زاد الاردن الاخباري -
كشف صحفي عن قصة كان أحد أضلاعها عندما أجرى حديث مع رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق ميليس زيناوي والذي كشف فيه عن حلم إثيوبيا ببناء سد عملاق على نهر النيل وكيف كانت ردة فعل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك على ذلك وماذا فعل بعدها.
ووفقا لموقع "بي بي سي"، يسترجع أنور العنسي، الصحفي، ذكريات هذا الحديث الذي أجراه قبل أكثر من 20 عاماً مع الرئيس الإثيوبي السابق ميليس زيناوي، تحدث فيه عن طموح إقامة سد عملاق على نهر النيل. وقد أثار هذا الحديث اهتمام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، كما سعى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى الوساطة بين مصر وإثيوبيا لتسوية الخلاف حول موارد المياه في بداياته.
ويقول العنسي إنه في عام 1997 التقيت ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق لمرات ومناسبات عدة، في جبهات، أو في مؤتمرات، وفي إحداها أجري معه حديثاً لإحدى القنوات وكان هو الأول الذي يدلي به الرجل لوسيلة إعلام عربية.
وأضاف أن زيناوي بدا أنه كان في حاجة للتوجه بذلك الحديث إلى العالم العربي بعد فترات يأس طويلة في التفاهم مع معظم العرب وسألته حينها عن سبب التوتر في علاقة بلاده مع مصر، فأجاب "بل قل مع العرب جميعا".
وتابع "زيناوي كان يشغله بشكل كبير مشكلة حل التوازن البيئي وقال إن الأمطار الغزيرة في شمال غرب البلاد الجبلي تتلف أغلب محاصيل المزارعين البسطاء، ولا يستفيدون من مناسيبها العالية، بينما لم تكن تسقط على رمال إقليم أوجادين قطرة مطر واحدة".
في أثناء الحديث أشار زيناوي إلى أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وتساءل: "كيف يمكن لإثيوبيا التى تنتج 85% من مياه نهر النيل أن لا تنتفع بأكثر من 1% من الفوائد المتاحة.
ووفقا له، أذيع اللقاء وعلى الفور وجه مبارك دعوة فورية لزيناوي للقائه في شرم الشيخ، مشيرا إلى أنه علم من مصادر أن نقاشا طويلا دار بينهما وجرت فيه مكاشفة بين الرجلين.
ويكمل العنسي، عندما كنت برفقة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح إلى مصر لمحني الرئيس مبارك بين زملائي المرافقين لصالح، ثم تقدم مني بهدوء، وسحب يدي، وسألني "إزاي عرفت توصل للراجل ده؟ الناس دول غامضين، فكان أن أجبته بـ "نحن لا نحاول أن نفهم إخوتنا في أفريقيا، يجب أن نعيد تقييم علاقتنا بهذه القارة" ثم تركني ومضى عندما لم تعجبه إجابتي رغم أنه نظر إلى عينيَّ باهتمام.
وواصل "شعرت بعد هذا الحديث المقتضب أن الرجلين لم يتوافقا على شيئ".
وكشف العنسي أن "علي عبد الله صالح على في ذلك الوقت سعى لإتمام صفقة "تاريخية" بين مصر وإثيوبيا حول الاستفادة من مياه النيل، لكنه في نظر كثير من المسؤولين في إثيوبيا لم يكن شخصا محايدا بسبب موقفه الملتبس تجاه الحرب بين إثيوبيا وإريتريا وعلاقته برئيسها "أسياس أفورقي"".
وتابع "بطلب من الرئيس صالح أجريت اتصالات بموظفين كبار في الحكومة الإثيوبية وبزيناوي نفسه الذي رحب لاحقاً بزيارة صالح لأديس أبابا بعدما أقنعته بأن صالح يرتبط بعلاقة وثيقة مع مبارك".
وأضاف "زار صالح أديس أبابا، وأعتقد أنه نجح في إقناع الإثيوبيين بإبطاء خطط بناء السد إلى حين التوصل إلى إتفاق، لكن أحداثاً جرت بعد ذلك قللت من اتصالات القادة الثلاثة، وفوتت فرص الاستفادة من ذلك الزخم، ومضى الإثيوبيون في مشروعهم حين لم يتلقوا عرضا بتعويض يغنيهم عن بناء السد. على حسب تعبيره".