زاد الاردن الاخباري -
بات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مهدَّداً بفقدان أهم داعميه والمتبرعين لحملته الانتخابية، وهو ما يقوض حظوظه بشكل كبير في البقاء بـ"البيت الأبيض" أربع سنوات قادمة، الأمر يتعلق بروبيرت ميرسر، وهو ملياردير ومديرُ صندوقِِ يحوُّلُ ملايين الدولارات إلى صندوق التبرعات (سوبر باك) الداعم لحملة ترامب الرئاسية.
وفق تقرير لصحيفة Business Insider الأمريكية، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، فإنه منذ أربع سنوات، عندما كانت جهود دونالد ترامب الرئاسية تتعثر، استخدمت عائلة ميرسر، فاحشة الثراء والمُحبة للعبة البوكر، نفوذها لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجدداً، كما استعانت العائلة بشركة Cambridge Analytica، المتخصصة في الاستشارات والبيانات، التي يدعمونها مالياً، لتصبح في الدائرة المقربة من ترامب.
وفي حملة تغيير الموظفين التي ساعدت ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض، ساعدت العائلة في تعيين ثلاثة من مساعدي ميرسر وهم: ديفيد بوسي، مدير مؤسسة Citizens United، الذي شغل منصب نائب مدير حملة ترامب الانتخابية، وكيليان كونواي مديرة إحدى شركات استطلاعات الرأي، والتي شغلت منصب مدير حملته الانتخابية، وستيف بانون الرئيس التنفيذي لموقع Breitbart الإخباري، والذي شغل منصب المدير التنفيذي لحملته الانتخابية.
الانتقال إلى المشهد في 2020: تواجه حملة ترامب لإعادة انتخابه الخطر. يتقدم المرشح الديمقراطي المفترض جو بايدن، مثل هيلاري كلينتون منذ أربع سنوات، عن ترامب بفارق كبير في استطلاعات الرأي.
لكن هذه المرة، باتت الآلة السياسية لعائلة ميرسر، بقيادة روبرت وابنته ريبيكا، خاملة إلى حد كبير، ومن المستبعد أن تستعيد العائلة حماستها تجاه حملة ترامب من الآن وحتى يوم الانتخابات، وفقاً لما قاله خمسة أشخاص يعرفون عائلة ميرسر الكارهة لوسائل الإعلام، لموقع Business Insider الأمريكي.
قال دوج ديسون، أحد أهم جامعي التبرعات لحملة ترامب في ولاية تكساس، التي يفوز الجمهوريون بها: "اشتراك عائلة ميرسر لا يقدر بثمن. سيساعدنا هذا بكل تأكيد. تحتاج دائماً مزيداً من التمويل في الحملات الانتخابية".
لم تدعم ترامب: توبي نيوجباور، رجل أعمال من ولاية تكساس ومتبرع جمهوري كبير، قال لموقع Insider، إنه تواصل مع ريبيكا ميرسر منذ بضعة أسابيع عبر الرسائل النصية، لكن المحادثة لم تكن عن ترامب.
وصرح نيوجباور، الذي يعتزم هو أيضاً تقليص تمويله السياسي في هذه الدورة الانتخابية؛ للتركيز على التبرع للأعمال الخيرية: "لم نتطرق إلى الحديث عن ترامب". تبرعت مؤسسة The Matthew، التي يترأسها مع زوجته، بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية المسيحية وغيرها من الجمعيات خلال العقد الماضي.
وقال مسؤول في الحزب الجمهوري ومقرب من حملة ترامب الانتخابية، والذي تحدَّث بشرط عدم الكشف عن هويته، لأنه ليس لديه تصريح للحديث علناً في هذا الموضوع، إن حملة ترامب لا تتوقع الحصول على دعم عائلة ميرسر سواء مادياً أو بأي شكل آخر.
وقال المسؤول: "لن توفر عائلة ميرسر الدعم لترامب"، كما صرح زميل آخر لريبيكا ميرسر: "إنهم خارج الحملة الانتخابية بنسبة 100%".
تبرعات بالملايين: خلال الدورة الانتخابية لعام 2016، تبرع روبرت ميرسر وزوجته ديانا ميرسر بأكثر من 25.6 مليون دولار لعديد من اللجان السياسية المحافظة. وشمل هذا، التبرع بـ15.5 مليون دولار للجنة "اجعل أمريكا رقم 1″، التي دعمت محاولة تيد كروز، السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، للترشح للرئاسة قبل أن يتحول ولاؤهما لترامب.
يجعل إجمالي هذه المساهمات المالية عائلة ميرسر تحتل المرتبة الثامنة في قائمة أكبر المتبرعين السياسيين بالدورة الانتخابية لعام 2016، وفقاً لمؤسسة Center for Responsive Politics غير المنحازة إلى حزب معين.
كما تضع المساهمات المالية المباشرة للجان السياسية، عائلة ميرسر في مرتبة متقدمة عن رجال الأعمال المؤثرين بالحزب الجمهوري مثل تشارلز كوخ، وريتشارد أويهلين المحسوبين على تيار اليمين، وجورج سوروس ومايكل بلومبرغ، المنحازين إلى تيار اليسار.
لكن في عامي 2019 و2020، سقطت عائلة ميرسر من قائمة كبار المتبرعين.
أتى تبرعهم المالي الوحيد في 14 فبراير/شباط الماضي، عندما أرسل روبرت ميرسر 355200 دولار إلى لجنة "فوز ترامب"، المسؤولة عن جمع التبرعات والتي تُقسّم هذه الأموال بين اللجنة الوطنية الجمهورية، وحملة ترامب الرئاسية، و22 لجنة جمهورية في الولايات المختلفة. من هذه الأموال، حصلت لجنة ترامب على 5600 دولار فقط، وهو الحد الأقصى للحصول على تمويل في الانتخابات التمهيدية والعامة مجتمعتين.
فيما لم تتبرع ريبيكا ميرسر، التي أنفقت مئات الآلاف من الدولارات على عشرات اللجان الجمهورية على مدار السنين الماضية، بأية أموال لحملة إعادة انتخاب ترامب.
إذ رفضت كيلي سادلر، المتحدثة باسم لجنة America First Action المسؤولة عن جمع التبرعات لدعم إعادة انتخاب ترامب، التعليق على موضوع عائلة ميرسر ولما لم يتبرعوا بأموال للجنة. وقالت كيلي: "نحن لا نتحدث عن متبرعينا".