زاد الاردن الاخباري -
يشكو بعض مواليد 1995 ممن التحقوا سابقا ببرنامج خدمة وطن الذي أعلنت عنه وزارة العمل العام الماضي والذي اشتمل جزء منه على الالتحاق بالخدمة عسكرية، من طلبهم مرة أخرى للالتحاق ببرنامج خدمة علم الذي تم الإعلان عنه مؤخرا، رغم ان أسس البرنامجين تم تصميمهما من قبل وزارة العمل التي تخبر مراجعيها اليوم ان يراجعوا الجيش، وترفض اعطائهم ورقة تثبت انهم التحقوا ببرنامج خدمة وطن.
اللافت ان تصريحات سابقة لوزير العمل نضال بطاينة، لدى إعلانه عن الدفعة الثانية من برنامج خدمة وطن في حزيران “يونيو” الماضي، كان اكد فيها “يعفى من خدمة العلم (للذكور) كل من أنهى متطلبات البرنامج (خدمة وطن)، والتأهيل لدخول سوق العمل مسلحا بالكفايات والمهارات المهنية، إضافة إلى إعطاء الأولوية للخريجين للتقدم لبرامج التشغيل التابعة لوزارة العمل، ومنها الإطار الوطني للتمكين والتشغيل وأي برامج أخرى تطرحها وزارة العمل بهدف التشغيل”.
المثير للغرابة كذلك، ان بعض الملتحقين في برنامج خدمة وطن كانوا قد تركوا وظائفهم وألغوا اشتراكهم في الضمان الاجتماعي، لان احد الشروط، التي وضعتها وزارة العمل لقبولهم كان عدم وجود رقم ضمان اجتماعي، والان يشترط برنامج خدمة العلم الالزامي، الذي أيضا وضعت بنوده ومعاييره وزارة العمل، وجود رقم ضمان اجتماعي لإعفاء المطلوبين من الالتحاق به.
الناطق باسم وزارة العمل محمد الزيود قال لـ”الغد”، اليوم الأحد، “حاليا ننسق مع القوات المسلحة لايجاد الية لهذه الفئة، والموضوع قيد الدراسة”.
عاصم كساسبة، مواليد 95، كان قد التحق بالدفعة الثانية من خدمة وطن املا بالحصول على وظيفة في تخصصه وهو الهندسة الالكترونية، “بحسب وعود الحكومة ممثلة بوزير العمل وقتها”، وترتب على التحاقه في البرنامج ان يترك وظيفته في شركة خاصة كان يعمل بها في قسم تلقي الاتصالات، براتب 220 دينارا وكذلك وقف اشتراكه في مؤسسة الضمان الاجتماعي.
انهى عاصم فترة تدريبه البالغة ستة اشهر في برنامج خدمة وطن قبل أيام، بعد أن تم ايقافها شهرا بسبب الوضع الوبائي ليتم استكمال البرنامج عن بعد، لكن بعد يومين من انتهاء البرنامج فوجئ هو و125 مهندس ميكانيك غيره كانوا خضعوا لبرنامج خدمة وطن في جامعة الحسين التقنية، ومن ضمنه تدريبا عسكريا لمدة شهر، ان أسمائهم وردت ضمن كشوفات تم طلبها لمراجعة شعب القوات المسلحة للالتحاق ببرنامج خدمة علم الجديد الالزامي.
الشباب قالوا في مذكرة صدرت عنهم “نحن مجموعة من طلاب خدمة وطن ممثلين عن الدفعة الثانية التحقنا بالبرنامج بشهر كانون الثاني (يناير) من العام الحالي بالارتباط مع وزارة العمل ونلنا شرف الإنتساب للتدريب العسكري في ميادين الرجال، بعد ذلك التحقنا بمسار التدريب المهني في عدة مجالات بين مدة تتراوح من ٥-٦ شهور علماً أن عدد كبير قد انهى البرنامج في شهر أغسطس واخرون لغاية الآن في البرنامج”.
وأضافوا “تفاجئنا بشمول برنامج خدمة علم لمنتسبي خدمة وطن الدفعة الثانية مع العلم أن أحد امتيازات برنامج خدمة وطن هي أن يكون بديلاً للخدمة الإلزامية في خدمة العلم وذلك ما تضمنه منشور صفحة رئاسة الوزراء على تويتر، فما المغزى بأن ننهي برنامج خدمة وطن هذا الشهر ونعيد نفس السيناريو بخدمة العلم بنمط مشابه تماماً مع العلم أن عددا كبيرا من الملتحقين قدموا استقالاتهم والغو اشتراك الضمان لأنه شرط من شروط الالتحاق بخدمة الوطن!”..
امّا الشق الثاني من مشكلة الشباب فيصفونها في رسالتهم انها تكمن في أن “برنامج خدمة وطن الدفعة الثانية يتضمن شرط التشغيل الإلزامي مع القطاع الخاص (…)، لكن لغاية الآن لا يوجد أي تحرك من وزارة العمل لتفعيل بند التشغيل كما تم التصريح سابقاً” بحسب رسالة الشباب.
وكانت الحكومة أعلنت مؤخرا، عن إعادة خدمة العلم بشكل الزامي للذكور “بهدف التخفيف من نسب البطالة”، فيما بين وزير العمل نضال البطاينة ان خدمة العلم الإلزامية ومدتها عام كامل ستشمل الذكور من عمر 25 الى 29 استنادا لأحكام المادة 3 من قانون خدمة العلم لسنة 1986 وتعديلاته، مضيفا بأن مدة الخدمة ستكون 12 شهرا.
وفيما يخص المعايير التي تنطبق على من سيتم استدعاؤه لخدمة العلم فهي ان يكون الشخص بدون عمل، فلا تكون له اشتراكات فعلية بالضمان الاجتماعي خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ استدعائه لخدمة العلم، أو ان لا يكون قادرا على اثبات عمله بانتظام خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء بغض النظر عن الاشتراك بالضمان الاجتماعي، ولا يكون شريكا في شركة مسجلة أو مالكا لمؤسسة فردية مسجلة لدى الجهات المختصة فعالة خلال السنة الأخيرة التي تسبق تاريخ الاستدعاء، وان لا يكون مقيما خارج المملكة، وان يكون لائقا صحيا وغير مصنف طبياً بدرجة خامسة بناء على لجنة طبية، وان لا يكون الابن الوحيد (الذكر) لوالديه او لأحدهما احياء او أموات، وان لا يكون طالبا منتظما على مقاعد الدراسة في المدارس الثانوية أو المعاهد والكليات أو الجامعات وبأي مستوى تعليمي، وان لا يكون ربا لأسرة قبل استدعائه الى خدمة العلم.
أما عن هيكلية ومساري البرنامج، فقد أوضح البطاينة أن البرنامج يتضمن تدريبا عسكريا مدته ثلاثة أشهر يتخلله أسبوعان يقوم فيها المكلف بأعمال خدمة مجتمعية، وذلك تحت اشراف مباشر من قبل القوات المسلحة، وسيكون ذلك مع مبيت بحيث يعطى المكلف عطلة نهاية أسبوع كل شهر، وبعد انتهاء الـثلاثة أشهر للتدريب العسكري، سيتم توزيع المكلفين تبعا لاحتياجات فرص التدريب العملي إلى مسارين الأول التدريب التحضيري والذي يتضمن تدريب مهارات تحضيرية لسوق العمل وتدريب في مواقع العمل ولمدة 9 أشهر، والثاني التدريب المهني أو التقني بالإضافة إلى تدريب في مواقع العمل ولمدة 9 أشهر وسيطبق بهذه الحالة التدريب المزدوج لمدة 9 أشهر