زاد الاردن الاخباري -
قال الدكتور خالد الكلالدة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب إن عدد المقترعين في الكشوف بلغ 4 مليون 455 ألفًا و611 مقترعًا.
وكشف خلال استضافة في برنامج رينبو الذي يقدم محمد العرسان عبر راديو البلد عن سيناريوهات الهيئة في التعامل مع الناخبين في ظل جائحة كورونا فعدلت الهيئة كل التعليمات التنفيذية التي تعنى في مسألة التواصل الجسدي, فهناك مرحلتين أساسيتين من هذا التواصل إحداها الترشح والثانية وسيلة الاقتراع التي تسبقها الدعاية الانتخابية.
فيقول الكلالدة: "قمنا بتعديلها بحيث نستطيع ضمان أن تسير العملية الانتخابية بسلاسة مع الأخذ بعين الاعتبار التوصيات التي تصدرها لجنة الأوبئة للحفاظ على الصحة العامة, وبهذا أعني ألا تصبح العملية الانتخابية مسرحًا لنقل العدوى أو مكانًا لنشر الوباء. وكان لدينا مشكلة سابقًا في الترشح وهي التزاحم بين الكتل في اليوم الأول وفي اليوم الأخير لأن من كان يحضر أولًا, يحصل على الرقم الأول. وقد حللنا هذه المشكلة من خلال حضور الجميع بأوقات متباعدة وبكتل متباعدة في مساحة كافية, وعند انتهاء فترة الترشح يأتي مفوضي القوائم وحدهم وتجري القرعة لإعطاء الأرقام.
أما المرحلة الثانية فهي الدعاية الانتخابية, فكانت المهرجانات الانتخابية تشكل مراكز تجمع كبيرة, وقد تم إلغاؤها ولم تعد مسموحة, ولا يجوز فتح مقر إلّا وفقًا لشروط لجنة الأوبئة وتحت رقابة وزارة الصحة والأمن العام.
إجراءات خاصة يوم الاقتراع
ويوم الاقتراع والفرز تم وضع إجراءات تكفل عدم انتقال العدوى, فمثلًا عند الباب هناك متطوع يمنح الناخب قفازًا وقلمًا ولا يجوز أن يأتي بقفازه, وبعدها يقوم بإبراز هويته دون أن يلمسها الموظف بحيث يقوم قارئ إلكتروني يسلط على البطاقة بالتأكد من المعلومات التي على الهوية بعد إظهارها على شاشة أمام الموظف فيوقع ثم يذهب إلى المعزل ويقترع ويعيد القلم إلى جيبه ويتخلص من قفازه ويحبر بالرش أو بالتقطير, مع اعلم أن الحبر يتكون من نترات الفضة لكن البعض خشي أن تكون العلبة ملوثة, وحتى نقطع هذا الهاجس انتقلنا للرش والتقطير. وأكد أننا وفرنا داخل غرف الفرز شروطًا لضمان عدم نقل العدوى لكن في الخارج تترك المسألة لوعي الناس."
وأجاب الكلالدة على استفسار حول إدخال المصابين بانفلونزا أو مصابين بكورونا للاقتراع فأجاب قائلًا: "إذا كان يرتدري كمامة بإمكانه الدخول والاقتراع لأنه بوجود الكمامة لا تنتقل العدوى, فهي تنتقل بالرذاذ.
ومنظمة الصحة تقول أن فايروس الكورونا عمره من سنتين إلى خمس سنوات فلا نستطيع أن نعطل مناحى الحياة وهذه استحقاقات دستورية علينا التعامل معها."
اما حول احصائيات مركز راصد عن عزوف الشاب عن مشاركة الشباب في العملية الانتخابية يرى الكلالدة "أن معضلة عدم مشاركة الشباب في الانتخابات هي مشكلة اقليمية وليست مشكلة محلية, وأن هذا الجيل يجب أن يساعده علماء الاجتماع ومراكز الدراسات والمختصين والسياسيين والجامعات في كيفية تعبيره عن نفسه بشكل منظم, هذا الجيل اكتشف الشارع والسوشال ميديا ولم يعد يؤمن بالشكل التقليدي للعمل, لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا أكفاء أو صادقين, هو جيل غاضب يبحث عن حقه في الحياة وحقه في العمل وحقه في التنافس, وإذا كانت العدالة وتكافؤ الفرص غير متحققة لا تستطيع أن تقنع هذا الجيل مهما فرضت الضوابط."
وبين أيضًا عدد المقترعين الشباب لهذا العام فبلغ عدده 577 ألف شاب أردني لأول مرة يحق لهم التصويت ومليون و 39 ألف تحت ال25 عامًا يقول أنه على يقين أن 80 بالمئة منهم عاطل عن العمل وهذا برأيه لا ينتج إلا الغضب ولكن يعتقد الانخراط هو أساس التغيير من الداخل وأن الإرادة الحقيقية للإصلاح هي "ماذا يريد رأس الدولة أو المسؤول؟" فهو يريد مجتمع مستقر تتنافس الناس فيه بشكل طبيعي, لكن نحن لدينا أزمة ثقافة وأزمة تربية سياسية وأزمة ثقافة النقاش والحوار واحترام الرأي الآخر بحسب رأيه.
وانتقالًا لدور التيارات السياسية في العملية الانتخابية وحديث بعض من الأحزاب عن المقاطعة لعدم وجود قوانين تضمن نزاهة الانتخابات ووجود ضغوط أمنية على المرشحين للانسحاب وعدم الدخول في قوائم وهندسة الانتخابات قبل أن تبدأ علق الكلالدة قائلًا: "من ضمن صلاحياتنا الإدارة والإشراف على العملية الإنتخابية وخارج ذلك هناك ضوابط أخرى. ضمانات النزاهة هي من اختصاص الهيئة المستقلة للانتخاب وأنا أرد: اعترضوا على أي نتيجة وتعالوا لإعادة عد أصواتها بيديكم. أما خارج الانتخاب فالتدخل من مسؤولية القضاء."
ويكمل: "أما في ما يتعلق بالمقاطعة, فهذا حق لصاحبه, هناك من يقاطع وهناك من يشارك, وهناك من يصوت بورقة بيضاء ومن هنا نستطيع أن نعرف المعترضين والغاضبين من خلال الأوراق البيضاء, في عام 2016 حصدنا حوالي 20 ألف ورقة بيضاء وفي الانتخابات المحلية وصلت الأوراق البيضاء إلى أكثر 120 ألف وهذا جعلني أتفائل أن الشباب جاؤوا وعرفوا قيمة صوتهم." ويختم حديثه حول الامتناع بقوله: "الاقتراع لمن حضر, وطموحنا أن تزيد نسبة المشاركة عن 60%."
ووصف الكلالدة عملية الاقتراع للدورة القادمة قائلًا :"عندما تدخل مركز الاقتراع ستشعر كأنك في مستشفى" فسيكون هناك تشديد على ارتداء الكمامات والقفازات وسيكون الدخول والخروج بطريقة تضمن أن لا يكون هناك انتقال للعدوى.
وخلال الحلقة تم التطرق للحديث حول المال الأسود فيرى الكلالدة أن: "المال الأسود وضبطه الأساسي يعود للمواطن وثقته في الاقتراع, وأنا أنزعج عندما أسمع أن الفقر سبب في بيع الأصوات, الفقير أشرف من أن يبيع صوته, من يبيع صوته فاسد ومن يشتريه أفسد منه. المسألة ثقافية ومن يشهد على عملية بيع أصوات نحن نحميه كشاهد وما عليه إلا أن يبلغنا من خلال الهاتف أو من خلال رسالة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي."
ويصرح قائلًا: "نحن نعلم حيتان الأموال الذين يصرفون ويدفعون وينجحون, ونعلم أنه أصبح لهم مؤسسات مخصصة لذلك وقانونية تخدم على مدار سنوات و بايصالات رسمية."
وختامًا قطع الشكل فيما يتعلق باحتمالية إجراء انتخابات إلكترونية ووضح مفصلًا: "قامت الكثير من الدول بتجربة الانتخابات الإلكترونية ومنها سويسرا وحصلت تجاوزات, وأمريكا أيضًا فيحاول ترامب إلغاء التصويت بالبريد, أما بستونيا هي الوحيد التي يتم فيها التصويت عن بعد. فالتصويت الإلكتروني يختلف عن التصويت عن بعد, فالإلكتروني يصل فيه المقترع إلى مركز الاقتراع ويكتب على جهاز أو ورقة, أما التصويت عن بعد فهو من خلال الانترنت ولا يوصى به لانخفاض نسبة النزاهة فيه."