زاد الاردن الاخباري -
كتب : جهاد ابو بيدر - دولة الرئيس عمر بن منيف الرزاز ... اسمحلي ان اخاطبك بشكل مباشر من مواطن عادي إلى رئيس حكومته بعد مرور عامين واكثر على ابتلائك بنا كشعب لا يعجبه العجب ولا حتى الصيام برجب شعب لا سائل بكورونا ومش لاقي حق معكرونة وبدو ينتخب نواب ٩٠ بالمية منهم سبب بلوتنا وساهموا مع حكومتك بأنهم'
هبلونا '
دولة الرئيس اليوم او غدا او بعد غد ستغادر مكتبك في الدوار الرابع ولكنك لن تجلس كثيرا بلا عمل فأنت وتحصيل حاصل ستكون ضمن نادي الرؤساء المبشرين اما بمقعد في الاعيان واما في وظيفة بالبنك الدولي براتب ضخم وامتيازات تمام التمام.. اما وزرائك فجلهم تقريبا لديهم اعمالهم الخاصة ولديهم صفقاتهم وحتى وظائف كبرى موعودين بها وانا اعلم ان احدهم لن يكون عاطلا عن العمل فلقب معالي في بلادنا له وقع السحر ويفتح الابواب المغلقة واقوى من كلمة السر في 'افتح يا سمسم'
ستغادرون وابشرك ان هذا الشعب الطيب سينسى بسرعة ما ارتكبتموه بحقه من مصائب وويلات وحينما يرى اي منكم ولو بالصدفة سيلتقط صورة سلفي معه وينشرها على صفحته الفيسبوكية ويكتب تحتها ' مع دولة او معالي فلان الفلاني..' وسيحلف عليكم اغلظ الايمان بأن تزوره للغداء وللعشاء.. وستكثر يا دولة الرئيس دعوتكم على الجاهات والعطوات وحتى رعاية الحفلات والمناسبات.. مثلك مثل من سبقوك سيكون لك صالون سياسي تستقبل به الناس ان بقيت في البلد.. وسيكون مريديك والمستفيدين منك في اتصال دائم معك شاكرين لك انك فضلتهم على غيرهم وفتحت لهم ابواب رزق على حساب من يستحقون من غيرهم
سينسى الاردنيون كالعادة كل ما قلتموه.. كل مر سيمر.. نشف ومات.. والباقي تقاصيل.. دولة النهضة.. الطائرة الخربانة.. العقد الاجتماعي الجديد.. سينسى الاردنيون تخفيض الضريبة عن السلاحف َوالزواحف.. وينسون بركة البيبسي ويتذكرون زيارتك المذهلة لسوق الحلال..وسينسى انك لم تلق القبض على الحوت ويتذكرون يوم سبحت في وادي الهيدان.. اما قتيبة فقد عاد ادراجه خائبا وينتظر رئيسا جديدا ليسآله.. هل يهاجر ام يبقى؟ والرئيس الجديد سيقول لقتيبة لا تهاجر!! وسيمضي العمر بقتيبة وهو بأنتظار الوهم الذي تزرعونه في خياله فالوهم وهم والخيال سيبقى خيال واما انتم ستبقون جالسين في امكنة أخرى تستمتعون في المشاغبة على من حل مكانكم.. هكذا انتم جميعا.. نحسب بعضكم كبارا ولكننا نكتشف دائما ان الصغار يخجلون من التصرف مثلكم..
دولة الرئيس لم يكن سابقك افضل منك ولن يكون من بعدك ايضا افضل منك ما دمتم جميعا تعلمون ان احدا لن يحاسبكم على قراراتكم او على النكسات التي تسببونها لنا فلا برلمان لدينا ولا احزاب ولا مؤسسات مجتمع مدني تراقب عليكم او لديها السلطة لمحاسبتكم فكل هؤلاء ايضا لا يختلفون عنكم بشئ وان اختلفت الأماكن والاتجاهات فأغلبهم الا من رحم ربي يبحث عن منصب هنا او عن لقب هناك او صفقة هنا او عطاء هناك
دولة الرئيس منذ عامين لم تتغير رؤيتي او كلامي او حتى منشوراتي عنك التزمت بالنقد البناء والهادف واحيانا كنت ارفع 'الدوز' كثيرا عليك.. وكثير من وزرائك وهم معارف لي على المستوى الشخصي نقلوا لي انك في بعض الاحيان كنت تستاء مما اكتب ولكن الشهادة لله انك لا تملك عقلية انتقامية كما غيرك من نادي الرؤساء او المسؤولين الذين يملكون 'عقلا صغيرا' وجاءوا الى مناصبهم 'صدفة' او 'مصالح' او 'ظروف' الا انك وتحديدا انت كنت' قشة' قصمت ظهر هذا الشعب المسكين لانه اي الشعب تفاءل بك خيرا ولكنه وبعد هذين العامين لسان حاله يقول 'الخل اخو الخردل'
اتعرف ما الجريمة الكبرى التي ارتكبتها حكومتك دولة الرئيس بمعظم وزراءها ؟ لقد افقدت هذه الحكومة ثقة الشعب بأغلب مؤسساته وجاءت الكورونا لتزيد من مساحة عدم الثقة بهذه المؤسسات لدرجة ان قراراتكم لو اتخذتموها وغسلتموها بماء زمزم لما صدقكم الشعب..
دولة الرئيس.. سترحل اذا لم يكن اليوم سيكون غدا او بعد شهر لكنني سأقول لك انك لم تقصر في قتل كل احلامنا وامالنا.. فشكرا لك