خاص - الأستاذ عيسى محارب العجارمه - يبدو أن من الأهداف المرجوة للقمة العربية الثلاثية التي استضافتها عمان، بين الشقيقة والصديقة الكبرى مصر، وحارسة البوابة الشرقية بغداد، وسادنة الأقصى المبارك عمان الهاشمية، أن يقدم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، أوراق اعتماد سمو ولي العهد الأردني الأمير المعاصر الحسين نجله الفذ، في لحظة تاريخية فارقة من عمر الأمة العربية والإسلامية.
ففي زمن الأمير الصليبي جاريد كوشنر، ليحز في نفسي، أنني أجد أكثر مدارس تخريج الأمراء الذين يديرون أمر العالم الإسلامي غير إسلامية، وان محاضن تخريج الأمراء الإسلاميين تكاد تكون مفقودة على الأرض الإسلامية، فنحن بأمس الحاجة إلى أكاديمية الإمارة الراشدة، التي تضع المعالم لتصرفات الأمير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عموما، ففي ذلك راحة للأمير والمأمور معا، وبذلك يبقى الصف الإسلامي والعربي متلاحما منطلقا نحو أهدافه على بصيرة.
وهو عين ما تصبو إليه قمة عمان بين فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني ودولة رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي، وبحضور ولي العهد الأردني، الذي يعد أحد أقوى أولياء العهد في الشرق الأوسط، أسوة بوليي العهدين السعودي والإماراتي.
نعم أنني اتمنى أن يكون القدوة لهم جميعاً أصحاب السمو الملكي، هو محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان على قدمه وشريعته، وذلك أن الأمة الإسلامية والعربية على أبواب عهد جديد، وهي تحتاج في هذا العهد إلى طبقة من الأمراء المحسنين، هذه الطبقة تختلف عن عن طبقة الأمراء في مجتمع جاهلي، واني احسب ان شاء الله أن جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، قد قدم للأمة العربية والإسلامية ولي العهد الأمير المعاصر فهو من طينة الأمراء الذين تحتاجهم الأمة الإسلامية في هذا الظرف العصيب ولا نزكي على الله أحد.
فالامير الحسين هو من تحتاجه الأمة الإسلامية في سيرها نحو المستقبل، وان مقالي اليوم بحقه لأنه نوع من الأمراء، جديد على تصورات البشر، لكنه قديم في منطق الإسلام، لقد استفرغ التنافس على السلطان طاقات الأمة الإسلامية واضعفها، ومكن لعدوها منها، وإنني كلي أمل بهذا الأمير الهاشمي المعاصر، أن يكون أحد أسباب وقف انحسار الإسلام في اقطاره والعالم، واستئناف المسيرة الظافرة للعرب والمسلمين بإذن الله.