يوم الحظر الموعود يظل مرتقبا بسبب مبررات لم تعد مقنعة

يوم الحظر الموعود يظل مرتقبا بسبب مبررات لم تعد مقنعة

زاد الاردن الاخباري -

يترقب المواطنون مع نهاية كل أسبوع القرار الحكومي بفرض حظر شامل يوم الجمعة أم لا، في وقت أعرب فيه الكثيرون عن ضيقهم من هذا القرار وأنه غير مجد ويحرمهم من يوم يخصص للتنفيس عن الاسر.

مع تكرار فرض الحظر الشامل على مدار أسبوعين ماضيين، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ومنشورات تعكس استياء المواطنين من هذا القرار، متسائلين «هل ينتشر فيروس كورونا فقط ايام الجمع ويختفي في بقية أيام الاسبوع الاخرى».

كما تضمنت المنشورات والتعليقات، رصد حالة سكان عمان والزرقاء قبل فرض الحظر بيوم واحد وتهافتهم على المخابز والمولات لشراء احتياجاتهم ما يزيد من فرص انتشار الفيروس الناتج عن الاختلاط بين الاخرين.

تركزت المطالبات في عدم تكرار فرض شامل أيام الجمع وتقييد حرية الناس بالتنقل في يوم «اسري» تتوق له افراد الاسرة بأكملها من منطلق قناعات الناس أن يوم الجمعة لا يختلف عن بقية أيام الاسبوع التي تشهد حركة طبيعية بالاسواق والعمل وامكانية الاختلاط بين المواطنين قائمة، غير أن الحكومة ترى في فرض الحظر الشامل في العاصمة والزرقاء له ما يبرره في ظل ارتفاع عديد الاصابات في المحافظتين مؤخرا وعلى مدار أيام متواصلة فيأتي الحظر من مبرر منع الاختلاط، وإتاحة الفرصة لفرق الاوبئة بالعمل والاستقصاء عن الحالات.

ويقدر متوسط عدد الاصابات في عمان يوميا طيلة أسبوعين مضيا بنحو 50- 52 إصابة، في حين متوسط الاصابات في الزرقاء من 17- 20 إصابة يومية، في وقت يسكن المحافظتين نحو 5 ملايين.

الناطق الرسمي للجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات كان قد أكد سابقا على حظر يوم الجمعة بانه يهدف الى التقليل من الازدحامات واللقاءات العائلية ويسهم في تسهيل مهمة فرق الرصد والتقصي الوبائي، مشيرا الى ان فرض الحظر على عمان والزرقاء كونهما الأكثر عددا بتسجيل الاصابات واحتمالات ارتفاع أعداد المخالطين اكثر.

وبرغم تأكيدات الحكومة والجهات الطبية الوبائية التي تدير ملف كورونا بفائدة ومنفعة حظر أيام الجمع، إلا أن هناك رفضا من المواطنين بعمان والزرقاء من هذا الاجراء الذي لن يوقف انتشار الفيروس ليوم الجمعة فقط.

ويرافق حظر يوم الجمعة اغلاق المحلات التجارية والمطاعم عملها منذ الساعة العاشرة مساءاً يوميا الامر الذي اعتبره الكثيرون بانه غير مجد خصوصاً وأن اي اختلاطات قد تحدث بين المواطنين لا تقف فقط عند حدود العاشرة مساءً فهي قد تحدث على مدار الساعة المسموح بها في الخروج من المنازل.

الدكتور طبازة استشاري الطب النفسي اكد ان خيار فرض حظر شامل ليوم واحد اسبوعيا يؤدي الى ارباك مجتمعي كما شاهدناه مسبقا في اليوم الذي يسبق الحظر.

وأضاف: «هناك حالة من الضجر والرفض بسبب عدم قناعة الاغلبية من الناس بنجاعة وفائدة هذا الاجراء الامر الذي ينعكس على نفسية المواطن خاصة ان كل أمر يجبر عليه الانسان يتجه الى رفضه وعمل عكسه خاصة اذا تعلق الامر بتقيد حركته بالخروج من المنزل».

ويرى الدكتور طبازة أنه لا فائدة من زيادة عدد ايام الحظر اسبوعيا خاصة وان السلوك المصاحب له لن يتغير، مؤكدا أن الالتزام والتباعد الاجتماعي من قبل الآخرين يجب ان يبقي قائما ولا يتعلق بيوم واحد فقط كيوم الحظر ويستثنى بالأيام الاخرى، مبينا أن تغليظ العقوبات لمن يصر على عدم الالتزام وخرق المعايير الصحية قد يكون مجديا عوضا عن فرض حظر شامل.

سجال إذن سيظل يتأرجح بين مبررات الحكومة في حال استمرارها بفرض الحظر الشامل أيام الجمع، في ظل استياء المواطنين من هذا الاجراء وعدم اعتباره مجديا أو مقنعا.. ربما قد يمتد لبحث ومناقشة جدوى أجراءات أخرى تنفذها الحكومة لمواجهة الوباء العالمي.

---