زاد الاردن الاخباري -
تظاهر آلاف العراقيين الخميس في ساحة التحرير ببغداد وفي عدد من الساحات بجنوب البلاد في الذكرى الأولى للاحتجاجات غير المسبوقة التي فقدت زخمها، متوعدين بإحيائها ما لم تقم السلطة الحاكمة باجراء اصلاحات.
يطالب المتظاهرون بتوفير فرص عمل للشباب وتأمين خدمات عامة وضمان إجراء انتخابات شفافة، فيما يستشري الفساد في هذا البلد الذي يخضع لتجاذبات نفوذ واشنطن وطهران.
وبعد عام واحد - وما يقرب من 600 قتيل - من أسوأ أزمة اجتماعية في تاريخ العراق المعاصر، تبدو الأوضاع في البلاد مختلفة الآن إذ قام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تولى منصبه في أيار/مايو، بتحية المتظاهرين الذين أطاحوا بالحكومة السابقة.
ودعا الكاظمي في بيان إلى الالتزام بسلمية الاحتجاجات، متعهداً بـ"استعادة الحقوق من المتورطين بدماء العراقيين".
وقال في البيان "كنا وما زلنا أوفياء لحراك تشرين ومخرجاته السامية، وقد عملنا منذ اليوم الأول لتولينا على تعهدات المنهاج الوزاري ابتداءً من تحديد وفرز شهداء وجرحى تشرين، وهو المسار الطبيعي لاستعادة حقوقهم وتكريم موقفهم الوطني، ومن ثم تحويل ذلك إلى سياق تحقيقي قانوني كفيل باستعادة الحقوق من المتورطين بالدم العراقي".
وتوجه الكاظمي إلى المتظاهرين قائلاً "هذا وطنكم، بيتكم، وملاذكم، ومستقبل الأجيال من بعدكم، دافعوا عنه وعن استقلال قراره الوطني ومنع تدخل أي طرف خارجي في شؤونه وخياراته، والاستعداد الكامل للوقوف يداً بيد للذود عن وحدته ومقدراته وسيادته".
والخميس، بث التلفزيون الحكومي مقاطع تظهر صورا لـ "الشهداء" مصحوبة بالنشيد الوطني. وكان التلفزيون توقف العام الماضي عن الإعلان عن عدد القتلى بين المتظاهرين أو عن 30 ألف شخص بين جريح ومختطف.
لكن في ساحة التحرير، كما في الديوانية (جنوب)، ترفض الحشود اليد الممدودة للحكومة ومختلف الأحزاب، التي تستعد للانتخابات التشريعية المبكرة والمقرر إجراؤها في حزيران/يونيو.
وقال المحامي والمتظاهر حسن المياحي لوكالة فرانس برس " بعد مرور عام كامل لم يتحقق أي من الوعود الكثيرة للحكومة السابقة والحالية".
وفي الديوانية (180كم جنوب بغداد)، حيث خرج المياحي، يردد المتظاهرون من حوله الهتاف الذي ميز الربيع العربي "الشعب يريد اسقاط النظام".
ومن البصرة (جنوبا) إلى بغداد، مرورا بالديوانية أو مدن أخرى يشمل التنديد الأعداء على اختلافهم: "الأحزاب" و"الميليشيات" و"إيران" و"الولايات المتحدة" وجميع السياسيين.
وقال ابراهيم (28 عاما) لوكالة فرانس برس في ساحة التحرير "اليوم نتذكر الذين ماتوا لاستعادة بلادنا من اللصوص".
وأشار متظاهر آخر في بغداد "إنها تمهيد، إذا لم تتحرك الحكومة وتطلق سراح المتظاهرين الذين ما زالوا رهن الاعتقال، فإن اجتماعنا القادم سيكون في 25 تشرين الأول/أكتوبر".
في العام الماضي، انقطعت "ثورة أكتوبر"، التي انطلقت في الأول من الشهر، خلال أداء الزيارات الدينية الشيعية - التي ستقام هذا العام في 8 تشرين الأول/أكتوبر - قبل أن تستأنف بزخم في الخامس والعشرين من الشهر نفسه.
وقال المتظاهر والطالب الجامعي مروان حميد، من جهته، "إن لم تستجب الحكومة الحالية للمطالب الأساسية التي نادى بها المتظاهرون سيكون هنالك تصعيد على مستوى البلد وسنتوجه الى العاصمة بغداد ونعتصم أمام بوابات المنطقة الخضراء ونقوم بحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية للقضاء على هذه المنظومة الفاسدة منظومة الأحزاب والمليشيات التي تقاد من خارج العراق".