زاد الاردن الاخباري -
شارك آلاف المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل السعودية وخارجها، بتهنئة ”يوسف العماري“ بعيد ميلاده الأول الذي يقضيه بين عائلته الحقيقية، بعد 23 عامًا عاشها في كنف سيدة خطفته طوال تلك المدة في واحدة من أغرب قصص الاختطاف في العالم.
وولد ”العماري“ في 9 سبتمبر/أيلول من العام 1996، في مستشفى الولادة في الدمام شرق السعودية، قبل أن تُقدم سيدة سعودية تدعى ”مريم“ على خطفه من والدته خلال نومها في المستشفى، وتربيه عندها بجانب طفلين آخرين خطفتهما بحوادث متفرقة وبالطريقة ذاتها.
وبعد نحو عقدين ونصف العقد على تلك الحوادث، بدأت تتكشف خلال الأشهر الماضية تفاصيل عملية الخطف، ليعود المخطوفون الثلاثة إلى عائلاتهم الحقيقية شبانًا، وبينهم ”العماري“ الذي احتفل، أمس الأربعاء، بعيد ميلاده الذي لم يكن يعلم تاريخه الدقيق طوال تلك السنوات.
وأصبح ”العماري“ الذي يحمل 3 أسماء بسبب تلك الحادثة، أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد أن حرص الكثير من مواطنيه على متابعته ودعمه في عملية الاندماج مع أسرته الجديدة والحقيقية، والتي يقول مختصون في علم النفس والاجتماع، إنها ليست بالأمر اليسير.
ووجد الشاب الذي يتسم بالمرح، عددًا كبيرًا من المهنئين له بعيد ميلاده وقد انهالت عليه عبارات التعاطف، والمساندة، والدعم، من خلال ”تويتر“ و“سناب شات“، وهما المنصتان الرئيستان اللتان يستخدمهما الشاب، وبدأ من خلالهما نشر إعلانات تجارية تُدر عليه دخلًا ماديًا، بينما يحاول البدء بالدراسة التي حُرم منها عند خاطفته.
كما تلقَّى ”العماري“ عددًا من الهدايا التي تم إيصالها إلى منزله في الدمام، حيث شاركته عائلته المناسبة الأولى لها أيضًا والتي يحضر فيها الابن المخطوف بعد 23 عامًا من المعاناة، واسترجاع حادثة الخطف في يوم ذكراها.
وكان من المقرر أن يكون اسم العماري ”محمد“ وفق خطط والديه الحقيقيين عند ولادته، لكن خاطفته أطلقت عليه اسم ”علي“، فيما أقدم والده ”علي العماري“ على تسمية ابن آخر رزق به بعد الحادثة، باسم ”محمد“، ليجد المخطوف نفسه أمام اسم جديد بعد عودته إلى عائلته، وهو ”يوسف“، لتجنب حمله لنفس اسم والده، وفي استحضار لقصة النبي يوسف عليه الصلاة والسلام.
ولدى ”العماري“ معجبون ومتابعون ومتعاطفون من خارج السعودية أيضًا، إذ تحولت قصة خطفه مع شابين آخرين، هما:“نايف قرادي“ و“موسى الخنيزي“، إلى حديث وسائل الإعلام العربية والعالمية بعد الكشف عنها.
وقبل نحو أسبوع، صدر حكم أولى بإعدام الخاطفة، وسجن متعاونين معها، في خطوة تقرب من إغلاق القضية الإنسانية المؤثرة، التي تسبب الكشف عنها بعودة الأمل إلى عائلات أخرى فقدت أبناءها في حوادث خطف متفرقة، وخاب أملها بعودتهم بعد انتهاء التحقيقات.