زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إنه أجرى محادثات ”مباشرة وشفافة“ مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الخرطوم الثلاثاء تضمنت حذف اسم السودان من قائمة أمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وأضاف حمدوك على تويتر أن المحادثة تناولت دعم الحكومة الأمريكية للحكومة السودانية بقيادة المدنيين. وقال ”أتطلع إلى خطوات إيجابية ملموسة تدعم ثورة ديسمبر المجيدة“ في السودان.
ووصل بومبيو الثلاثاء الى الخرطوم في أول زيارة لوزير خارجية أميركي إلى السودان منذ 15 عاما في إطار جولة إقليمية تهدف الى اقناع دول أخرى بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل في أعقاب خطوة الامارات.
وتجري الزيارة الأولى منذ زيارة كوندوليزا رايس عام 2005، في ظل ظروف أمنية مشددة. وهي تعد رحلة رمزية لأن بومبيو وصل من إسرائيل على متن "أول رحلة رسمية مباشرة" بين تل أبيب والخرطوم اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية، وما زال البلدان عمليا في حالة حرب.
وخلال ثلاثين عامًا من حكم عمر البشير، استقبل السودان على أراضيه إسلاميين متطرفين ولا سيما أسامة بن لادن الذي عاش فيه من 1993 إلى 1996 قبل أن ينتقل إلى أفغانستان.
وقد دفع السودان ثمناً لذلك عندما قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات عليه منذ تسعينيات القرن الماضي.
وتدهورت العلاقات بين واشنطن والخرطوم، وفي عام 1997 خُفضت العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال. ولم يعد السفراء إلا في كانون الثاني/يناير.
لكن عزل البشير غيّر المعطيات. إذ قررت الحكومة الانتقالية الجديدة التي تشكلت في أيلول/سبتمبر 2019 بعد احتجاجات شعبية أنهت ثلاثين سنة من الدكتاتورية، التقرب من الولايات المتحدة والعمل على إزالة السودان من القائمة الأميركية السوداء للدول المتهمة "بدعم الإرهاب".
وأشارت السلطات السودانية في مطلع آب/أغسطس الجاري إلى استعدادها "لمواصلة العمل مع الإدارة الاميركية لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والدخول في علاقة شراكة تفيد البلدين".
تمنع العقوبات أي استثمار في هذا البلد الذي يمر بأزمة اقتصادية عميقة.
إذ بلغ معدل التضخم 143% على أساس سنوي، ويستمر الجنيه السوداني في الانخفاض مقابل الدولار، في سياق اقتصادي عالمي أصيب بضربة قاسية جراء وباء فيروس كورونا المستجد.
واضافة الى حمدوك، سيلتقي وزير الخارجية الأميركي كذلك مع الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي "للتعبير عن دعمه تعميق العلاقات بين اسرائيل والسودان" بحسب وزارة الخارجية الأميركية.
لكن مهمته لن تكون سهلة.
فقد أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير الذي قاد الانتفاضة الشعبية السنة الماضية، الثلاثاء أن الحكومة الحالية ليست مفوضة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وجاء في بيان للمجلس إثر اجتماع شارك فيه حزب الأمة، "جـدد الاجتماع الموقف من قضية التطبيع مع إسـرائيل باعتبارها ليست من قضايا حكومة الفترة الانتقالية المحكومة بالوثيـقة الدستـورية، وأمـن على حـق الشعب الفلسطينـي في اراضيه وحـق الحياة الحـرة الكريمة".
وبعد اجتماع في شباط/فبراير مع الفريق البرهان في أوغندا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنهما اتفقا على "بدء التعاون الذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين". لكن الحكومة السودانية نفت بعد ذلك تناول قضية "التطبيع" خلال اللقاء.
ودلالة على أن عملية التقارب هذه ستكون صعبة، أقيل المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية حيدر بدوي من منصبه بعد أن اعترف ضمنياً وبصورة مفاجئة في 18 آب/أغسطس بوجود اتصالات بين بلاده وإسرائيل. ونفى وزير الخارجية السوداني حينها ذلك.
في غضون ذلك، رحب نتانياهو بتصريحات بدوي قائلاً إن "إسرائيل والسودان والمنطقة كلها ستستفيد من اتفاق السلام وستبني معًا مستقبلاً أفضل لجميع شعوب المنطقة".
ومن المتوقع أن يزور بومبيو في جولته التي تستمر خمسة أيام كلا من الإمارات والبحرين.