لم لا نتملك في فلسطين...! عاطف عتمه لقبه أبو البط ولا أزيد ، يفوق دهاة العرب دهاءا ، وما شقوا له غبار وهيهات ، غزاوي يسعى منذ ما يزيد عن عدة عقود إلى الرقم سر الإقامة ، وما استطاع ، فهو كباقي الحراثين في الوطن بلا ظهر أو سند ، يتحدث على حياء في السياسة لكي لا يحرج السياسيين ، وأفاجئه دائما بمقولتي المازحة "مش لصالحك " ، فيحط على رأسها ويبتلع ريقه ويبتسم على مضض ، لان العبارة تصيبه بما يشبه التماس الكهربائي ! أبو البط يدعو لمنح أبناء غزة حقوقهم بعد انقضاء المدة القانونية لتجنيسهم ، ويتساءل لم لا يتعامل معنا مثل نظام أي دولة فننصهر في بوتقة من خليط كاستراليا مثلا ، وهذا معنى السياسة ، هو أن ينصهر الناس في بوتقة واحدة ، تحكمهم العدالة ولا عدالة بلا قانون ، وقانون ضابط للعدالة وناظم للشفافية والحاكمية الرشيدة ، وهي كثيرة ومجربة ومحسنة ومشذبة وجاهزة في العالم ولا تحتاج إلا للراغبين بالعدالة ، ويعتبر مثلا تلك الدول في العالم التي قطعت شوطا وسحبت سموم التمييز ، وتركت للكفاءة مسيرتها ...وهكذا تواصل مسيرتها ، ولم يحرك شعوبها الفيسبوك أو التويتر ! أبو البط غزاوي وليس فلسطينيا ! يقول لي باستغراب بعد كل سنوات مطالبته بالرقم السري للإقامة متسائلا عن سر غياب المطالبة والسماح للاردنين بتملك أراض في فلسطين للحفاظ على هوية الأرض عربية ، وتخليصها من الابتلاع والتهويد ، ولم لا يسمح بازدواجية الجنسية على ارض فلسطين للأردني والعربي والمسلم سواء بسواء والأردني أولى لاعتبارات اجتماعية وسياسية وديمغرافية ! فكرة أبو البط فكرة خلاقة وتحتاج الى الترجمة من قيادات العمل الفلسطيني والعربي وأقول : الضفة الشرقية لنا والغربية لنا وفلسطين من النهر إلى البحر لنا فلقد تحول الزمان ودارت الرحى فولى زمان الأنظمة الفاسدة والشعوب المستعبدة وبدا التأريخ ولا بد من اتباع إستراتيجية معاكسة لإعادة أرضنا من الدخلاء ، وبالعودة إلى التاريخ القريب الذي يسعف في تنشيط الذاكرة المكربنة أقول : لقد كانت السيطرة على الأرض الفلسطينية جوهر الفلسفة التي انتهجتها الصهيونية العالمية منذ نشوء الفكرة الأولى لتوطين اليهود في فلسطين وتابعتها إسرائيل بعد قيامها حتى الآن، وقد رافق عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديموغرافي لقد قامت الحركة الصهيونية ومنذ البداية بوضع المخططات للاستيلاء على الأراضي العربية في فلسطين، ولتنفيذ هذه المخططات قامت بإنشاء ما يسمى بصندوق أراضي إسرائيل (كيرن كيميت ليسرائيل) تحت عنوان"الخطأ والسذاجة والتلون" كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 1972.7.14. "إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي .الاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم، وتم إحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين . في فترة ما أبان الحرب العالمية الأولى قامت مجموعة من يهود كندا في إقامة جمعية لاستملاك الأراضي في فلسطين حيث حاولوا انجاز صفقة لشراء 6 آلاف دونم من أراضي القرية لكنها فشلت بعد اندلاع الحر ثم حاولت شركتان يهوديتان بعد الحر هما "“ تسيوني أميركا- صهيوني أميركا ”، و”كيرن كييمت لايسرائيل نجحت الأولى في العام 1924 في شراء 8000 دونم من الأرض الرملية في منطقة ألجليل شمالي القرية .