خاص - عيسى محارب العجارمه - هي شجرة تختلف عن كل أشجار غابات الأمازون المطيرة، التي قطعها الرئيس البرازيلي الحالي، النسخة الجديدة في أمريكا اللاتينية من المدرسة الترامبية.
وتختلف عن أشجار غابات عجلون التي احرقها واحرق قلوبنا عليها الحطاب الجائر قبل عدة أيام، فشجرة الأولياء السامقة هي تلك التي تنبت وتثمر وتزهر في ظلال القرآن الكريم، فيأكل من ثمرها كل ولي لله زاهد صالح سائح في دنيا الملك والملكوت.
كسدنة وحراس المسجد الأقصى المبارك، من موظفي وزارة الأوقاف الأردنية الهاشمية، وهم ينفذون تعليمات صاحب الولاية والوصاية الشرعي حفيد الإمام علي عليه السلام، فيحاربون الرواية التلمودية لتهويد القدس.
علي عليه السلام ذاك الذي وصفه الكاتب العربي المسيحي اللبناني جورج جرداق بقوله :- عظيم العظماء، نسخة مفردة لم ير الشرق ولا الغرب صورة لها طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً.. وما هو من الآدميين الا بمقدار ما يسمون بمقياس الضمير والوجدان، بل هو الضمير العملاق.
فعلي عليه السلام هو السيف الفاصل بين اشواق هامشية بتسلق شجرة الأولياء في افياء الأقصى، وأحلام تلمودية للفتى الطائش جاريد كوشنر في سلق صفقة القرن القذرة، والتي تطبخ وللأسف الشديد في قدر قذر لبعض الطهاة من صهاينة العرب والمسلمين.
أن استلهام السيرة الروحية لحضرة الإمام علي عليه السلام، من قبل صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، هي المنشار الذي سيجز شجرة صفقة القرن من جذورها، فعلي يصف الأب الروحي والمربي الكامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يقول في إحدى خطبه :( وقد تعلمون موضعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وانا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه.... ويرفع لي كل يوم من أخلاقه علما ويامرني بالاقتداء به، فما وجد لي، كذبة في قول، ولا خطلة في فعل، وكنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمه).
فالاردن هو ميراث ذاك الامام وذاك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صمام أمان يحفظ الهوية والثقافة العربية للقدس ومقدساتها، ضد الإجراءات الإسرائيلية المتسارعة لتهويد المدينة المقدسة، فالاقصى والحرم الإبراهيمي شهدا 70 اقتحاما في الشهر الماضي، علاوة على جملة من الابعادات شملت حراسا للمسجد الأقصى المبارك والمرابطين والمرابطات، رغم انهم يتبعون إداريا لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية الهاشمية.
فالاردن ومليكه وسمو ولي عهده الأمين، يتسلقون شجرة الأولياء المقدسة، بموقف صريح واضح وضوح الشمس، حيث يؤكد أن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما، غير قابلة للتقسيم ولا للمشاركة، وتحذير جديد للوزير الخلايله من الاعتداءات المتكررة على موظفي الأوقاف الإسلامية نتيجة اقتحامات وتركيب معدات وأجهزة فوق سطح المسجد.
والأردن بستهجن المشاريع الاستيطانية والحفريات تحت وحول المسجد الأقصى المبارك، واخر الصرعات المتصهينة استحداث تقنية إلكترونية حديثة تتمثل في توفير جولات افتراضية تحته، ثم تقديمها إلى 20 الف شخص حول العالم، يرافقها شروح وروايات تلمودية مزيفة، تدعي فيها إسرائيل الملكية التاريخية والدينية لهذه المواقع.
أن تلمس الجوانب الروحية في حياة الإمام علي كرم الله وجهه، هي التي مهدت للهاشميين خلافته الروحية وولايته الصوفية على القدس المحتلة، فهم أولى الناس بتزكية نفوس المسلمين وتربية قلوبهم على الزهد في الدنيا، وتوجيه المحسنين إلى عبادة الأحرار، لا طمعا في جنة ولا خوف من نار، بل هي خالصة لله الواحد القهار.