زاد الاردن الاخباري -
سهير جرادات - بين الفترة والأخرى يطل علينا أحد المسؤولين القدامى ممن يُطلق عليهم في اللغة " الجبابرة "؛ لقوتهم وشدة تأثيرهم ، ليذيع سرا معروفا ومتداولا بين العامة ، إلا أنهم ؛ بنسبه اليهم يضفون عليه الشرعية ويخرجونه من الظلمات إلى النور .
كلنا يذكر تصريحات رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد السلام المجالي الذي واجهنا بحقيقة مرة ، وهي :" إن أراضي الباقورة مسجلة باسم إسرائيليين منذ عام 1926 ، وإن أراضي الغمر مؤجرة لهم حتى عام 2019"، هذه المعلومة كانت صادمة لنا لأنه تم التحفظ عليها من قبل الدولة والموقعين على الاتفاقية ، إلا أنه عندما حان وقت الافراج عن المعلومة طلب من الموقع على الاتفاقية الإعلان عنها في إحدى المحطات التلفزيونية غير الرسمية .
وبالأمس القريب خرج علينا دولة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة مكاشفا الشعب بحقيقة أن رئيس الحكومة لا " يمون " إلا على اختيار ستة وزراء بحد أقصى في التشكيلة الحكومية ، كون الاختيار يتم على أساس المحاصصة القائمة على الجهوية والتمثيل المناطقي .. والآن نحن بانتظار خروج رئيس وزراء سابق آخر؛ ليكشف لنا عن أسماء الجهات المسيطرة على اختيار هذه التعيينات في التشكيلة الحكومية .
وحديثا يتم تداول مقابلة مسجلة مع نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور ممدوح العبادي، الذي أكد ما قاله -المحكوم عليه – مدير جهاز المخابرات السابق الجنرال محمد الذهبي بأن الانتخابات النيابية ( تُزور ) وغير نزيهة ، وذلك عندما افصح العبادي عن ظروف نجاحه في أخر انتخابات شارك بها بعد أن كانت جميع المؤشرات تؤكد رسوبه ، لولا تدخل رئيس وزراء آنذاك في اللحظة الأخيرة ، والذي عدّ رسوب ممدوح ( فضيحة ) كبيرة له ، ورغم أنه نجح إلا أن الرسالة وصلت له ، وبعدها عزف عن خوض الانتخابات خوفا من أن يتكرر المشهد ، لأنه حسب وصفه ( إذا بدهم ينجحوك بنجحوك ، وإذا بدهم برسبوك ) ، وقدم نصيحة مفادها السعي إلى رضاهم ( دون إشارة تعريفية ، من هم ؟ ) ، وعليك أن لا تخالفهم ولا تُغضبهم، وأن لا تخرج عن خطهم !!..
وفي تحليل شخصي للعبادي ، أشار إلى أن "وقفات الرابع"، كان الهدف منها اسقاط حكومة الملقي ، وجزء منها احضار عمر الرزاز رئيسا للوزراء ، وهذا التحليل جاء بناء على أداء الرزاز عندما كان وزيرا للتربية والتعليم، حيث كان " مشاهدا غير مشارك ، لا بياخذ ولا بيعطي " ، ولم يكن له مداخلات جدية ، وكل ما يفعله " أن يتفرج علينا " !!.. وهذا كله بحسب العبادي :أنه قد يكون موعودا !!..
عدّ العبادي اختيار الرزاز إرضاء للبنك الدولي ، الذي عمل الرزاز مديرا لمكتبه في بيروت ، كما هو الحال في تعيين عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في السودان ، والذي عمل أمينا عاما للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة ، وكذلك تعيين سلام فياض رئيسا لوزراء دولة فلسطين ، وهو الذي عمل ممثلا لصندوق النقد الدولي في القدس .. فيما انتقد أداء الرزاز وحكومته لتعهدها بتنفيذ العقد الاجتماعي ، ولإطلاقها لشعار النهضة ، بقوله " هاوش على قدك"، في إشارة إلى أن شعارات الحكومة أكبر منها !!..
ويجد نائب رئيس الوزراء أن مكافحة الحكومة لما يعرف بالتهرب الضريبي، ما هي سوى استعراضات ، والسبب يعود بحسب العبادي إلى :" عدم جدية الحكومة في المكافحة ، أو كسل منها ، أو همالة فيها " !!
ولو بحثنا في مناسبة إطلاق هذه التصريحات النارية الصادرة عن هؤلاء "الجبابرة" ، لوجدنا أنها قد تكون للتذكير بأنفسهم ، أو قد يكون طُلب منهم الإفصاح عن معلومة أو إذاعة سر، لم يكن معلنا سابقا ، أو قد يكون بسبب فقد هؤلاء "الجبابرة" للأمل في العودة إلى المناصب واعتلاء الكرسي مجددا ، بعد أن تم الإعلان عن انتهاء دورهم ، فترجموا غضبهم باللجوء إلى أسلوب الكشف عن المستور !!..