زاد الاردن الاخباري -
هل رفع وزير الصحة الأردني الدكتور سعد جابر ونجم الاشتباك مع الفيروس كورونا راية “الاستسلام” البيروقراطي؟
هذا سؤال خطر في ذهن غالبية الأردنيين وهم يشاهدون مساء الثلاثاء وزيرهم للصحة مكفهرا وبملامح منزعجة ومقلقة وبدون “إضافات لفظية” أو نصائح طبية مكتفيا بذكر أرقام الإصابات الجديدة فقط.
قالها الوزير جابر ببساطة وأشعل الدنيا جدلا وتكهنات: “لقد سجل اليوم 627 حالة إصابة“.
كان ذلك أعلى رقم إصابات بالمطلق يسجل في الأردن من شهر آذار الماضي حتى اللحظة.
بسرعة ظهر خبراء الوباء علنا للتحذير على أساس أن احتمالية إصابة الأردني رقميا الآن بلغت خمسة أضعاف، وعلى الجميع الانتباه وإن كان وزير الاتصال الناطق الرسمي الوزير أمجد عضايلة يصر على أن “الوضع الوبائي تحت السيطرة”.
التوقعات بأن ترتفع الإصابات خلال الأيام المقبلة بعد إعلان اللجنة الوبائية رسميا عن مرحلة “الانتشار المجتمعي”، والمعطيات ترجح بأن النظام الصحي الأردني برمته وبشقيه المدني والعسكري جاهز لاستيعاب خمسة آلاف إصابة مع البقاء في معدل نسبة الشفاء أو الحالات بدون أعراض الحالية.
خمسة مصابين فقط على أجهزة التنفس و7 حالات في غرفة العناية الحثيثة في المركز الطبي الرئيسي المخصص في العاصمة عمان حسب مدير مشفى الأمير حمزة الجديد الدكتور ماجد نصير.
تلك أرقام يستطيع النظام الصحي التعامل معها باسترخاء.
لكن فيما حكومة الرئيس عمر الرزاز تقصف على مدار الساعة الآن بعاصفة من توقعات الرحيل والتغيير الوزاري يمكن القول بأن مضاعفة هذه الأرقام تعني الدخول في الاختبار الذي لا تريده منذ أشهر كل المؤسسات الأردنية للنظام الصحي برمته.
تبحث غرفة الأزمة وخلاياها بهوس عن “مقاربة جديدة” لمواجهة هذا الانتشار الكبير للفيروس على نحو مفاجئ وبعد تسلل كورونا مجددا للمجتمع من “ثغرة الحدود والمعابر”.
بالتوازي توقف الرزاز عن نفي الاعتماد على “مناعة القطيع”.
لكن الخبراء المستقلين يعتقدون بأنها الخيار الوحيد الآن وإن كانت الحكومة قررت بعض الإجراءات بالتوازي مع استبعاد خيارات الحظر لأسباب اقتصادية.
فورا أعلنت الحكومة وحتى لا ترهق النظام الصحي الاعتماد على “الحجر المنزلي” وإلغاء الحجر المؤسسي ووفرت أرقام طوارئ وأعلنت أنها ستعالج وتعزل فقط الحالات التي تثبت الأعراض عليها بعد الضربة التي وجهها الفيروس لنظام “الاستقصاء” والاستخبارات الصحية وبعدما توقفت أطقم الوبائيات عن البحث عن “مخالطين”.
السلطات أيضا توقفت عن بروتوكول “عزل البنايات” وتحدثت عن “العزل الذكي”، واللجنة الوبائية أعلنت ضمنيا بأن “دور المواطن” الآن هو الأساس، الأمر الذي يعني ضمنيا بأن الحكومة تلوح باحتمالات سلبية في مجال النظام الصحي وإن كانت لم تجهز المجتمع بعد لمقاربات “الثقافة الوقائية”.
في الأثناء يخفق الوزراء في شرح مبررات إغلاق المطاعم والمساجد وثلثي المدارس والمقاهي كما يخفقون تماما في شرح مسوغات التراجع عن بعض قرارات الإغلاق في مشهد يوحي بأن “الطاقم مرتبك” وبأن المسألة أبعد مما يقوله الرزاز حول “الحكومة الأفضل هي التي تخطئ وتصوب الخطأ”.القدس العربي