زاد الاردن الاخباري -
قال المحلل العسكري الإسرائيلي يوني بن مناحيم، الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس راضياً عن التمركز العسكري لإيران في سوريا، وعن جهودها للسيطرة على الموارد الطبيعية في هذا البلد.
ووفق ما جاء في مقال لمناحيم، فإن بوتين يرى في النشاط الإيراني الذي يهدف، من بين أمور أُخرى، إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في هضبة الجولان السوري، خطراً كبيراً على الاستقرار الذي تعمل روسيا على ترسيخه في سوريا.
ومن خلال ذلك، تسعى روسيا “لكي تستطيع المساعدة في إعادة الإعمار، وقطف ثمار استثمارها في سوريا في السنوات الأخيرة”، بحسب مناحيم.
ويعتبر الجنوب السوري إحدى الجبهات التي تقلق بوتين، وخصوصاً الجولان الذي أقام فيه حزب الله بمساعدة عسكرية من سوريا وإيران بنية تحتية عملانية واستخباراتية لمهاجمة إسرائيل.
وهذه المنطقة يمكن أن تؤدي إلى اشتباك عسكري كبير مع إسرائيل.
ولمعالجة هذه المعضلة الروسية، قال يوني بن مناحيم: إن “موسكو أقامت قوة عسكرية موالية لها في جنوب سوريا”.
وأضاف، “قبل بضعة أيام انتهت دورة تدريب شملت عدة مئات من المقاتلين في اللواء الثامن في بلدة بصرى الشام في منطقة درعا جنوب سوريا”.
وأشار إلى أن “الذين شاركوا في الدورة هتفوا ضد نظام بشار الأسد، ورفعوا لافتة كُتب عليها: سوريا ملك لأهلها، وهي ليست مزرعة لأحد”.
ويترأس اللواء الثامن، أحمد العودة، أحد كبار قادة “الفيلق الخامس” الذي أعلن إقامة “الجيش الموحد”، أو باسمه الثاني “جيش حوران”.
وولد أحمد العودة في بلدة بصرى الشام بدرعا، وبدأ حياته كمقاتل في صفوف “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، لكنه انشق عنها فيما بعد.
وفي سنة 2013 حظيت القوة العسكرية التي أنشأها “العودة” بدعم من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا والأردن، وجزء من دول الخليج.
وفي سنة 2017 “وصل إلى حضن الروس، وفي سنة 2018 انضم إلى (الفيلق الخامس) الخاضع مباشرة للجيش الروسي، وهكذا حصل على قيادة المنطقة الجنوبية”، بحسب ما أفاد مناحيم.
وفي 23 تموز/يوليو الماضي، أعلن أحمد العودة أن منطقة حوران “ستصبح كياناً عسكرياً واحداً سيكون قوياً، ليس فقط للدفاع عن حوران بل أيضاً للدفاع عن كل أجزاء سوريا”.
وبالاستناد إلى مصادر سورية، فإن العودة، “يحاول منذ فترة طويلة تجنيد شبان من المنطقة في صفوفه لا يريدون التجند في جيش بشار الأسد ويتمردون ضد نظامه”، بحسب مناحيم.
وأوضح أن “الجيش الموحد” الذي يقيمه الروس سيتأسس على “متمردين ضد النظام السوري، لديهم مصلحة في المحافظة على الهدوء والاستقرار في الجولان السوري من دون مواجهات مع إسرائيل”.
ويوجد بين إسرائيل وروسيا حوار سياسي وعسكري وللدولتين مصلحة في المحافظة على الهدوء في جنوب سوريا وعدم التسبب بتصعيد عسكري.
وإذا أقيم “جيش حوران” فعلاً، فهو يمكن أن يشكل قوة تُستخدم لإحباط نوايا إيران وحزب الله في فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من هضبة الجولان، بحسب التقديرات الإستراتيجية في تل أبيب.
ومع ذلك، يرى المحلل العسكري الإسرائيلي يوني بن مناحيم في مقاله، أنه يتعين على إسرائيل ألّا تتدخل من خلال وحدات استخباراتها فيما يجري في المنطقة.
وأضاف أنه “يجب عليها أن تترك الروس يقومون بالعمل. هدف الروس هو تحقيق هدوء واستقرار في المنطقة ويشكل هذا أيضاً مصلحة إسرائيلية”، وفق بن مناحيم.