمات وقانون ديوان الخدمة المدنية، ونؤكد هنا اننا لسنا ضد تحسين وضع المعلم بل نقف في صفه إن كانت مطالبه عادلة ولا تشكل خطرا بطريقة تحصيلها على المجتمع او على الطلبة الذين كفل لهم الدستور حق التعليم، ولكننا نقف ضد أن يستخدم أبنائنا كأداة للضغط على أي جهة رسمية سعيا لتحقيق طموحات او مكاسب او أية مأرب أخرى على أساس القاعدة الفقهية ( درء المفاسد خير من جلب المصالح ).
وفي الآونة الأخيرة وللأسف، قدم لنا نائب نقيب المعلمين الدكتور ناصر النواصرة نموذجا جديدا غلب على طابعه تسييس العل النقابي والابتعاد اكثر بالمعلمين وقضاياهم وكأنهم اعضاء بحزب يرأسه ويقوده الى ساحات تفرقة وسط ظروف اجتماعية صعبة يشهدها البلد في ظل جائحة كورونا، حيث كان آخر تصريح مقتضب للنواصرة مهددا فيه الحكومة قال فيه ما نصه” نحن الدولة”، ولا نريد ان نفسر ونحلل تصريحه هنا الذي رافقه حالة عصبية متشنجة بل نقف عند هذه الجملة كمفردة لغوية لا يجوز استخدامها في مطالب او وقفة احتجاجية لان فيها تهديدا وتحديا واضحا لجميع أجهزة الدولة وهذا من شأنه أن يوصلنا الى صدامات واحتقان بالمشهد العام نحن بغنى عنه، كما أن أجهزة الدولة لا تقبل بأن يتم تحديها على سبيل المصالح الشخصية الضيقة وهنا من يتهم النواصرة بأنه ينوي الترشح لمنصب نقيب المعلمين ورئاسة مجلس النقابة في الدورة القادمة، وانه بات يستغل المشهد لتقوية قواعده الانتخابية وكسب أصوات المعلمين حتى لو كان على حساب المصلحة العامة، إتهامات أخرى وجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حاليا وسابقا مفادها ان النواصرة وبعض اعضاء مجلس النقابة يتبعون أجندة حزبية ذات توجه متشدد .
وعليه نقول له ” ما هكذا يا د. ناصر تورد الإبل”!!، حيث كثر الحديث حول توجهات مجلس نقابة المعلمين، وزاد من الشكوك ما يحمله النواصرة في كل تصريح او حديث او احتجاج، لأنه غالبا ما يستخدم مفردات وجمل تلوح بمقاصد سياسية أكثر منها مطلبية، والمتابع يجد في لكنة النواصرة تحديا وتجييشا وتصعيدا غير مبرر في طياته إستقواء وتحدي على الدولة والحكومة، وكأن وظيفته أن يبقي الجو العام متوترا، بينما يستطيع أن يوصل رسالته بطريقة لبقة دون أي استفزاز أو ايجاد حالة سلبية تحسب عليه.
بالمحصلة، لا أحد يستطيع أن ينكر أي حق للمعلمين وهم أبناء هذا البلد وأحد أعمدة التنمية والبناء ، وإن كانت هناك مطالب متعثرة فهذا لا يعني بالتأكيد أنها مستحيلة أو غير معترف بها، ولو وصل الأمر الى طريق مسدود فهناك القضاء وهو الفيصل في أي قضية سواء خاصة او عامة، ولكن لا يجوز إثارة الرأي العام بين وقت وأخر بقضايا مالية او معيشية خاصة وان المعلمين هم قدوة للطلبة كما ان العام الدراسي يمضي بصعوبة ، والأهل يتابعون وضع ابنائهم على صفيح ساخن وهم ليسوا بحاجة الى اي توتر جديد يهدد مستقبل دراستهم او يعطل حياتهم اليومية.