زاد الاردن الاخباري -
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه وجه الدعوة لوفد إماراتي لزيارة إسرائيل، وذلك غداة وصول كبار مساعديه ومساعدي الرئيس الأمريكي إلى ابوظبي الاثنين قادمين من تل أبيب لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين الدولة الخليجية وإسرائيل.
وقال نتنياهو إن الدعوة سلمها مستشاره للأمن القومي الذي يرأس وفدا يضم مسؤولين إسراائيليين كبارا في أبوظبي حاليا.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي ”سنرحب بهم على بساط أحمر، مثلما رحبوا بنا“.
وقال جاريد كوشنر المستشار الكبير للبيت الأبيض لدى وصوله إن بوسع واشنطن الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل وتعزيز علاقاتها في الوقت نفسه مع الإمارات، القوة الإقليمية وثاني أكبر اقتصاد عربي.
وفي حادثين منفصلين على ما يبدو، أسفر انفجاران بمطاعم في أبوظبي ودبي عن مقتل ثلاثة أشخاص في وقت سابق يوم الاثنين. وقالت السلطات إنهما نتيجة تمديدات للغاز. وقال مكتب أبوظبي الإعلامي على تويتر ”تدعو شرطة أبوظبي الجمهور الكريم إلى عدم تداول الشائعات حول الحادث والحرص على استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية“.
وجرى الإعلان عن اتفاق ”التطبيع“ في 13 أغسطس آب، وهو أول تسوية من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل منذ أكثر من 20 عاما، وقد جاء إلى حد بعيد بدافع من مخاوف مشتركة من إيران.
وشعر الفلسطينيون بالفزع من الخطوة الإماراتية، واعتبروها خيانة من شأنها إضعاف الموقف العربي القائم منذ فترة طويلة والداعي إلى انسحاب لإسرائيل من الأراضي المحتلة وقبول الدولة الفلسطينية مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وقال كوشنر إنه ينبغي على الفلسطينيين ”ألا يظلوا عالقين في الماضي“.
وتابع قائلا ”عليهم الجلوس إلى طاولة المفاوضات. سيكون السلام جاهزا لهم، ستكون هناك فرصة سانحة لهم بمجرد أن يصبحوا مستعدين لاغتنامها“.
وصل كوشنر ضمن الوفد الأمريكي الذي رافق مسؤولين إسرائيليين في أول رحلة جوية رسمية إسرائيلية من تل أبيب إلى الإمارات.
ويرأس كوشنر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين الوفد الأمريكي. ويقود الفريق الإسرائيلي مئير بن شبات، نظير أوبراين.
وستبحث إسرائيل والإمارات التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي خلال الزيارة. وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية لتلفزيون العربية بعد هبوط الطائرة في أبوظبي إن الرحلات المباشرة بين الجانبين ستكون أيضا على جدول الأعمال.
وحتى قبل هبوطهم، فقد صنع المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون تاريخا في مجال الطيران عندما طارت الطائرة الإسرائيلية التجارية التي تقلهم فوق الأراضي السعودية في الرحلة المباشرة من تل أبيب إلى العاصمة الإماراتية.
وقال نتنياهو على تويتر ”هكذا يبدو السلام مقابل السلام“، واصفا اتفاقا لتطبيع العلاقات مع دولة عربية لا ينطوي على تسليم أرض احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
* ترحيب بالعربية
يأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تخرج الزيارة التي تستغرق يومين بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في سبتمبر أيلول، بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويمكن أن يمنح ذلك ترامب دفعة في مجال السياسة الخارجية قبل مسعاه للفوز بفترة جديدة في نوفمبر تشرين الثاني.
وتحاول إدارة ترامب إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع إسرائيل. وأشارت السعودية، أقوى هذه الدول، إلى عدم استعدادها لذلك لكنها فتحت مجالها الجوي أمام رحلة شركة العال الإسرائيلية.
وعلى متن الطائرة المكتظة، استُقبل الركاب بعبارات الترحيب باللغات العربية والإنجليزية والعبرية في لفتة خاصة بمناسبة الرحلة التاريخية.
وقال قائد الطائرة الطيار تال بيكر عبر الإذاعة الداخلية للطائرة ”نتمنى للجميع السلام“ ورددها بالإنجليزية والعربية والعبرية. كما استخدم اللغات الثلاث في الإعلان عن رقم رحلة الطائرة ووجهتها.
وقال متحدث إسرائيلي إن الطائرة مزودة بنظام مضاد للصواريخ كما هو الحال في جميع طائرات شركة العال من هذا الطراز، وهي تقل أفراد أمن من جهاز الخدمة السرية الأمريكي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) لحماية الوفدين.
وعبر قادة فلسطينيون عن غضبهم من الاتفاق الذي يرون أنه يضر بنضالهم من أجل دولة مستقلة.
وكتب المسؤول الفلسطيني الكبير صائب عريقات على تويتر ”السلام ليس كلمة فارغة تستخدم لتطبيع جرائم الحرب والاحتلال. السلام نتاج للعدالة، وليس نتاجا لإخضاع الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه وإخضاعه لنظام أبرثايد (التمييز العنصري). الأبرثايد هو ما يقصد نتنياهو عندما يقول السلام من أجل السلام“.
كما نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسيطر على قطاع غزة الفلسطيني، بالإمارات.
وقالت حماس في بيان ”هذه الزيارة تشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتكريسا للاحتلال، وخيانة لمقاومة الشعب“.
وقبل ساعات من هبوط الطائرة، قالت الشرطة الإماراتية ووسائل إعلام محلية إن ثلاثة قُتلوا وأُصيب عدة أشخاص بجروح في انفجارين منفصلين أحدهما في العاصمة أبوظبي والآخر في دبي، المركز السياحي في البلاد.
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي أن شخصين قُتلا في الانفجار الذي وقع في العاصمة، والذي قالت صحيفة ذا ناشيونال إنه وقع في مطعمي كيه.إف.سي وهارديز.
وفي واقعة أخرى، أفادت وسائل إعلام محلية بأن شخصا لقي حتفه عندما انفجرت اسطوانة غاز بمطعم في دبي.