كريستينا المومني.. هل أتاك حديث المعلمين الأردنيين في الشوارع؟ يوم “جرجرنا” المبتدأ – من “لغاليغه” – وشنقنا الخبر؟ وقمنا بتسكين المجزومين منهم في مراكز الإصلاح والتأهيل، وبحرية حدها السماء حُقنا ببُكم جزئي كي لا يعلو صوتنا -فلا تثريب علينا- وكُممتْ الأفواه عن التفكير – فلا شعب يسمع بعضه ولا سلطة كذلك- وأصبح الطرش عاماً.
قالوا منع.. قيل لهم “طيب”، ثم بلا مؤاخذة قررنا -ناكل… شاورما- وأي فيروس في الشارع -كم يوم بينشف وبيموت- ثم و بلا مؤاخذة، نُحتتْ أفخاذ الدجاج الفاسدة لنلوكها بأفواهنا -هنيئاً مريراً- علينا ونحن القادرين على رفع المبتدأ من قدميه، ونصب المفعول به رأياً لا يُعدل عنه، وليتغذى العقل حينها – مش يتسطح ويستهبل – ويتفرغ للحديث عن تفاصيل الضيافة في المقرات الانتخابية.
وبذات صفعة، ناشد البعض، الإعلام الأجنبي بتغطية ما يحدث في الشارع كون -المحلي- بحسب وصفهم هو إعلام ” اللانسر” و ” التحرش” و ” الكورونا” أما عن الواقع .. فتعال، هل تعلم يا رعاك الله أننا نكاد نستشهد ونحن نحاول تسجيل أنصاف مواقف في مرمى الخيبة؟ ثم وبلا مؤاخذة، إننا في ورطة.. فقد أنف شعبنا الصبور من الكلام كخيار، “فبعض” الأفواه تنطق بكلمة حق وما هي إلا كلمة حق يراد بها باطل، وبعضها الآخر عليه أن يختار – إما فكرته أو شخصه- فمركبنا لا يتسع للاثنين معاً.
وعود على ذي بدءْ، أجدنا و “سيخ الشاورما ما غيره” بغيابة الجب، راجين ببعض السيارة انتشالنا من لهيب النار التي تصفعنا من كل صوب، وتلفنا باخفاقات الحكومة وقراراتها المثيرة التي أصبحت عادة -سرية- من العار ممارستها والحديث عنها علناً في حضور من أطلق عليهم الوطن شعباً، جعلت من قضية المعلمين وصمت الإعلام كوجبة شاورما على مائدة كل بيت أردني، وجبة كالحجارة أو أشد قسوة ترجونا البحث عمن يشغل وظيفة ” عامل بطالة”، معلم ومعلم شاورما بآن واحد، فكلاهما الآن بالشارع بسبب تدجين أو ربما دجاجة، ترجونا البحث عن مائدة تفاهمات تجمعنا فنترك لها الخيرة – والحيرة – ويكفينا السير على آثارها وتتبع مصادر إلهامها وإنا بإلهامها مهتدون.