زاد الاردن الاخباري -
التيار المتضرر من اجراء الانتخابات النيابية في موعدها سيبقى يقاتل حتى التاسع من تشرين ثاني ليلة الاقتراع ليتم تاجيل الانتخابات الى موعد اخر في اذار ثم يتم القتال لتاجيل جديد .
ولعل هذا التيار الذي هو في اروقة المؤسسة التنفيذية والتشريعية لم يقرا جيدا الرسالة التي ارسلها جلالة الملك مرتين الاولى قبيل ازمة كورونا حينما اعلن ان الانتخابات ستكون في الصيف ثم خلال الازمة عندما امر باجراء الانتخابات وتم تحديد الموعد وبدات الهيئة المستقلة بالاجراءات وتسير الامور بشكل طبيعي ،لكن هذا التيار الذي يعرفه صاحب القرار ايضا استغل فرصة عودة ظهور حالات جديدة ليروج لتاجيل الانتخابات ، وبدلا من ان تتحمل هذه الحكومة مسؤليتها في معاقبة من كان وراء الخلل الكبير راينا البعض يحاول استغلال اخطاءه لاشاعة اجواء التاجيل لاسباب معلومة ولاتحتاج الى ذكاء لادراكها .
مصر نظمت انتخابات مجلس الشيوخ هذا الشهر ، وهذا ليس معجزة فالهيئة المستقلة في الاردن وضعت اجراءات تضمن سلامة المواطنين ، وختى الحالة الوبائية فانها متقلبة ويمكن السيطرة عليها ان شاء الله .
ما ابقى شهية هذا التيار في السعي للتاجيل هو عدم حل مجلس النواب وبقاء الحكومة وبالتالي بقي الامل بالتاجيل مع كل انتكاسة وبائية مع ان صانعي الانتكاسة بسوء ادارة الحدود هم من يجب ان يدفع الثمن وليس العكس .
حتى الان كل الاجراءات التي تقوم بها الهيئة المستقلة تتم بشكل طبيعي وايجابي وليست طرفا في انتكاسة وبائية ، اما الحديث عن التاجيل فهو يربك المرشحين والقوى السياسية والاجتماعية ، ويصنع حالة من الضبابية تعمق حالة العزوف واللامبالة التي نراها ، وبدلا من ان تجتهد الحكومة في تحريض الاردنيين ايجابيا على المشاركة فانها تعمق المشهد السلبي وتزيد التردد.
الانتخابات لن تغير التاريخ لكنها معيار للحياة السياسية الطبيعية ،ولو كانت الامور الصحية سيئة لاسمح الله وغير قابلة للمعالجة فان التاجيل مطلب الجميع لكن استغلال الانتكاسات التي سببها ضعف الادارة الحكومية لملف الحدود امر غير مقبول ،وفي نهاية الامر كل حكومة او مجلس نواب سيمر وسنصل الى الموعد الجديد .
محاولة صناعة اجواء التاجيل ستزيد تعامل الناس مع الانتخابات سلبية ، وحتى الهيئة عليها ان لاتتحدث عن التاجيل فواجبها انفاذ الارادة الملكية وتحقيق الاستحقاق الدستوري .
اسؤا انواع الارباك للدولة ذلك الذي ياتي من بعض المجموعات التي تدير امورها التنفيذية ، ولاحاجة بعدما اصدر الملك ارادته باجراء الانتخابات ان يصدر تصريحات كل اسبوع بان الانتخابات في موعدها ،وواجب الأشخاص او المجموعات التي تستغل اي ظرف للضغط لتأجيل الانتخابات ان تفكر بذات منطلقات الملك وهي احترام الاستحقاقات الدستورية وإعطاء الأردنيين حقهم في اختيار ممثليهم .
موسم الانتخابات الحالي يواجه تحديات كبيرة تتمثل في قناعات فئات من الأردنيين ،وكل عبث سياسي بالضغط للتاجيل يضعف اي جهد لبعث الاهتمام لدى الناس ،فليكن الجهد إيجابيا أما إذا وصلنا قبيل الانتخابات إلى وضع وبائي غير مسبوق فالأمر مختلف ،لكن لا يجوز مع كل نشرة يومية ان تتكاثر الضغوطات والترويج التأجيل وبخاصة ممن واجبهم تشجيع الناس على المشاركة وليس العكس.