خاص - تحليل اخباري - عيسى محارب العجارمة - لا يستطيع المراقب السياسي للوضع الشائك في الأردن والعالم، الا الغوص بعيدا عن سيل الأخبار المرسوم بدقة عالية، لإشاعة الفوضى الخلاقة بواسطة دولة الأشباح، تلك التي تبدو أدق من فيروس كورونا المرعب، فهذه الدولة الخفية كانت مدعاة لهجوم مسلح، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في تشكيلة مجلس الأعيان، والذي يضم في تشكيلته الربع المعطل أن نظرنا لخلفيتهم العسكرية المتشددة، فربع المجلس من قدامى الجنرالات العسكريين المؤدلجين ملكيا، لا بل ملكيين أكثر من الملك، أن جاز التعبير الصعب.
عميد ركن أسبق بحجم جمال حديثه الخريشا، قائد لواء مشاة الي، مع حفظ الألقاب لمعاليه وما يليه، لواء ركن محمد عودة النجادات قائد الفرقة المدرعة الخامسة الملكية الأسبق، ثعلب دروع شرس، فريق ركن مظلي جمال الشوابكة، قائد أسبق للعمليات الخاصة وخبير أسبق بالمستنقع اليمني، ولعله من بعض القلة التي ساعدت بيمن علي عبدالله صالح قبل أن يطيح به الحوثيين، ويرفع الأردن يده عن الملف اليمني جملة وتفصيلاً.
قبل التواصل مع جزء من النص مفقود للخبر من الإرادة الملكية بتشكيلة المجلس، فإننا نعرج على العنوان الغامض بدولة الأشباح والتي على ما يبدو أنها تدار بمهارة استخباراتية فائقة السرعة لسفارة دولة عظمى، قررت على ما يبدو دخول معركة كسر العظم مع الدولة الأردنية الهاشمية ملكاً وجيشا وشعباً.
فأراد الملك القيام بالهجوم المعاكس الشرس من خلال الدفع بفصيلة كاملة من القادة العسكريين السابقين للجيش، في تشدد مقصود مع نهاية خدمة الرئيس ترمب بفترته الأولى، والتي عالجها رئيس التحرير الدكتور أحمد الوكيل بمقاله الحالي المعنون بسؤال وجيه عن حاجة البلد لحكومة حرب، وهو ما جاء علية الجواب الملكي السريع بتشكيل مجلس أعيان الملك وهو يكشر عن أنيابه الحربية في وجه ضغوطات السفير الأمريكي الجديد بالأردن.
لن أشير لكل الأسماء العسكرية بالتفصيل، كونها خلية حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وغير ذلك يصبح التحليل فارغا من مضمونه، فالفريق الركن مظلي محمد يوسف الملكاوي قائد الجيش الأسبق شخصية وازنة عسكرياً ووطنيا لها من القدرة التنافسية على رفض صفقات جديدة قذره لا تتسع شنطة السفير الأمريكي الجديد لحملها، وحتى اللواء طبيب ياسين الحسبان مدير الخدمات الطبية الملكية ووزير صحه أسبق وحزبي متمرس لن يكون أقل شراسة من الملكاوي الذي شعاره الدائم، الرصاصة لا تزال في جيبي.
وللحديث بقية