زاد الاردن الاخباري -
* مركز الإمام الشافعي - عبدالحميد الهمشري - الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد :
فإن تنظيم داعش الإرهابي يعود مجدداً بقوة إلى الساحة بتنفيذ اعتداءات وعمليات انتحارية واشتباكات في عدة دول، ومقاتلو التنظيم يستفيدون من وباء كورونا ومن النزاعات في المنطقة، وتنظيم داعش ما زال أحد أقوى المنظمات الإرهابية في العالم ، كما يرى الخبراء بشؤون الإرهاب.
وتراهن “داعش” وصولاً إلى بقية الجماعات المسلحة على الاستثمار في وباء كورونا لإحياء زخم الدعوة لتأسيس نظام الخلافة - زعموا- وذلك في الوقت الذي يعكف فيه العالم على البحث عن لقاح يجنب الإنسانية المزيد من الخسائر والأرواح، ويجمع الخبراء المختصون بالجماعات القتالية على حقيقة باتت شبه ثابتة تكمن في رهان المتطرفين على عرقلة أي إمكانية لتوصل العلماء إلى لقاح ناجع وفعال لكورونا.
وللتحذير من الخطر الداهم أقام مركز الإمام (أبو عبد الله) الشافعي محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور سمير مراد تحت عنوان: “داعش غلاة الخوارج” في يوم الأربعاء 21/1/1442 الموافق 9/9/2020. وفي نهاية المحاضرة خلص الباحث إلى التوصيات التالية :
- التأكيد على أنّ منهج الدّعوة إلى الله تعالى يقوم على الرفق واللين، (أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر).. الهدف من رسالة الإسلام هو تحقيق الرّحمة والخير للناس أجمعين، (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين).
- دعوة الإسلام إلى معاملة الآخرين بالمثل، وحثه على التسامح والعفو (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
- أوجب الإسلام احترام المواثيق والعهود والالتزام بما نصت عليه القوانين الدولية، وحّرم الغدر والخيانة (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً).
- حياة الإنسان هي أساس العمران البشري (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).
- الإسلام يقوم على التوازن والاعتدال والوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)، وقال صلى الله عليه وسلم: “يسرّوا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا”، والتطرف بكل أشكاله غريب، ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغالياً متطرفاً.
- الفهم الراسخ الذي لا يتزعزع بأنّ الإسلام دين أخلاقي الغايات والوسائل، يسعى لخير الناس وسعادتهم في الدّنيا والآخرة، والدفاع عنه لا يكون إلا بوسائل أخلاقية، فالغاية لا تبرر الوسيلة في هذا الدين.
- نستنكر، دينياً وأخلاقياً، المفهوم المعاصر للإرهاب والذي يراد به الممارسات الخاطئة أيّاً كان مصدرها وشكلها، ونشجب هذه الممارسات ونرى أنّ وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة ، ندعو الأمّة للأخذ بأسباب المنعة والقوّة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق، ونرفض نسبة الإرهاب للدين الحنيف.
- إنّ هدي هذا الإسلام العظيم الذي نتشرف بالانتساب إليه يدعونا إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيّه وتقدّمه، متعاونين مع كل قوى الخير والتعقّل ومحبّي العدل عند الشعوب كافةً، إبرازاً أميناً لحقيقتنا وتعبيراً صادقاً عن سلامة إيماننا وعقائدنا المبنية على دعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى .. وجود فئات متطرفة بين المسلمين، كالقاعدة وداعش وحزب الله والمليشيات، لا يعني احتضان الإسلام لفكرهم، بل ننكر صنيعهم وندينه.
- ليس كل تعاون مع غير المسلمين يعتبر ولاءً مكفراً، لأن الولاء المكفر إنما هو ولاء الدين لا غير، (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكمفي الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
- الدولة وسيلة لتحقيق التوحيد وحمايته، وليست غاية ولا مقصداً أعلى، والإسلام في هذا على خلاف قول الخوارج والمتطرفين.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم