زاد الاردن الاخباري -
شكلت حادثتا التسمم الجماعي في منطقتي البقعة وعين الباشا خلال أقل من أسبوع، صدمة وإرباكاً للجهات الحكومية، التي قطعت شوطاً طويلاً في محاربة فيروس غير مرئي هزّ العالم، ومنع تفشيه في الأردن منذ آذار/مارس الماضي.
خلال 6 أشهر أصيب أكثر من 1200 شخص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في المملكة توفي منهم 11 شخصاً، فيما أصيب بأقل من أسبوع 914 شخصاً توفي منهم اثنان نتيجة حادثتي تسمم جماعي بعد تناولهم الشاورما والدجاج من مطاعم في لواء عين الباشا شمالي العاصمة عمّان.
كان لافتاً أن الإجراء الحكومي كان رد فعل حول ما جرى، فحجم التسمم وكبر الأرقام، شكلا صدمة وهلعاً في الشارع الأردني بقدر يزيد عما سببته الجائحة.
كانت البداية، من مطعم في مخيم البقعة، تسبب بتسمم 826 شخصاً بعد تناولهم الشاورما، وهي الوجبة المفضلة للأردنيين، ويزدهر الإقبال عليها خلال العطل والأعياد، فأوقفت الأجهزة المختصة مالكي المطعم وحولتهم إلى القضاء، وبعدها بيوم سجلت أولى حالات الوفاة لطفل، ثم حالة ثانية لشاب.
رقم الإصابات كان كبيراً لدرجة أنه أثار شكوكاً وتساؤلات عديدة لدى المراقبين والناس، وهو ما استدعى رئيس الوزراء، عمر الرزاز، إلى الإيعاز لوزيري المياه والري والصحة بإجراء تحقيقات موسعة في الحادثة.
تم استبعاد التسمم بالماء، بعدما أكدت الوزارة المعنية أن مياه الشرب في المنطقة سليمة 100%، وبعد التحقيقات الموسعة تبين أن التسمم ناجم عن بكتيريا في الدواجن واللحوم نمت بسبب عطل في وحدة التبريد داخل المطعم، قبل معلومات أولية عن أن المسبب هو “المايونيز”.
لكنّ تسمم البقعة، لم يكن نهاية القصة بل بدايتها؛ ففي ثاني أيام العيد تم الاشتباه بحالة تسمم في مطعم بعمّان، وبعدها بيوم أدخل العشرات إلى المستشفى بعد تناول الشاورما من أكثر من مطعم في عين الباشا.
تتبعت الحكومة إثر ذلك، سلسلة الموردين لهذه المطاعم والذي تبين أنها تعود لمؤسسة واحدة وردت كذلك للمطعم الأول في المخيم، حيث قامت الأجهزة الأمنية بمداهمة المؤسسة وضبطت داخلها 5 أطنان دجاج فاسد ونصف طن بطاطا غير صالحة للاستهلاك.
يشكل التسمم الغذائي هاجساً للجهات الصحية، وخصوصاً خلال فصل الصيف والموجات الحارة التي تسبب تلفاً في العديد من المواد الغذائية.
ورغم حوادث سابقة في هذه الشأن إلا أن حادثتي التسمم الجماعي في لواء عين الباشا، شكلتا ضربة في خاصرة الجهود الحكومية التي بذلت في محاربة وباء كورونا وسد جميع الثغرات التي قد تأتي منها الجائحة إلى الأردن.
وكما تقول الحكمة: “من مأمنه يؤتى الحذر”، فإن التراخي في متابعة إجراءات السلامة على غذاء المواطنين، خلال الجائحة، مكن “بكتيريا” الشاورما، من قلب طاولة “كورونا” بأقل من أسبوع، فملف القضية لن يغلق على هذا الشكل، إذ إن التحقيقات لا تزال جارية وربما تكشف عن مفاجآت في القريب العاجل.