بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - ما تشهده إسرائيل هذه الأيام من أحداث داخلية لرفض وجود نتنياهو في سدة الحكم، حتماً سيضعه في السجن، فالكيان الإسرائيلي بات يدرك تماماً بأن نهايته على يد حزب الليكود بقيادة نتنياهو، فقام بهذه الانتفاضة الداخلية من اجل إسقاطه وإبعاده عن السلطة كي تكون نهايته في السجن.
هذا الأمر أدركه نتنياهو تماماً فبدأ يوسع رقعة الحشود العسكرية على الحدود، فتارة يحشد ضد لبنان ويزعم بان هناك هجوم من قبل المقاومة فقام برد وهمي وفاضح، وهذا ما تنفيه المقاومة اللبنانية بأنها لم تحرك ساكناً؛ وتارة يقوم بقصف غزة بطريقه همجيه كي يجر المقاومة إلى حرب، وهذا الذي تعرفه المقاومة وتريد أن تضيّع الفرصة عليه كي يبقى في الحكم في حال اندلعت أي حرب على إسرائيل.
يحاول نتنياهو التشبث في السلطة بكل الوسائل والطرق، لكنها مغلقة بوجهه من كل الجهات، فقرار الضم أصبح فاشلاً ومرفوضاً من الداخل الإسرائيلي ودول العالم بشبه إجماع، فالجيش الإسرائيلي لا يستطيع السيطرة على داخل فلسطين، وإذا توسعت هذه الرقعة سيضعف ويفقد السيطرة فهو أيضاً رافضاً لفكرة الضم أو تطبيق صفقة القرن.
هذه الأحداث داخل الكيان الإسرائيلي الرافضة لوجود حزب الليكود في الحكم، تعرف وتعي إن استمرارهم في قيادة إسرائيل ستوصلهم إلى نهايتهم الحتمية، ونتنياهو سواء علم هذا الأمر أم لم يعلم فهو يدافع بكل ما يملك كي لا يكون في السجن، وما يسعى إليه الإسرائيليون هو إسقاط نتنياهو عن الحكم كي يكون هناك محاكمة عادلة ضد الفاسدين.
الكيان الإسرائيلي في حال قام بأي عمل عسكري محسوب أو غير محسوب سيكون ردة الفعل قوية جداً من الدولة التي سيعتدي عليها هذا الكيان، فالمقاومة اللبنانية تتوعد برد قوي وحاسم بعد عملية الاغتيال لأحد عناصرها في سوريا، والمقاومة الفلسطينية على أهبة الاستعداد للرد بطريقة لم يعتد عليها هذا الكيان من قبل؛ إسرائيل الآن في وضع لا تحسد عليه أبداً، فبدأت ورقة التوت تسقط تدريجياً بعد هذه الأحداث فقرار الضم فشل كما حصل مؤخراً، وصفقة القرن مرفوضة من قبل الشعوب العربية، والتطبيع الذي تغنى به نتنياهو أصبح ضرب من الماضي وتلاشى.
وفي خضم هذه الأحداث الأخيرة التي تعيشها إسرائيل وأصبحت وحيدة لا يوجد لها داعم ولا مطبعين، فأمريكا والأحداث بداخلها من مناهضة العنصرية تخلت عن معظم حلفائها في العالم، وتحاول حل مشاكلها الداخلية وهي عاجزة عن حلها بسبب تفشي فيروس كورنا المستجد داخل أمريكا، وفي نفس الوقت، قرب انتهاء ولاية ترامب والانتخابات القادمة، والرؤيا الضبابية هل سيبقى في الحكم أم سيرحل؟
والتهديد الإيراني للقوات الأمريكية بإخراجها من شرق آسيا أصبح يتعاظم شيئاً فشيئاً، وحالة الاهتزاز الداخلي والخارجي التي تعيشه أمريكا هذه الفترة غير مسبوقة من الداخل أو الخارج؛ هذه الأحداث جعلت إسرائيل لوحدها تعارك محور المقاومة المدعوم إيرانياً، وهي لا تستطيع الوقوف بوجه هذا المحور إلا إذا كانت مدعومة من قبل دول عظمى مثل أمريكا، وهذا أيضاً تلاشى بسبب الأحداث الدائرة في العالم وخصوصاً في أمريكا.
إذاً نحن نشهد نهاية نتنياهو في الربع ساعة الأخيرة من الأحداث الغير مسبوقة في العالم وخصوصاً داخل الكيان الإسرائيلي، من فشل تلو فشل سواء كان في تطبيق صفقة القرن أو قرار الضم أو تفشي فيروس كورونا والاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية.