الكاتب الصحفي زياد البطاينه - في الأزمات تُختبر النفوسُ….، وتُكشف المعادن، وتعرفُ العقول طبيعتها ، وتُمتحنُ الضمائر. وفيها ينقسم الناس إلى راغب في الحل لامور الحياه أو معرقل لها، أو متفرج يجلس على دكه المتفرجين ينتظر او يشمت او يحسد او ينظر على من حوله …، أو هارب يختبئ في دهاليز الظلام مانحاً نفسه إجازة يخلد فيها إلى حلمٍ كاذبٍ يدغدغ روحه الهائمة في فضاء اللامسؤولية واللامبالاة،… أو تاجرٍ دفن إنسانيته في مستنقع الغش والاحتكار وتحوّل إلى رجلٍ آلي خالٍ من المشاعر والعواطف والأحاسيس، تحركهُ رغبة جامحة للثراء الفاحش ولو على حساب بسمة الأطفال وحياتهم وقوت الأسر الفقيرة واحتياجاتها،…. أو منافقٍ يلعبُ على الحبلين، ظاهره عكس باطنه،.. يقتنص الفرص ويصطاد في الماء العكر مسخّراً كلَّ مواهبه الشيطانية للضرر والأذية والانتقام وبث الشائعات التي تثبط الهمم، وتزكي نار الفتنة، وتضلل العقول، وتخلخل بنيان المجتمع وتخدر إرادته المصممة على تجاوز المحن وتُدخله في ضبابية الشك والحيرة
الوطن احبتي.......
ليس حجارة واشجارا وينبوع ماء ومكانا وتجارا وبضاعة ووو الوطن هو كل ما في الحياة من عبق وطيب وذكرى وهو كل مافيها من هفوات ونزوات لاننا بشر نمارسها نرتكبها، لكنه ليس خطايا واخطاء نقصدها وليس بقرة حلوبا حين يجف ضرعها نمسك سكينا ونذبح.
ولما كان المستقبل العظيم لاتصنعه إلا الرجال الرجال ذوو النفوس العظيمة، والعقول النيّرة والضمائر الحية، والإرادات الخيّرة، فإنّه من غير المقبول أن ننشد مستقبلا واعدا خيرا ونحن نجلس على دكه المتفرجين وكأن الأمر لايعنينا ولا هو من مسؤوليتنا، أو ننساق بقصد أو غير قصد وراء تجار الأزمات لنزيدهم جاها فوق جاه و غنىً فوق غنى ونضعف الوطن الذي هو ذاتنا وشرفنا وكرامتنا
واليوم ونحن على اعتاب يوم جدد بل مرحله جديده من تاريخنا السياسي ونستعد لخوض انتخابات مشكله لامركزية وبلدية وبرلمانية ووووو.... وكلها واجب وطني ....و حق لكل انسان ان يختار من يمثله ويحمل همه وقضايه كما يحمل هموم وقضايا الامه
فالصوت امانه في اعناق من يصوتون ويرون ان مصلحه الوطن فوق كل مصلحة
ويبقى الســؤال ؟؟اليس للوطن في اعناقنا دين ؟
اليس له علينا واجب ؟
فهل يستحق منا هذا الوطن كل هذا... ان نجلس على دكه المتفرجين نطبل لهذا... ونزمر لذاك ونصفق لهذا ونهلل لذك نرحب ونودع... وكل منهم له طقوسه التي لاتتوائم ولا تتناغم مع هذا الحب وذاك الواجب ولا الصالح العام........ نحن مقصرون ومازلنا نطالب
ان يستعيد وطننا عافيته وروحه الوطنية الوثابه روح الرواد الاوائل المؤسسين لبلدنا….. فهذا زمن الشدة لازمن الرخاء زمن الخبرات والتجارب الناجحه لازمن التكنوقراط الذي يقراون عن المكسيك ليطبقوا بالاردن…. زمن الاردنيين لازمن المهجنين… حتى بتنا نشعر بالقلق مما يجري حولنا ولانملك الاجابه الشافية للعديد من الاسئله……. وفي بلدنا تنام الف والف خليه لحساب تلك الجهه او تلك قد تتحرك في اي لحظة في خدمه اسيادها ومخططاتهم ونحن ننام بالعسل همنا جمع المال لانسال من اين ياتي وماذا ندفع ثمنه
أما تعلّمنا يااهلي …. أن الاستسلام للمرض يشل الحياة، ويقتل الأمل، ويطفئ نور السعادة، وأنَّ الدواء حتى ولو كان بالكيّ، يعيدُ الألق إلى نفوسنا، والرجاحة إلى عقولنا، والنشوة إلى أرواحنا، والنشاط إلى ضمائرنا؟
نعم… إننا مطالبون اليوم واكثر من اي وقت مضى وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من رجس الباحثين عن الكراسي والمناصب والدراهم والمغانم،…. شياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة…
ان الاوان.... لكي نتعرف الى ماحولنا ومااوصلنا لهذا الحال الذي لانحسد عليه والذي لم يمنحنا الا البطاله والفقر والمرض والاتكاليه….. لانه لايعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا ونحن ندعي الوعي والنضج والادراك والمعرفه والارادة والقوه كما ان الدواء لهذا الحال بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة والمصارحة والمكاشفه وإرادة الشفاء من كل ماحط علينا
نعم ..... لنعترف اننا مقصرون بحق أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا ووطننا ونرمي بكل التقصير على طرف ثالث كالعاده.. دون ان نسال انفسنا ، فمن… لايقول كلمة الحق مقصّر، ومن يهادن الأفاكين والمنافقين مقصّر، ومن لايتعالى عن الصغائر ويتعلم أن الحياة عزةٌ وكرامة وأمانة وصدق مقصّر….ومن لايخرج من ظلمة الغريزة إلى نور العقل مقصّر، ومن يدّخر جهداً في حماية وطنه وإعلاء شأنه وصون سيادته واستقلال قراره مقصّر ،ومن تتقاذفه الأهواء وتستعبده العادات البالية والتقاليد الزائفة مقصّر
وبعد.....
فان الانتخابات ايا كانت نيابيه او بلديه او نقابيه هي استحقاق دستوري ....والبرلمان ركن اساس من اركان الديمقراطية والكل مدعو للادلاء برايه وصوته ....والنائب مهمته بهذا المجلس تقتصر على التشريع والرقابةوالمسائله التشريع الذي ينظم حياه المجتمع والدوله ويربط العناوين ببعضها حاكم ومحكوم ودوله ولاثالث له من هنا كان اهتمامي بهذه الدعوة الخيرةالتي وجهتها الجهه المسؤوله عن الانتخاب
وللامانه المواطن الاردني وانا منه بتنا بحيرة وتساؤول دائم تاهت افكارنا وتشتت سمعنا وبصرنا فيما حولنا ولم نعد قادرين على اتخاذ القرارالذي يرضي ربنا وضميرنا هل نلبي ام لا؟؟؟؟ .
وبالمقابل يقف الماضي والحاضريقولان.... لا ....ولاندري أي طريق نسلك ونحن نعرف ان الانتخابات واجب وطني وحق دستوري كفله الدستور مثلما هو القانون.... وكلاهما قد تعرضا للاعتداء حتى بتنا نخشى ان نفاجا ...ان الاتي اسو من اللي راح.. ونحن نرى ونسمع ونقرا عن فرسان الديمقراطية وسدنه التشريع الذين اعتلوا ظهور خيلها العاليه على اكفنا ورؤوسنا ولقمه عيش اولادنا.
البعض منهم اقول البعض ولااغمز من ناحيه خدعوا انفسهم حقيقة ولم يخدعونا وعروا حقيقتهم... والبعض خسر الرهان كما خسر ثقة الامه .. فنحن نعرف على وجه اليقين ان تجار الكلمات هم من يحسنون ويتقنون هذاالفن واصبحوا يصعدون الخشبة دون وجل ويواجهون الكاميرات ببسمه عريضه غير مرتبكه ويؤدون أدواراً استعراضية رصيدها الشعبية الرخيصة . بأي برنامج حواري على الشاشة الصغيرة بأكثر متعة وفائدة من هذه المناظرات تحت القبة التي تفتقد الحد الأدنى من المعرفة والمسؤولية والجدوى.
وللامانه فقد شهدت الحياة البرلمانية الاردنية تراجعا بالاداء ولم تعد تساهم في أداء دور القشرة الديموقراطية على وضع تحكمه فئة صغيرة سياسية واقتصادية
والتغيير الذي حدث فعلا ماهو الا اندماجاً قوياً بين النخب السياسية والاقتصادية بعد أن كان الإقطاع السياسي وكيلاً عن مصالح القوى المالية الاحتكارية. حكومات المليونيرية ألغت الفجوة بين التمثيل السياسي الملتبس بالعناصر التقليدية الطائفية المناطقية العائلية وضمّت الممثلين السياسيين إلى النادي الاقتصادي نفسه
و صار من شروط الممارسة السياسية أن يترسمل السياسي بكل الوسائل المتاحة بذريعة أن الخدمات هي الأصل في الشعبية السياسية لا أي معيار آخر
واصبح هنا كنوع جديد من النواب بتسميه جديدة وخروج عن المالوف هي نائب الخدمات وهو الطريق الاسهل لمن لايعرف الكتابة ولا القراءة ولامعنى النيابةولايريد ان يعرف... لانه اعتبر الوصول لسدة النيابة هي مراده وان الخدمات هي السبيل الاقصر ، وهذه حقيقة، فإن القداسة أحاطت بمفاصل السياسة كلها بما في ذلك ملفات الفساد والمخالفات المالية، وانتهى التمثيل البرلماني الشعبي كله إلى مزحة ثقيلة تستنزف طاقات االاردنيين تمتصّ عرقهم ودمهم وتهدر حياتهم خارج التحديات الفعلية التي تواجههم
بديهي أن تقف هذه الطبقة السياسية او تلك في وجه أي مشروع لإصلاح التمثيل الشعبي. تكرّر هذه المجموعة الحاكمة سياسة من سبقها فتغلق دائرة الإصلاح بذرائع مختلفة. في مقدمه تلك الذرائع الخوف من تغيير في التوازنات والاقتصاد الحر الذي تتنفس من خلاله الأنظمة الموجهة اقتصادياً أو يخدم الأثرياء غير المؤهلين، فهذه كلها صارت من الماضي، ومن الخطأ طبعاً إدارة الظهر أو تجاهل لامر والتصرّف على أن ذلك مجرد وهم أو حالة مرضية أو مفتعلة.
هذه المعادلة القاهرة بين الهوية والعيش، بين الجماعة والمواطن، لم تجد من يتصدى لحلها في الواقع العملي برغم فيض الإنتاج الفكري السياسي. ولعل أفضل تعبير عن ذلك هو غياب حزب الدولة وحزب المواطن،
إما لأن الأحزاب ذهبت في اتجاه المشاركة في السلطة واكتفت بالوصول لتلك المرحلة لتستريح وتفكر بمرحله مابعد وإما لأنها لم تتشكل من خارج مصالح الجماعات وخالطت سياستها وممارستها لعبة التمثيل المزدوج أو التحالفات السياسية فصارت فروعاً من ...
لا جسماً مستقلاً عنها.
وفي التجربة الاردنية ساد مفهوم سياسي للتفريق بين الفئات المحرومة وفئه صاحبة الامتياز. وتناوبت الفئات في الحرمان والامتياز أي في أرجحية نفوذها ومصادر هذا النفوذ. استحال الوصول إلى فئة معتدلة
، وهناك من يلهج بذلك علناً، وبين الحاجة إلى صيغة تطمئن الاردنيين إلى حقوقهم وأمنهم كأفراد شرطاً لمعالجة قلق الجميع الأمن قبل الرغيف والسيادة قبل الإصلاح والسلاح قبل الاقتصاد والعروبة قبل الديموقراطية ، كلها سياسات عاكست المسار الطبيعي لإعادة بناء الدولة كمدخل لمعالجة مشكلات نشأت عن ضعفها أو تفككها أو اختلال ميزانها.
كل الخطاب السياسي، الذي اندلع وقد حمل الشكوى والتذمرات وسيل الإشارات إلى المفاسد والتقصير والاستنسابية والكيد وشتى التهم، لم يلامس فكرة واحدة من أفكار المعالجة والإصلاح. فلا المؤسسات الدستورية الضامنة ومن بينها القضاء، ولا القانون التمثيلي ومنه ينطلق شلل الفاعلية البرلمانية، ولا مراجعة السياسات الاقتصادية في الأساس ومنها عيوب الموازنة، نالت اهتمام الخطباء. ودل المشهد البرلماني عن مستوى من الجهل و...... كما قال أحدهم، وعلى مستوى من القطيعة بين الوظيفة البرلمانية نعم الوظيفه لان العمل صار ماجورا رواتب وعلاوات ومكافات ومياومات وتقاعد وضمن صحي واجتماعي الخ وهموم الناس ومشكلات الدولة.
واعتقد ان الاردني واع وناضج الفكر وقادر على التميز ولايخدع من جحر مرتين الا ان هذا الجحر اصبح خندق والظرف اصبح طوقا ولا ندري هل نستمر باللعبة للنهايه ونظل ندفع الثمن
ومازلنا نرى البعض يسرق الضمائر الخربة بالمال السياسي ويوظفها لصالحه والبعض مازال يبيعنا شعارات ونظريات والاخر وعود والاخر والاخر
ولاندري ماتخبئ لنا الايام ومع هذا فالحماس والرغبه بالمشاركه بالانتخابات المقبله عنوان هام لان المواطن ينشد دوما التغيير ويطمح ويطمع بايام يحل بها الحزام عن الوسط وبتغيير الحال ولاندري فانت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد