زاد الاردن الاخباري -
تحدثت مصادر طبية عاملة في مستشفى الأمير حمزة الحكومي، عن معلومات تفيد بتردي الوضع الصحي في المستشفى، المخصص لاستقبال حالات فيروس كورونا، خصوصًا في ظل عدم وجود أي طبيب أخصائي عناية حثيثة في أقسام العناية الحثيثة.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها إن قسم العزل المخصص لإصابات كورونا، يعمل فيه 8 أخصائيي تخدير وطبيبان أخصائيان باطنية وأمراض صدرية، مشددين على أن هؤلاء يعملون وفق نظام المناوبات على مدار اليوم.
وأضافت أن الحديث عن أن اختصاص التخدير مشابه لاختصاص العناية الحثيثة، غير علمي وعار عن الصحة، مؤكدين أن أخصائي العناية الحثيثة يملك معلومات وخبرات أكبر في التعامل مع المرضى الذين يكونون تحت أجهزة التنفس الاصطناعي.
وبينت المصادر “أن معظم المرضى الذين وضعوا تحت أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفى، توفوا لاحقا”، مؤكدين “أن من أسباب الوفيات تكمن في عدم تجهيز المستشفى بالأخصائيين والاستشاريين لمتابعة المرضى”.
وكانت سيدة (39 عاما)، توفيت مساء أول من أمس في المستشفى، بعد ساعات من قيام أطباء بتوليدها قيصريا خوفا على حياتها او حياة جنينها، ما أثار استهجانا كبيرا من بعض الأطباء، بينهم وزراء سابقون ونقباء ونواب، حول كيفية عزل سيدة حامل ومصابة بكورونا في مستشفى، لا يوجد به قسم خاص بالتوليد أو بالحاضنات، أو أطباء خداج منذ تأسيسه.
وأوضحت المصادر، أن الرضيع وضع في قسم العناية الحثيثة على أحد الأسرة، حيث ولد في الأسبوع الـ26، وكان بحاجة ماسة لحاضنة وفريق طبي متخصص بالخداج، لكن ذلك لم يكن متوافرا في المستشفى.
وما زاد الطين بلة، وفق المصادر نفسها، أن عدة مستشفيات رفضت استقبال الرضيع ووضعه في أقسام الولادات أو الخداج، خوفا من ان يكون مصابا بكورونا هو الآخر.
ولفتت المصادر، إلى اتصال بمستشفى البشير الحكومي الذي يحتوي على قسم للخداج، “لكنه رفض استقبال الرضيع، بحجة أنه قد يكون مصابا بالفيروس، كما تعذر إدخاله إلى مستشفى الملكة علياء العسكري، لأن تأمين الأم مدني وليس عسكريا”.
وطالبت المصادر؛ رئيس الوزراء عمر الرزاز ووزير الصحة سعد جابر، الاقتداء بمستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي في محافظة إربد، الذي عملت إدارته على تجهيز غرفة عمليات متخصصة بتوليد السيدات المصابات بكورونا، حفاظا على أرواح الأردنيين.
وفي السياق نفسه، اعتذر مدير المستشفى؛ الدكتور عبدالرزاق الخشمان، عن التصريح بشأن اعداد أخصائيي العناية الحثيثة في المستشفى بداعي أنه أمر خاص بالمستشفى.
وقال إنه “حمزة الحكومي” كمستشفى مخصص بكورونا، غير معني باخصائيي العناية الحثيثة، لأنه يملك أخصائيي أمراض صدرية تخصص عناية حثيثة، ويساعدهم في عملهم أخصائيو التخدير عند وضع المرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وفيما يخص وضع الرضيع الذي ولد في المستشفى، رغم عدم وجود قسم توليد أو خداج، بين الخشمان أنه بصحة جيدة ونقل عصر أمس إلى مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد.
ونفى أن يكون هناك مستشفيات، رفضت استقبال الرضيع في أقسام الخداج الخاصة فيها، مبينا أنه تعذر على هذه المستشفيات، استقباله لامتلاء حاضناتها وعدم وجود حاضنة فارغة.
وأكد أن المستشفى لا يوجد به نقص في الأخصائيين أو الاستشاريين، أو الكوادر الطبية والتمريضية، مشيرا إلى أن المستشفى، أكبر مستشفى حكومي يقدم الرعاية لمرضى كورونا، وفي حال وجود نقص فإنه يتم تأمينه بأسرع وقت ممكن.
وشدد الخشمان على أن أقسام العزل في المستشفى تستضيف حاليا 139 مصابا، منهم 5 في قسم العناية الحثيثة؛ بينهم 4 من عائلة واحدة حالتهم خطرة، مؤكدًا أن المستشفى، لا يستقبل سوى حالات الإصابة بكورونا المتوسطة أو الخطرة، لأنه ليس “فندقا” للحالات البسيطة.
وحول السيدة التي توفيت مؤخرا، قال الخشمان إن حالتها الصحية كانت سيئة منذ قدومها للمستشفى، اذ بينت صورها الإشعاعية وفحوصاتها المخبرية، أن حالتها الصحية ميؤوس منها.
وفيما يخص الحديث عن أن نسبة كبيرة من المرضى الذين بقوا تحت أجهزة التنفس الصناعي في المستشفى توفوا لاحقا، أكد الخشمان “أنها مغلوطة، دون تقديم معلومات أو أرقام واضحة حول أعداد من شفي، وكانوا على أجهزة التنفس الاصطناعي”.
ودعا الخشمان إلى عدم التشكيك بالمنظومة الصحية وبجهود وزارة الصحة في مواجهتها لكورونا، مشددا على أن أن الفيروس خطر وقاتل، وعلى المواطنين الالتزام الشديد بإجراءات السلامة العامة.
الغد