زاد الاردن الاخباري -
كتب : جمال حدّاد - بزغ نجم الطبيب الإنسان سعد جابر في فترة مظلمة ،حيث خطف الطبيب الهادئ الوسيم والعسكري القديم الباسل الأضواء،واحتل مكانا بارزا في ذاكرة الأردنيين ومكانة عالية في قلوبهم،ببساطته الأردنية وجسارته العسكرية في مواجهة وباء الكورونا القاتل، وقف في الصف الأول مع الجيش الأبيض يقارعون الموت دفاعاً عن الشعب الأردني.واستطاع النشامى بالإمكانيات المحدودة والإرادات القوية أن يفعلوا ما لم تستطع أن تفعله الدول الكبرى ذات الإمكانيات الخرافية،وان تصل الأردن الى مرحلة صفرية على مدى أيام عديدة حتى تمنى الأشقاء أن يكون عندهم سعد جابر آخر،وتمنى الآخرون أن تحذو بلادهم حذو الأردن في مواجهة ـ الطاعون القاتل ـ والسيطرة عليه للحد من جموحه.
ما يميز الطبيب المقاتل سعد جابر انه ليس مكتبياً ولا نمطياً فهو ابن المدرسة العسكرية الميدانية التي ترسم الخطة حسب ظروف المرحلية ثم تنتقل الى الخطة البديلة حسب مستجدات المعركة.اللافت في طبيبنا الوطني انه أمين على أرواح الناس وأموال الدولة فهو لم يكلف الدولة قرشاً واحدا زيادة عن المخصصات لمطلوبة،واستطاع تذليل القضايا الصعبة وتوفير الخدمات الطبية المطلوبة والأسرة للمرضى رغم ضغط الحالات المصابة والظروف الصعبة ،وقد واصل وكوادر الوزارة والأطباء والممرضين الليل بالنهار بصمت وبعيداً عن الأضواء وعدسات المصورين .
أعداء النجاح وفرسان الظلام وأصحاب الأجندات النفعية والمكاسب الآنية لم يعجبهم نجاح أي أردني تبوأ مركزاً متقدماً لأنهم أدمنوا الفشل واعتادوا التعامل مع الفاشلين بلغة بلاغية تفوح منها روائح النفاق للحصول على شرهة من تحت الطاولة، أما العاملون فأنهم لا يصفقون لنجاحاتهم بل ينتظرون الى إخفاقهم ليصفقوا لان النجاح والتفوق على الذات أصبح عملة نادرة.
الأكثر سوءاً والأشد عيباً تلك اللغة البشعة التي يلاحق بها هؤلاء الساقطون ذوي التاريخ المشين المبدعين الذين يعملون ليل نهار.فسحقا لأصحاب الشخصيات الهشة التي تحتاج الى مصحات نفسية لفكفكة عقدها المزمنة،بدل البحث عن انتصارات وهمية مجانية بكلمات ملتوية بعيدة عن اللغة الصحفية المتزنة والإعلامية الراقية التي تهدف للنقد البناء والتقويم لسلوك الطريق المستقيم فلجأت الى الابتزاز كعادتها فالتاريخ يعيد نفسه.فالقالب غالب ولو وضعته بمائة قالب كما قال أجدادنا العظام.
الدكتور سعد جابر في عيونه نبل الأطباء الذين لم يحنثوا بقسم ابوقراط العظيم،ولا يسعى للتلميع لذلك رفض لغة الاتاوات ولم ينحن لطلبات المرتزقة ولم يخاف سيف التهديد، ورد على الناعقين وتجار الكلام بالعمل والمزيد من الانجازات فحاز على ثقة الناس حتى سمي بطبيب الشعب وحبيب الشعب لان أعماله وسلوكياته لامست قلوب العامة وأرواح الناس كافة.
وأتحدى لو أن المواطن سعد جابر طرح نفسه مرشحا للانتخابات النيابية لكان اكتسح الشارع لما يملكه من رصيد حب وشعبية عارمة رغم التشويش المبرمج من لدن شريحة لا تخاف الله ولا تخشى محاسبة ضمير هذا إذا كانت لديهم ضمائر توخزهم وتؤنبهم على ما اقترفت أيديهم وألسنتهم ساقط القول والفعل.
المؤلم أن هناك زملاء يجيشون ضد بعضهم ويغارون ممن يتقن عمله ويكسر القوالب البيروقراطية الجامدة .هؤلاء شأن الباحثين من أهل الكلمة عن لهفة أو شرهة بطريقة البلطجة الإعلامية،وشن غارات لغوية وحملات سوقية بلغت من الإسفاف الى أدنى ما يصل إليه الإنسان حين يصاب بعمى القلب وعمى البصيرة فلا يكاد يرى ولا يسمع الا ما يريده لأنه طفيلي يتغذى على سمعة الآخرين واذا لم يجد ما يجد كالبعوضة دما ليقتات عليه مات جوعاً.
الدكتور سعد جابر يمتلك الحصانة الجسدية والنفسية والشعبية لمقاومة هذه الحشرات.فهو يعالج الناس منها ويقضي عليها في مستنقعاتها فكيف لا يحصن نفسه....حقاً أنهم أغبياء أصحاب حناجر متقيحة بحاجة الى وصفة طبية من سعد جابر نفسه.
الحق يجب على الصحافة أن تقوم بواجباتها المنوطة بها وعلى الإعلام أن يكون صاحب رسالة لا أن يقوم بأعمال تخريبية وتشويه سمعة من اجل حفنة مصاري.فالصحفي أو الإعلامي أهم مقوماته أخلاقه السوية وضميره المستنير وبصيرته الداخلية التي ينظر بها للأشياء بنور الله لا بنور المنفعة او المصلحة.
فالكورونا تسربت من الحدود وليس للطبيب جابر دخل هناك فالحدود لها رجالاتها ومسؤوليها من كافة الأجهزة الأمنية والجمركية والعسكرية والصحية .فلماذا يجري تحميله هذه المسؤولية رغم عظم المسؤولية التي يحملها داخل حدود الوطن.
ونهمس بإذن المتكسبين من الأزمات والذين يصطادون في المياه العكرة ويخيطون بمسلات صدئة .اذهبوا وابحثوا عن مواطن الخلل واتركوا الناجحين يكملوا مسيرتهم لان بهم يرتقي الوطن وندعوكم الى التخلي عن لغة المديح لا يده مبسوطة والتخلي عن لغة التشنيع الشائعة إذا لم يرضخ المسؤول لما يطلبه الغربان فيزداد النعيق.فهل يعاب على رجل الدولة مستمسكاً بالعدالة والحفاظ على المال العام ؟.أم يعاب عليه إذا انحنى ولبى طلبات العابثين.فإهدار المال العام جريمة لا تغتفر خاصة إذا كانت اذعاناً لإخراس الأصوات النشاز التي تقلب الأبيض اسود وتقلب الحق باطلاً.
دكتور سعد جابر ابق كما كنت الطبيب الإنسان والمواطن الغيور والمنتمي الجسور للوطن والمخلص الأمين لسيد البلاد. فالقافلة تسير والله معك والمواطنون معك.وواجبك ان تبقى يقظاً،فالوطن وطنك ولا يهمك غير صوت ضميرك والخير اذا عمَّ فانه يصيب الجميع فافعل الخير....ولله در الحسد ما اعدله / بدء بصاحبه فقتله ....