زاد الاردن الاخباري -
فاجات السلطات المصرية الشارع المصري بالاعلان عن اعتقال القائم باعمال المرشد العام للاخوان المسلمين المتوري عن الانظار محمود عزت، والذي كان التنظيم يروج على انه خارج البلاد وترددت معلومات على انه تسلل الى غزة قبل سقوط الرئيس الراحل محمد مرسي
ووفق تقرير لموقع اندبندنت عربي فان الدولة المصرية تنظر الى عزت بانه قائد "التنظيم الخاص" أو السري و"الصندوق الأسود" والقائد الذي أعاد تأسيس التنظيم بعد تفكيك غالبية زواياه
ونقل المصدر الاعلامي المشار اليه عن إسلام الكتاتني، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والقيادي الإخواني المنشق، أن إلقاء القبض على عزت لا يضاهيه أي نجاح أمني آخر في ما يتعلق بملاحقة القيادات الإخوانية الهاربة، وأكثر أهمية في حد ذاته من إلقاء القبض على محمد بديع آخر مرشد للجماعة قبل الإطاحة بها عام 2013. ويمثل "ضربة قاصمة لجماعة الإخوان، وهي الضربة الثانية المؤثرة، لأن الضربة الأولى كانت مقتل محمد كمال مسؤول اللجنة الإدارية للجماعة في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2016، لأن كمال كان المرشد الحقيقي أو التنفيذي لجماعة الإخوان، وكان مسؤول اللجنة الإدارية العليا المسؤولة عن مجموعات العمل النوعي، وكان رئيسه المباشر محمود عزت، ثم تولى محمد عبد الرحمن المرسي، وألقي القبض عليه، بينما يعتبر علي بطيخ هو المسؤول عن مكتب الإخوان بالخارج حالياً. أمّا اللجنة الإدارية العليا فقد اختلفوا مع القيادة التاريخية التي تشمل عزت ومحمود حسين الأمين العام للجماعة الموجود بالخارج، وإبراهيم منير المقيم في لندن، وكذلك طلعت فهمي المقيم في تركيا، بمعنى أنه لم يبقَ أي شخص من هذا الوزن في مصر".
وكشف الكتاني بان القبض على عزت "أهم بكثير من إلقاء القبض على محمد بديع المرشد السابق، الموجود حالياً بالسجن منذ 2013، لما يمثله محمود عزت في الملفات السرية التي كانت تحت يده في نشاط الجماعة التي لا يعلم عنها الكثير، وعلى رأسها النظام الخاص، وهو التوأم التنظيمي للخلايا النوعية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة تحت مسميات مختلفة، وهما الجناحان المسؤولان عن العنف الذي شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة، وهذا النظام الخاص يختلف عن الهيكل التنظيمي الهرمي للجماعة الأم، لأنه نظام خاص يقوم على الخلايا العنقودية الشبكية، وكل دائرة في هذا النظام لا يعلم بقية الهيكل التنظيمي الذي يتبع أشكالاً غير تقليدية، كما يعد عزت رأس التنظيم الدولي للجماعة باعتباره القائم بأعمال المرشد، الذي يتولى اتصالات الجماعة في الداخل والخارج، وليس كما يروّج البعض بشأن الشخصيات الموجودة في المملكة المتحدة أو تركيا فقط".
من جهته يرى اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن عزت هو "المؤسس الأول للجناح العسكري أو التنظيم المسلح في جماعة الإخوان في عودتها الثانية عندما أخرجهم الرئيس أنور السادات من السجون عام 1972، والذي أنشأ التنظيم المسلح هو محمود عزت إبراهيم، وهو إرهابي حتى النخاع، وهو الذي كان يقود الإخوان في كل أشكال العمل الإرهابي والسري كله، وجميع الأحداث التي وقعت في القطر المصري منذ عام 2013، وحتى يومنا هذا كان عزت ضالعاً فيها، وصدر بحقه عدة أحكام، منها حكمان بالإعدام، وستعاد الإجراءات القضائية، لكن كل التهم تشير إلى أن الإعدام ينتظره، بما يعني نهاية قيادة الجماعة إلى الأبد، وعدم إمكانية اختيار مرشد آخر يحظى بنفس مكانة وإجماع القيادات التاريخية التي كان عزت آخرها".
وتابع المقرحي أن عملية ضبط عزت "تعتبر حجر الزاوية في تحطيم الإخوان، فقد كانت الجماعة متماسكة، لأن من يقوم بأعمال المرشد هو عزت، وليس عاكف أو بديع، المتحكم من الناحية التنظيمية هو محمود عزت، ومن الناحية المالية خيرت الشاطر ومعه حسن مالك، والاثنان مسجونان حالياً، فلم يعد هناك عمود فقري للتنظيم سوى عزت".
على ذات الاتجاه يرى أحمد الخطيب، الصحافي المصري المتخصص في شؤون جماعة الإخوان ان "التنظيم أصبح بلا رأس" الان وعزت هو مؤسس التنظيمات العنقودية، لأنه هو نفسه كان محرضاً ومحركاً غاية في الخطورة، ويمتلك الصندوق الأسود لتنظيم الإخوان، ويمثل صيداً ثميناً، لذلك فخبر القبض عليه يعني أن التنظيم شيع جثمانه رسمياً في القاهرة، ويمكن القول الآن مصر بلا تنظيم الإخوان المسلمين، وستكشف الأيام المقبلة التقاطعات الخاصة بالتنظيم مع الدول الأخرى، وهذا يؤكده دور عزت كمرشد فعلي للجماعة ومسؤول أول عن عملها السري".
في الاثناء يؤكد بعض الباحثين في شؤون الإسلام السياسي بأن الجماعة ماتت إكلينيكياً بالقبض على "الصقر التنظيمي"، وأبرز رموز "القيادات التاريخية" للإخوان، وهم شريحة عليا من قيادات الإخوان، ونشأ خلال السنوات الأخيرة صراع مزدوج بينها وبين الدولة المصرية من جانب، ومن يطلق عليهم "شباب الجماعة" من جانب آخر، وهو ما يطرح تساؤلات حول نهاية القيادات التاريخية، ومن ثمّ غياب قمة الهيكل التنظيمي ككل، في ظل وجود أغلب قياداتها بالسجون التي شهدت وفاة بعضهم، كان آخرهم عصام العريان في وقت سابق هذا الشهر.