زاد الاردن الاخباري -
كّد وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة أنّ الحكومة وبالتنسيق مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات وجميع الأجهزة المختصّة تقوم بدراسة وتقييم مصفوفة وخطّة فتح القطاعات وتحديثها، لنقل بعض الإجراءات التي كانت ضمن المرحلة الخضراء (منخفضة الخطورة) إلى المنطقة الزرقاء (معتدلة الخطورة) التي نحن فيها الآن.
وأوضح العضايلة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الصحة مساء اليوم الاثنين في رئاسة الوزراء، أن هناك بعض القطاعات، مثل المدارس والجامعات، يسمح لها بالعمل عند الوصول إلى المرحلة الخضراء (منخفضة الخطورة)، لكن سيصار إلى نقلها للمنطقة الزرقاء (معتدلة الخطورة) لتمكينها من العمل خلال المرحلة المقبلة، مع التأكيد على الالتزام بإجراءات الوقاية والاحتراز، واتّباع البروتوكولات الصحيّة الملائمة.
وجدد التأكيد على أنّ موعد بدء دوام المدارس والجامعات سيكون في المواعيد المقرّرة (في الأوّل من أيلول بالنسبة للمدارس، ومطلع تشرين الأوّل بالنسبة للجامعات).
وقال العضايلة في هذا الصدد: "من مصلحتنا جميعاً الإبقاء على البيئة الصحيّة خالية من الوباء، بما يمكّننا من إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، بالتزامن مع سعينا الحثيث أيضاً لإنجاح الاستحقاق الدستوري المتمّثل بإجراء الانتخابات النيابيّة في العاشر من شهر تشرين الثاني المقبل".
كما أكد أنه لن يكون هناك حالات إغلاق شاملة أو حظر كلّي خلال هذه المرحلة؛ بل ستتّخذ قرارات العزل والإغلاق على مستوى المدن أو المناطق التي تكثر فيها حالات الإصابة، كما حدث في لواء الرمثا الذي بدأت إجراءات عزله منذ صباح اليوم.
ولفت إلى أن إجراءات الحظر الشامل لها كلفة عالية اقتصاديّاً واجتماعيّاً ونفسيّاً، "ونتمنّى أن لا نعود مجدّداً إليها، وأن يبقى الحظر الشامل من الماضي"، مؤكدا أن عدم العودة للإجراءات المشدّدة والحظر الشامل يعتمد بشكل رئيس على مدى تعاون والتزام الجميع بإجراءات الوقاية والسلامة العامّة، والتي هي المعيار الرئيس في إبقاء الأمور تحت السيطرة.
وقال العضايلة: "ما زلنا نراهن على وعي المواطنين والتزامهم وتعاونهم الذي سيمكّننا إن شاء الله من الحفاظ على النموذج الأردني المتميّز الذي جسّدناه خلال الشهور الماضية، والذي من الممكن أن نعود إليه بالتزامنا جميعاً".
وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام في هذا الإطار إلى دراسة أجريت أخيراً حول مدى وعي المواطنين بخطورة وباء كورونا، إذ أظهرت الدراسة أنّ أقلّ من نصف الأردنيين "ما يقارب 43 بالمئة" يأخذون خطورة فيروس كورونا على محمل الجدّ، مقابل 57 بالمئة لديهم شكوك بدرجات مختلفة حول صحّة وجود الوباء، منهم 8 بالمئة يعتبرون أنّ الوباء أكذوبة أو مؤامرة.
وشدّد على ضرورة أخذ الأمر على محمل الجدّ، لا سيما وأن الوباء، أصاب أكثر من 21 مليون إنسان حول العالم، وفتك بأنظمة صحيّة واقتصاديّة للعديد من الدول، ما يتطلب إدراك مدى خطورته والتعامل معه بجديّة وحرص.
ودعا العضايلة المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على إجراءات التباعد الجسدي، وارتداء الكمّامات، وعدم إقامة التجمّعات؛ خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي التي ستمتدّ لثلاثة أيّام بمناسبة حلول رأس السنة الهجريّة.
كما أكد أنّ كوادر الأمن العام والفرق الحكوميّة المختصّة تتابع وبشكل مكثّف الالتزام بالإجراءات المنصوص عليها في أمر الدفاع رقم (11) لسنة 2020، ولن تتهاون في إيقاع العقوبات بحقّ من يعرّض سلامة المواطنين وصحّتهم للخطر.
كما أشار العضايلة إلى الجهود الحثيثة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل تحسين مستوى الرعاية والخدمات الصحيّة المقدّمة للمواطنين، سواءً من حيث تأمين الأجهزة الطبيّة الحديثة كأجهزة التنفّس الاصطناعي والأسرّة، أو التوسّع في إقامة المستشفيات والمراكز الصحيّة، والتي كان آخرها اليوم بافتتاح مستشفى السلط الجديد، وأمس بافتتاحه مستشفى الإسعاف والطوارئ في البشير، الذي يُعدّ الأوّل من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
واستعرض العضايلة آخر الأرقام المتعلقة بتطبيق معايير الصحة والسلامة العامة من قبل الفرق المختصّة في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، إذ أغلقت الفرق 28 منشأة لعدم التزامها بأوامر الدّفاع في عدد من محافظات المملكة، كما حررت 51 مخالفة بحقّ منشآت أخرى، واتخذت 22 مخالفة بحقّ مواطنين، مؤكدا أن عمل الفرق الرقابيّة والجولات سيستمر بشكل مكثّف خلال الأيّام المقبلة.
وأشار إلى رقم الخطّ الساخن الذي تمّ تخصيصه للإبلاغ عن أيّ حالات مخالفة في المنشآت الاقتصاديّة من شأنها تعريض سلامة الأردنيين للخطر، إذ بإمكان الجميع الاتصال على الرقم (065661176).
وفيما يتعلق بمركز حدود العمري، أشار العضايلة إلى أن الحكومة والأجهزة المعنية اتخذت منذ يوم السبت الماضي، وبعد الزيارة الميدانيّة التي أجراها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز برفقة عدد من الوزراء، إجراءات مشدّدة لضبط الأمور، ومنع أيّ تجاوزات قد تؤدّي إلى انتقال الوباء منه إلى الداخل، إذّ تم إجراء تغييرات ومناقلات، وتعيين نائب محافظ للإشراف على جميع العمليّات في المركز الحدودي.
وحول الاستفسارات الواردة من الإعلاميين القاطنين في لواء الرمثا حول نطاق حركتهم وتنقّلهم، أوضح العضايلة أنّ عملهم محصور فقط بحدود اللواء، ولا يسمح لهم بالخروج منه حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين.
وفي رده على سؤال صحفي حول استثناء البعض من تطبيق إجراءات الحجر الصحي، أكد العضايلة أن هناك توجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة والأجهزة الأمنية بعدم التهاون مع أي مسؤول أو شخصية عامة، مشيرا إلى أن بعض أبناء العائلة الهاشمية خضعوا لفترة الحجر المؤسسي في فنادق البحر الميت.
وطالب العضايلة المشكّكين بالكشف عن أسماء الأشخاص الذين لم يخضعوا للحجر الصحّي في حال كانت صحيحة؛ مشدّداً على أن أي شخص يثبت أنه قام بتسهيل مهمّة شخص بالدخول إلى المملكة دون الخضوع للحجر ستتم محاسبته ولا تهاون في هذه المسألة.