زاد الاردن الاخباري -
استبعد مسؤول إيراني كبير الجمعة أن يكون سبب الحادثة في منشأة نطنز النووية بداية الشهر الجاري هجوم بطائرة مسيرة أو عبر صاروخ.
وجرت الحادثة في مستودع قيد الإنشاء في مجمع نطنز النووي وسط إيران في 2 تموز/يوليو، لكنها لم تخلّف إصابات أو تسربا للاشعاع، وفق هيئة الطاقة الذرية الإيرانية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان قوله إن "الثابت في نظرنا هو أنه لم يحصل هجوم عبر طائرة مسيرة، أو قذيفة، أو قنبلة أو صاروخ".
وأضاف أنه "توجد آثار انفجار ناتج عن عوامل داخلية (ضمن البناية)، لكني لن أكشف التفاصيل بما أن التحقيق مستمر".
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في 3 تموز/يوليو أن "أسباب الحادث" في نطنز "حددت بدقة"، لكنه رفض كشف التفاصيل لأسباب أمنية.
ونشرت وكالة "إرنا" الرسمية حينها مقالا يحذر أعداء إيران من أعمال معادية.
وقالت إن حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أن الدولة العبرية مسؤولة عن الحادثة، دون أن تحدد تلك الحسابات.
وأقر رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن الحادثة خلّفت "أضرارا مادية جسيمة" وأن البناية مخصصة لإنتاج "أجهزة طرد مركزي متطورة".
وأعلنت إيران في أيار/مايو العام الماضي أنها ستعلق تدريجيا بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بصورة أحادية في 2018.
واستأنفت إيران تخصيب اليورانيوم في نطنز في أيلول/سبتمبر، رغم التزامها في الاتفاق بتعليق هذا النوع من الأنشطة.
وتنفي إيران باستمرار أي بعد عسكري لبرنامجها النووي.
"لا محادثات مع ترامب"
الى ذلك، قال المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الجمعة ان ايران لن تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة تعود بالنفع فقط على دونالد ترامب، مؤكدا أن سياسة العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي فشلت.
وتصاعد التوتر المستمر منذ عقود بين طهران وواشنطن منذ العام 2018 عندما سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاق نووي تاريخي وأعاد فرض عقوبات قاسية من جانب واحد.
وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في خطاب متلفز "لا شك في أن العقوبات جريمة، وهي ضربة من الولايات المتحدة لإيران".
وأضاف "لكن الايراني الذكي استغل هذا الهجوم والعداء على أفضل وجه واستفاد... باستخدام العقوبات كوسيلة لزيادة الاعتماد الوطني على الذات".
وتابع أن "مراكز الفكر الغربية تعترف بأن أقصى الضغوط المتمثلة في فرض العقوبات لم ينجح".
تضمن الاتفاق المبرم في العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى تعهداً بتخفيف العقوبات في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.
وبعد التخلي عن الاتفاق، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات إيران الحيوية من النفط وعطلت قدرتها على التعامل مع النظام المصرفي الدولي وضغطت على الحلفاء والمنافسين على حد سواء ليصطفوا معها.
وردت إيران بمحاولة تعزيز صادراتها غير النفطية خصوصا إلى البلدان المجاورة.
وقال خامنئي "هذا الأمر جعل اقتصاد البلاد أقل اعتمادا على النفط" موضحا إيجابيته.
وندد خامنئي بالدعوات الموجهة إلى إيران لبدء محادثات جديدة مع الولايات المتحدة، قائلا إنه لن يوافق على اجتماعات تهدف فقط إلى تعزيز آمال ترامب في إعادة انتخابه.
حتى أن خامنئي البالغ من العمر 81 عاما وصف ترامب بأنه "رجل عجوز" رغم أنه أكبر من الرئيس الأميركي بسبع سنوات.
وأوضح "هذا الرجل العجوز يبدو أنه استفاد من بعض الدعاية من مفاوضاته مع كوريا الشمالية. الآن يريد استخدام (المحادثات مع إيران) في انتخابات" 3 تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.
وتابع أنه مقابل إجراء محادثات جديدة، ستطلب الولايات المتحدة من الإيرانيين أن "قللوا من قدرتكم الدفاعية ودمروا قوتكم الإقليمية وتنازلوا عن الصناعة النووية الحيوية"، مضيفا "لا منطق يملي الاستسلام لمطالب المعتدي".