زاد الاردن الاخباري -
يضع أبرز طبيب وبائيات أردني اكتسب مصداقية خلال أزمة الفيروس “الملح” على الجرح البيروقراطي فجأة وعلنا عندما يقرر التحدث عن “أول جريمة” ارتكبت في عهد كورونا.
الطبيب وائل هياجنة يعرفه الأردنيون جيدا فعلى مدار شهرين قاد فرق الاستقصاء الطبي ونجح نيسان الماضي في عزل الفيروس عن شمالي المملكة قبل مغادرته للولايات المتحدة ثم عودته منها.
وسط مخاوف من تسجيل آلاف الإصابات يوميا في الأردن ومن “انهيار القطاع الصحي” قرر ولأول مرة الطبيب المعروف إطلاق “حكمه السياسي والبيروقراطي والأمني” وعبر شاشة التلفزيون الأردني.
قالها الهياجنة بصراحة: “التسرب عبر الحدود كان أول جريمة تسببت بانتشار الوباء كورونا”.
يتحدث الرجل عن ما سماه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز علنا بـ”ثغرة حدود جابر” وهي نقطة العبور مع سورية المجاورة فيما يلاحظ الهياجنة بأن “المجرم مجهول” مطالبا بـ”تحقيق جدي فيما حصل”.
عندما تعلق الأمر بثغرة جابر لم يحدد الرزاز المسؤول عن تسلل الفيروس كورونا عبر موظفي الجمارك.
وقتها رفض وزير النقل تحمل المسؤولية ولم يعلق وزير الصحة على تسرب فيروس حصل تحت إشرافه وابتلعت كل خلايا الأزمة لسانها الإعلامي قبل تحدث الهياجنة بصراحة الآن وبعد اقتراب المملكة من تسجيل نحو 15 ألف إصابة فيروسية.
عمليا ورغم أن الملك عبد الله الثاني أمر مبكرا في بدايات الأزمة الفيروسية بعدم تمرير أي مخالفات إلا أن ثغرة الرزاز حاول الوزراء “دفنها” بدون حتى الإعلان عن تحقيق من أي نوع، وتردد وقتها بأن “عملية تلامس وتواصل” مع نحو 11 موظفا في جهاز الجمارك قادت الجميع إلى المشهد المأساوي الحالي حيث تحذير شديد من هياجنة بأن البلاد بصدد تسجيل 3000 آلاف إصابة يوميا.
لا أحد يعلم أو يريد أن يعلم ما الذي حصل على الحدود مع جابر.
الاستثناء الوحيد قد يكون خبراء القطاع الصحي الصامتين فالأنباء تسربت عن “عطاءات فحص كورونا” على الحدود تشوبها مخالفات لا يعلم عنها الرأي العام.
عموما يؤكد هياجنة أيضا أن كوادر التقصي الوبائي أرهقت، فظهرت الخطيئة الثانية وهي ترك مخالطين دون فحوصات وإجراء حجرهم لأيام، الأمر الذي فاقم أعداد الإصابات معتبرا أن تلك أسباب الانتشار المجتمعي لفيروس كورونا في الأردن، إضافة إلى إنكار المواطنين للفيروس وعدم الالتزام بالإجراءات، ما أدى إلى تفاقم الأمر بشكل كبير.
تلك أدبيا وبيروقراطيا ليست أقل من “اتهامات مباشرة” لإجراءات وزير الصحة الدكتور سعد جابر.
لكن المشكلة أكثر عسرا في مربع القرار الأردني فوسط خلية الأزمة ومركز الأزمات بدأ وزراء ومسؤولون وجنرالات وخبراء يسألون معا: “ما الذي يتوجب علينا فعله الآن؟”.
ذلك سؤال له دلالة في سياق التوقيت الحرج فالطبيب البارز هياجنة انضم إلى المحذرين من تداعيات تسجيل آلاف الحالات على النظام الصحي الرسمي.
(القدس العربي)