زاد الاردن الاخباري -
أحصت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، 20 ألف تصريح خاطئ أو مضلل للرئيس “دونالد ترامب” خلال 3 سنوات ونصف منذ وصوله للبيت الأبيض حتى شهر يوليو/تموز الماضي.
وأضافت الصحيفة أن نحو 1000 من تلك التصريحات الخاطئة أو المضللة كانت تتعلق بفيروس “كورونا” المستجد “كوفيد-19″.
وأشارت إلى أنه ما وصفته بـ”كذب الرئيس” يتزايد بشكل كبير، ففي الوقت الذي سجل فيه “ترامب” أول 10 آلاف تصريح خاطئ أو مضلل في 827 يوما لكنه ضاعفها في 440 يوما فقط.
وأوضحت الصحيفة أن احتقار “ترامب” للحقيقة في واقع الأمر سيترك إرثا مسموما حول العالم، لكن هناك فرصة لتصحيح هذا الضرر الواقع على النظام السياسي للبلاد وتحالفاتها الخارجية، حال هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضافت أن بإمكان المرشح الديمقراطي “جو بايدن” استعادة الأعراف والسلوك السابق للرئاسة الأمريكية وإحياء العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.
لكنها عقبت بالقول: “لكن جزءا من إرث ترامب السام سيستمر بعده هو إهانته للحقيقة كعملة مشتركة في الحياة العامة”.
وأشارت إلى أن الديمقراطيات لا يمكنها العمل عندما تتفاقم الخلافات الأيديولوجية عبر نشر نظريات المؤامرة والبيانات الكاذبة، ذلك أن الحقائق المؤكدة هي أساس صناعة السياسة والتسويات التشريعية.
وقالت إن “ترامب” سرع من الانحراف داخل الحزب الجمهوري ورفضه للعلم والتقارير الموثوقة، “فكذبه المتواصل، من تضخيم عدد الحشود في يوم تنصيبه إلى كذبه حول فيروس كورونا، أدى بعدد كبير من أنصاره للاعتقاد أن ما يقال عنها خطأ أو أنها نتاج عمليات تضليل يقوم بها أعداء الرئيس”.
استهداف الإعلام والاستخبارات
وفي الوقت نفسه شن “ترامب” حملة لا ترحم للتقليل من مصداقية المؤسسات التي تحاول نشر الحقيقة والكشف عن زيف القصص الكاذبة.
وركز هدفه على الأجهزة الاستخباراتية ومؤسسات الإعلام التي تحدثت عن التدخل الروسي في السياسة الأمريكية، بما في ذلك الحملة الرئاسية الحالية، ووصفها بـ”خدعة” ناجمة عن شعوذة “الدولة العميقة”، وأن ما يقوم به الإعلام من كشف الفساد والمخالفات في إدارته يصبح في هجومه “أخبارا كاذبة”.
وقالت “واشنطن بوست”، إن الرؤساء من قبله كذبوا وتلاعبوا بالحقيقة ولكن تشويه “ترامب” لها جاء على قاعدة ملحمية.
تأثير خارجي
وكشفت مؤسسة استطلاعات “بيو” عن نتائج مماثلة في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن هجوم وصرخات “ترامب” عن “الأخبار الزائفة” تركت أثرا بعيد المدى عالميا، واستخدمها الطغاة والمستبدون وبعض الديمقراطيات لإسكات المعارضين.
وبحسب “فريدم هاوس” ففي الفترة ما بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2019، قامت 26 دولة على الأقل بتشريع أو إصدار تنظيمات تجرم وتحاكم أي شخص يتهم بنشر “الأخبار الزائفة”.
وانضمت دول أخرى إلى القائمة، وكلها تبعت “ترامب” مثل: مصر، وبولندا، وهنغاريا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتبع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، “ترامب” في استهدافه “سي إن إن”.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه حتى لو غادر “ترامب” البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني فستظل البلاد تعاني من انفصام الحقيقة عن الكذب، ولو انتصر فمن المؤكد زيادة حربه ضد الحقيقة.
ففي فترة رئاسته الأولى اتخذ خطوات لتدمير الصحافة والإعلام الذي يمثل التيار الرسمي في أمريكا، وحاول منع دمج “إي تي أند تي” مع “تايم وورنر” التي تملك “سي إن إن”.
وحاول أكثر من مرة التسبب بضرر لشركة “أمازون”، التي يملك صاحبها “جيف بيزوس” صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي الفترة الثانية سيقوم بزيادة الهجمات، وربما قام بعمليات بيع مؤسسات صحفية لمؤسسات موالية له.
وسيقوم بتعيين موالين له بدلا من رجال الاستخبارات المهنيين، وربما حول مؤسسات إعلامية مثل “صوت أمريكا” لبوق دعائي له.
وسيكون هدفه جعل روايته عن الواقع تتسيد الخطاب السياسي دون اعتبار للحقيقة.