أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ابو طير يكتب : الدور الغائب في التواقيت الاستثنائية الرواشدة يكتب : ‏من يُدير النقاش العام إذا غابت الأحزاب؟ بعد القرار الحكومي الاخير .. ارتفاع الاقبال بالطلب على المركبات الكهربائية بالأسماء .. مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء بالأسماء .. وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات الشخصية بالأسماء .. التربية تدعو مئات الأردنيين للمقابلة الشخصية لوظيفة معلم بالأسماء .. فاقدون لوظائفهم في الحكومة العرموطي: نرفض تعريض حياة رجال الامن للخطر إغلاقات وتشميع محلات بالشمع الأحمر في إربد .. وهذا السبب الأردن .. 4 اصابات بتدهور مركبة على طريق المفرق الأردن .. جلسة مغلقة لمجلس النواب اليوم استمرار تأثير الكتلة الهوائية الباردة جدا على الأردن الأردن .. ارتفاع الطلب على الألبسة الشتوية مع بدء الموسم المحروقات: ارتفاع الطلب على الغاز المنزلي 113% الأرصاد توضح حول توقعات سقوط الثلوج في الأردن عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة
الصفحة الرئيسية أردنيات النملية والزمن الجميل

النملية والزمن الجميل

النملية والزمن الجميل

26-09-2020 03:30 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب مازن بلتاجي:
تمضي الأيام بحلوها ومرها فتمسي وقائعها ذكريات نحملها معنا في مسيرة الحياة التي تزداد قساوة يوم بعد يوم وتفقد الكثير من الجمال جراء التطور المزركش وزيف ما ينكشف من زخرف يوما بعد يوم.

ما كان يسعدنا صغاراً يفتقر إليه الجيل الذي تلانا لأننا هجرناه ولم نمنحهم فرصة العيش التي كنا نحياها في الحارات القديمة والبيوت التي نشأنا وترعرعنا فيها.

أحدث ابنائي عن بابور الكاز وصوته الحنون وكيفية إشعاله وإبرة البابور ودورها إلا أنني لا أملك واحداً، وعن "الزلابية" وتحضيرها على شعلة البابور، أو حتى شي الكستناء في الشتاء على نار "الصوبة". إلا أنني لم أملك منح ابنائي طعم تلك الأيام الهنية.

حدثتهم يوماً عن النملية التي شاهدوها في طفولتهم إلا أنهم لم يعوا حكاياتها ومخابئها فهي في نظرهم خزانة قديمة شاهدوها في ناحية من نواحي بيت جدتهم لأمهم أو جدتهم لأبيهم. واخبرتهم أنها قبل أن تتطور كانت موحدة الشكل في كل البيوت التي تشبه بيوتنا لربما اختلف لون بعضها عن الآخر بفضل العطلة الصيفية وتسخير مهاراتنا بالدهان أثناء قضاء العطلة، ما لم نحظ بعمل ما أو نسرح بصينية أو عرباية.

فقد أخذت النملية الخشبية من الألوان الأزرق أو الأخضر أو البيج حسب لون طلاء جدران بيوتنا الذي كان أقرب للزي الموحد لبيوتنا جميعاً. كانت النملية بمثابة محل "المفرَّق" إذ كان في بعض البيوت غرفة للخزين بمثابة محل الجملة. وكأنها كانت مكان لكل شيء في البيت، فإذا كان وقت الإفطار من يوم الجمعة فقبل أن نتوجه لإحضار الفول والحمص والفلافل لا بد لنا من المرور بالنملية لتناول الصحن البني الشهير المصنوع من الفخار المزجج والمخصص للفول والصحن المسطح الذي يحمل صورة العروسين على أطرافه للحمص، والصينية المشغولة من القش للخبز. ويمر جميع من في المنزل على النملية في ذلك الصباح الباكر لغايات تحضير الشاي وتجهيز طبلية الطعام بالسرفيس اللازم من فحل البصل والمخللات والشَّطَّة والزيت والزعتر والجبن والبيض مقلياً او مسلوقاً.

ولم يخلُ سقفها من حمل أواني الألومنيوم، وكانت مخبأ لمفتاح البيت و"سقاطة التحويش" التي كنا نلجأ إليها في حال عدم وجود "فكة" مع الأهل في يوم من الأيام - على أن يتم في وقت لاحق إعادة المبلغ المأخوذ منها لتؤدي غرض "الحَوّٰاشِة".

وتجد فيها كميات الرز والسكر المخصصة للاستعمال اليومي والسمن البلدي، إضافة إلى الشاي الحلل الذي كان يباع في صندوقه الخشبي الكبير أو حسب الكميات المطلوبة وعلبة الكاكاو صفراء اللون والحليب والطحين والقهوة ومطربانات المخلل وإلى جانبها تنكة الزيت ومطربانات الزيتون علاوة على أطقم الكاسات والفناجين والأواني الخفيفة لعمل الشاي والقهوة.

للنملية ما لها من جمال ومعانٍ ومغازٍ ستبقى في ذاكرتنا فقد احتوت على أغراض العقاب كما حوت أدوات التحفيز فكان فيها إلى جانب "الحواشة" مطربان الملبس المشكل والذي يتنوع بين الملبس الفيصلي المحشو باللوز أو سكر "القباقيب" وملبس "القضامة" والملبس المغطس بالسمسم.

كثيرة هي الذكريات الجميلة رغم صعوبة الحياة وشح الموارد إلا أنها كانت حياة هنية مليئة بالرضى لقلة المغريات والعروض.

لربما إدارة أولياء أمورنا للحياة أنجح من إدارتنا لحياتنا اليومية وكثيرة هي الأسباب وراء ذلك لكن في النهاية لم يكن هذا التغيير من منطلق "لن أعيش في جلباب أبي" فكلنا ننظر بمحبة إلى حنكة آبائنا وقدرتهم على إسعادنا وتنشئتنا لنكون ما نحن عليه الآن.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع