زاد الاردن الاخباري -
هم سواعد خير وغوث تمتد بشجاعة وإنسانية لتقديم العون لمحتاجيه في اللحظات العصيبة والطارئة، وفي شتى الأوقات والساعات، فهم كوكبة مؤمنة من نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والخدمات الطبية الملكية، المتسلحين بالجاهزية القصوى وعلى مدار الساعة وفي أحلك الظروف وأصعبها.
“المستشفى الميداني الأردني في بيروت”.. قصة نخوة وشهامة، تشرق فينا بمكارم العسكرية الأردنية وإنسانيتها المتدفقة لمساندة كل من يحتاج العون والمساعدة وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للأشقاء اللبنانيين هناك ضمن المساهمة في الجهود الاغاثية والطبية بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، مؤخرًا، فهم الذين نذروا أنفسهم لإغاثة الملهوف وإسعاف المريض وإنقاذ المصاب، وتضميد الجراح النازفة.
انهم كوكبة من النشامى المتشبثين بمنظومة القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق العربية الأصيلة، ونخوتهم دومًا حماسة وفزعة ومروءة، قائمة على الشجاعة والإيثار وإغاثة الملهوف، وأياديهم مجبولة بمعاني الخير والمحبة، والانتماء في عرفهم.. حس وطني كبير يرتكز على التكافل وعمل الخير ضمن منظومة قيم الشجاعة والفروسية والكرم.
وبعد أن وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى تجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى لبنان، من منطلق الرسالة الإنسانية التي تحملها القوات المسلحة/الجيش العربي، باستقبال المصابين وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم، ضمن المساهمة في الجهود الإغاثية والطبية بعد انفجار مرفأ بيروت.
وتعاملت طواقم المستشفى الميداني الأردني في بيروت منذ وصولها وحتى الآن مع نحو 1200 حالة مرضية وإصابة ترواحت جميعها بين الخفيفة والمتوسطة، إذ تم تقديم الخدمات العلاجية اللازمة لهم، للتخفيف من معاناة الأشقاء اللبنانيين.
وقال مدير المستشفى، “منذ اللحظة الأولى لوصول طواقم المستشفى إلى بيروت ومباشرة أعمالها في 6 آب (أغسطس) الحالي، ونحن نقوم بتقديم أقصى أنواع الخدمة العلاجية والطبية اللازمة”.
وبين أن الأردن في مقدمة دول العالم في إرسال مستشفيات ميدانية للدول، التي يحدث فيها أزمات، إذ أن القوات المسلحة أرسلت مستشفيات ميدانية لأكثر من 30 دولة حول العالم، ونفذت العديد من الواجبات الإغاثية والإنسانية من منطلق رسالتها الإنسانية.
وقال إن كل الأجهزة والمعدات والمواد الطبية متوفرة لتتمكن الكوادر الطبية العاملة من القيام بالعمليات الجراحية الصغرى والكبرى, إضافة إلى الجاهزية الكاملة للكادر التمريضي والفني للعناية بالمرضى بعد أجراء أي عملية.
وجهز المستشفى الذي اقيم على في منطقة تل الزعتر قرب العاصمة بيروت، المصنف درجة ثالثة، وهي أعلى مستوى لأي مستشفى ميداني يكون على أرض أي مهمة، بكل الطواقم الطبية اللازمة لإجراء العمليات الصغرى والكبرى، ويتضمن 48 سريرًا، منها 15 للعناية الحثيثة، وغرفتي عمليات فيما يقوم على إدامتها طواقم طبية وتمريضية وصيدلانية وفنية وإدارية متخصصة.
وكان مدير التوجيه المعنوي العميد الركن طلال الغبين بين، في تصريح صحفي سابق، إن المستشفى مجهز بكل الطواقم الطبية اللازمة لإجراء العمليات الصغرى والكبرى، مؤكدًا أن الطواقم الطبية تراعي الوضع الصحي في لبنان مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد من خلال تطبيق معايير السلامة العامة ولديهم الخبرة الكافية في تعاملهم مع مثل هذه الظروف.
وقال إن الأردن أصبح أنموذجًا في التعامل مع جائحة كورونا.
وكانت وسائل إعلام لبنانية نشرت تقارير وأخبارا عبرت من خلالها عن شكر اللبنانيون وتقديرهم للأردن قيادة وحكومة وشعبًا على هذه اللفتة الإنسانية النبيلة والمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم.
وأشارت إلى أنه “منذ لحظة وصول المريض إلى مقر المستشفى تجد من يستقبلك برحابة صدر وبابتسامة، ليتم توجيهه إلى التسجيل ثم إلى العيادة التخصصية. كل ذلك وفق نظام محدد من أجل تسهيل حصول المريض على علاجة بكل يسر، رغم عدد المراجعين الكبير”.
يشار إلى أن القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي ممثلة بمديرية الخدمات الطبية الملكية كانت قد أرسلت مستشفى ميدانيًا إلى لبنان العام 2006 لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية.
الغد