تم إحالة ملف قضية الطفلة "سيرين عناية " اليوم الخميس الى مدعى عام عمان، والتي توفيت إثر تأخر الإجراء الطبي المعروف والمتمثل في التدخل الجراحي الفوري والعاجل لإزالة الزائدة الدودية، وفي حيثيات تقرير اللجنة الصادر من مستشفى البشير إلى مدعى عام عمان ان حوالي اثني عشر شخصا بين كادر طبي وإداري ستتم مسائلتهم حسب القانون.
فعليا أصبح الحديث عن البيروقراطية والروتين أمرا ممجوجا ومستهلكا، وبالعودة إلى السبب والعلة وراء تأخرإجراء العملية الجراحية البسيطة هو عدم توفر سرير.
ومن هنا دعونا نرجع الى الوراء أياما معدودة، ونستذكر معا الخبر الأول الذي أفتتحت به نشراتنا الأخبارية على كافة التلفزيونات والفضائيات الأردنية، وطالعتنا به الصحف الرسمية يوم 16 آب 2020 خبر الافتتاح المهيب " بعنوان جلالة الملك يفتتح المبنى الجديد لمستشفى الأسعاف والطوارئ ويتفقد قسم الأورام التابع لمستشفى البشير ترافقة جلالة الملكة" .
وبحسب الوصف والأرقام الواردة في التقارير الرسمية المتلفزة والتي بثت ملء السمع والبصر والمتوفرة على الشبكة العنكبوتية، انه تم انجاز الصرح الطبي الجديد التابع لمستشفى البشيىر والمسمى "مستشفى الإسعاف والطوارئ الجديد" وأن مساحته تبلغ 22 ألف متر مربع، اي بمساحة تزيد عشرين ضف المبنى القديم، واستحداث مهبط طائرات على سطحه للأخلاء الطبي، وبسعة 122 سرير إضافي، وبتكلفة 21 مليون دينار وانه " الصرح الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط" بحسب فيديو من اصدارات الديوان الملكي العامروالمتوفر على اليوتيوب.
وقد جاء هذا الأنجاز نتاج توجيه مباشر بعد زيارة مفاجئة لجلالة الملك لمستشفى البشير قبل عامين.
أما التصريح العرمرمي لمدير مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات، عبر تقرير موسع على التلفزيون الأردني بث في نفس يوم الأفتتاح على هامش الزيارة الملكية, قال ان قسم الطوارئ والأسعاف القديم يستقبل حوالي مائة الف مريض، وانه ومع افتتاح القسم /المستشفى الجديد على اتم استعداد لاستقبال هذا الرقم واكثر وان الأقسام والمستشفيات الجديدة التابعة لمستشفى البشير مربوطة بجسور معلقة لتسهيل حركة وتنقل المرضى.
وفي تصريح آخر على فضائية المملكة، قال ان القسم/المستشفى الجديد على جاهزية تامة من معدات وصالات انتظار واسعة ضمن "المواصفات العالمية " ويغطي المستشفى الجديد جراحات عديدة ومنها جراحة الأطفال، وأضاف انه سيتم افتتاح مستشفى الجراحة التخصصي التابع لمستشفى البشير للتغطية تخصصات الصدرية والقلب.
وبعد هذا السرد الموثق اصبح السؤال بديهيا للغاية، إلى أن المشهد بات هزليا للغاية !!!!
ألم تراجع الطفلة الأردنية سيرين نفس هذا المستشفى؟ ونفس هذا القسم؟ نفس هذا
المكان؟ لمن هذا الصرح؟ لمن هذه الأسرة الجديدة ؟ لمن هذه الجاهزية؟ لمن هذه
الكوادر؟ لمن هذه الأستعدادات؟ لمن مهبط الطائرات ؟ لمن الجسور المعلقة ؟
وأسوة بقانون الجرائم الالكترونية المسلط على العباد، أدعو الى استحداث قانون
" الجرائم التصريحية " ليسلط على الأسياد، لتجريم من يصرح رسميا بالجهوزية
لاستقبال مائة الف ويزيد... من يستهتر بعقول ملايين الأردنيين ويزيد ....ولمن لا
يأبه برقيب ولا عتيد .
الصحفية رانيا عثمان النمر