بقلم: جهاد أحمد مساعده - في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى التكاتف لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن، تطلُ علينا فئة قليلة تعتبر نفسها أنها الوصية على هذا الوطن، ضاربة بعرض الحائط القوانين والأنظمة.
هذه الفئة تعتبر نفسها حريصة على الوطن، وأنها على أتم الاستعداد لتقديم التضحيات من أجله، من يسمع لأقوالهم يصدق، ومن يرى أفعالهم يتعجب لسلوكهم الذي يسعى للتخريب. فالعجب كل العجب لمن يسمعون نصف الحديث، ويفهمون ربعه، ويتكلمون أكثر مما يسمعون.
فما هي التضحيات التي قدمها هؤلاء للوطن؟
من هذه التضحيات تَعَطُّل المدارس وتعطيلها خلال الفصل الأول، فتخرج لدينا 200 ألف طالب وطالبة في الصف الأول الأساسي يجيدون قراءة جميع اللغات وكتابتها بطلاقة، إضافة إلى عمليات الحساب من الضرب والطرح.
ما ذنب هؤلاء الطلبة الذين لم يتعلموا حرفًا واحدًا نتيجة إضراب قام به أصحاب الولاء والانتماء للوطن؟
أي تخطيط إستراتيجي وضعه مجلس نقابة المعلمين لضياع جيل بأكمله من فلذات أكبادنا؟
يا من تدعون التضحية باسم الوطن؟ شكرًا لتضحياتكم يا سادة لقد اشبعتمونا بوطنيتكم ...!
وبما أن إضراب الفصل الأول وتعطيل الطلبة عن الدراسة جبرًا وقصرًا، وبعد ذلك طلت علينا جائحة الكورونا لتكتمل النتيجة بحصول الطلبة على درجة الامتياز.
أصوات الزمجرة التي تطلق من أشخاص تحمل التهديد والوعيد، حتى أنها أصبحت لديهم القدرة الإلهية في زلزلة الأرض وارتدادها.
أيها السادة: الوطن ليس حقيبة سفر، وليس سلعة تباع وتُشترى، الوطن عصي على أشكالكم وعلى من يدعمكم، وأن الشعب قد أدرك جيدًا لمخططاتكم التي تحاك ضد وطننا.
أصوات هؤلاء هي دعوة لإحلال الدمار، ومعالم الخراب لتنفيذ سياستهم المرسومة في تدمير الوطن لتكتمل لوحة الخريف التي أحلت بكثير من البلدان .
عفوًا يا سادة، إن هؤلاء ليسوا هم الخطر، فالخطر الحقيقي يتمثل بأسيادهم ومرجعياتهم من خفافيش الظلام، والجرذان المختبئة الذين يدفعون لهم الأموال، فأنتم عبيد لسادتكم المعممين الذين يرتدون من الدين لباسًا، ويحملون من الخبث أكداسا.
هؤلاء الشياطين والجثث السائرة تسعى إلى إشباع غريزتهم في الخراب يطلقون الصرخات لتبدأ حفلات الدماء.
إن الخطر والشر الحقيقي ينبع من نفسياتهم التالفة والمعطوبة التي عززتها غريزة بث الفتنة بين مكونات الشعب
هؤلاء هم السائرون الحالمون بالسير على الجثث والقتل والدمار.
حمى الله الأردن شعبًا وقيادة من طواغيت الفتن.