زاد الاردن الاخباري -
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس قبيل قمة "ميد 7" لدول الجنوب في الاتحاد الأوروبي في كورسيكا أنه على أوروبا أن تتحدث بصوت "أكثر وحدةً ووضوحاً" تجاه تركيا التي "لم تعد شريكةً" في شرق المتوسط.
وقال ماكرون "نحن كأوروبيين علينا أن نكون واضحين وحازمين مع حكومة الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان التي تقوم اليوم بتصرفات غير مقبولة" .
ودعا ماكرون أنقرة إلى أن "توضح نواياها" معبّراً في الوقت نفسه عن "رغبته العميقة في بدء حوار مثمر مجددا مع تركيا". وأكد أن "ممارسات غير مقبولة حصلت على السواحل الليبية" تجاه فرقاطة فرنسية كانت تعمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي. وأضاف أن "تركيا وقعت اتفاقات غير مقبولة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، منكرةً الحقوق الشرعية لليونان"، مشيرا أيضا إلى أن "تركيا تقوم بعمليات تنقيب في المنطقة القبرصية (...) تُعد غير مقبولة". ورأى أن "تركيا لم تعد شريكةً في هذه المنطقة".
البحث عن النفط في ليبيا
أفاد مسؤول تركي رفيع أن بلاده تجري محادثات مع السلطات الليبية لبدء عمليات تنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس في مواجهة الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الطاقة التركية لصحافيين "نناقش مع الحكومة الليبية والشركة الليبية الوطنية للنفط موضوع حقول برية وبحرية (للتنقيب) عن النفط والغاز".
وأضاف المسؤول من دون الكشف عن اسمه "نجري أيضاً مناقشات معهم في مجالات أخرى مرتبطة بالطاقة مثل انتاج الكهرباء. لديهم احتياجات هائلة مرتبطة بالطاقة خصوصاً في الكهرباء".
وتشمل المحادثات أيضاً وفق قوله على "تطوير شبكة (توزيع) واحتمال تشغيل وبناء أنابيب".
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطات نفط في إفريقيا، نزاعاً بين سلطتين متنافستين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وحكومة موازية في الشرق يدعمها حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من الجنوب.
ووقعت أنقرة وحكومة الوفاق الوطني في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية تستند إليه تركيا للمطالبة بالسيدة على مساحة كبيرة تُجري فيها عمليات تنقيب عن الغاز، ما يثير غضب معظم الدول المطلة على شرق المتوسط خصوصاً اليونان وقبرص.
ورغم أن عمليات التنقيب التركية في شرق المتوسط لم تتوصل إلى أي اكتشاف كبير منذ إطلاقها عام 2018، إلا أن أنقرة المصممة على فرض نفسها كجهة فاعلة رئيسية في هذه المنطقة في مواجهة خصومها الإقليميين، تنوي مواصلة عمليات التنقيب عن موارد رغم التوتر الذي تثيره.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 21 آب/أغسطس أن بلاده اكتشفت في البحر الأسود حقل غاز طبيعي يُقدّر مخزونه بـ320 مليار متر مكعّب وأن تركيا ستكثّف عمليات البحث في شرق المتوسط أيضاً.
وبحسب المسؤول في وزارة الطاقة، فإن تركيا تستورد حالياً 92% من احتياجاتها من النفط الخام و"تقريباً كامل احتياجاتها من الغاز الطبيعي".
وأوضح أن الغاز الذي اكتشفته في البحر الأسود والذي تنوي البدء بتوزيعه اعتباراً من العام 2023، سيسمح لها عندما سيبلغ إنتاجها الذروة، بتأمين "30% من احتياجاتها" لعدد من السنوات.
وقال "سيكون علينا مواصلة استيراد سبعين بالمئة من احتياجاتنا. (الحقل الذي) اكتُشف في البحر الأسود كبير، لكن نحتاج إلى كمية أكبر من الغاز".