أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت دوري الأمم الأوروبية .. مواجهات نارية في دور الثمانية ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق مصدر إسرائيلي: مذكرة الجنائية ستصعّب سفر نتنياهو لأوروبا مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية هيئة الطاقة تدعو شركات التوزيع لتوسيع تركيب عدادات الكهرباء الذكية رئيس كولومبيا: إذا زار نتنياهو وغالانت بلادنا فسنعتقلهما الأرصاد يكشف مؤشرات مقلقة جدا وصافرة إنذار للعالم الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لغزة الأسبوع الماضي أوستن: القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستدخل الحرب ضد أوكرانيا "قريبا"
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الإخوان المسلمون .. جلايبك يوم المبيع

الإخوان المسلمون .. جلايبك يوم المبيع

11-04-2011 04:09 PM

بداية أود أن أطرح على شباب 24 آذار إيقاف استخدام تعبير "بلطجية"، فليس كل من قام بالاعتداء عليهم وشتمهم رجال أمن باللباس المدني أو أصحاب سوابق وإقامات الجبرية أو سجناء تم الإفراج عنهم مؤقتا للقيام بهذه المهمة، بل هناك شباب أردنيون رأوا في اعتصامات المعارضة ومسيراتها ومهرجاناتها وحراكها الجماهيري تحديا للنظام الأردني والعرش الهاشمي وتهديدا لكينونة الأردن كدولة واستهدافا مباشرا للشرق أردنيين ومصالحهم ووظائفهم وأرزاقهم بل وجودهم واستقرارهم وتجذرهم في أرض آبائهم وأجدادهم.
وهذا التخوف الذي اقتنعوا به قناعة راسخة بغض النظر عمن أقنعهم وبأي وسيلة جيشهم أو عبأهم أو نظمهم، وبصرف النظر أيضا عن قناعتكم أو قناعتي به أو رفضه جملة وتفصيلا، لكنه مدعاة لإلغاء هذه الكلمة من قاموسنا الأدبي والسياسي وتسميتهم ب"شباب الموالاة" كما نسمي أنفسنا "شباب المعارضة"، وإن كنا جميعا نعارض الفساد، كما أننا جميعا نوالي العرش الهاشمي الذي لا خلاف عليه.
لذا فإنني آمل من "شباب المعارضة" أن يحملوا باليد اليمنى العلم الأردني فقط، وباليد اليسرى صورة جلالة الملك، وأن يهتفوا: "الله .. الوطن .. المليك"، فهذا كله من الثوابت التي لا تعارض معارضتهم للحكومات وسياساتها والفساد والمفسدين والقمع والقامعين والتزوير والمزورين والعنصرية والعنصريين.
كما آمل من "شباب الموالاة" أن يجعلوا أيديهم نظيفة من العصي والحجارة، فلغة التفاهم بين البشر هي الحوار والمنطق والعقل والحجة، ومقياس الموالاة هو العمل والإنتاج والإنجاز والبناء، وأن يوقنوا بأن جلالة الملك هو أول المصلحين في هذا البلد، وأنه في هذا الجانب أقرب إلى دعاة الإصلاح وحراكهم حيث أمر بحمايتهم وحراستهم منه إلى مسيرات الولاء التي أوعز ضمنيا بالحد منها والتوقف عنها.
والواجب يملي علي أن أسرد بعض الحقائق التاريخية التي لا يعرفها السواد الأعظم من الطرفين: "شباب الموالاة" و"شباب المعارضة"، وقد ذكر معظمها الكاتب السعودي "مشاري الذايدي" في صحيفة "الشرق الأوسط السعودية" في حلقات دراسية له حملت إحداها عنوان "الإخوان المسلمون والعرش الهاشمي .. صداقة الضرورات" ونقلتها عن (مدونة عن الأردن/ بني حسن / ارشيد الجرايدة ومحمد الجرايدة)، وقد وثقت لعشرات المقابلات مع العديد من رجالات الأردن وقيادات الحركة الإسلامية.
يقول مشاري الذايدي: " كان سعيد رمضان يخطب في الجامع الحسيني في عمان، الذي كان جامع الملك، ومن شدة تاثيره الخطابي كان يستقطب حتى غير المسلمين، كما يذكر المسيحي الاردني جمال الشاعر في مذكراته، حسبما يشير ابراهيم غرايبة. هذه العلاقة تطورت الى اعتراف رسمي بحركة الاخوان ومنحت ترخيصا للعمل من قبل الملك عبد الله بموافقة مجلس الوزراء سنة 1946".
أي إن حركة الإخوان المسلمين تأسست مع تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية وفي نفس عام استقلالها، فهي ثابت من ثوابت الوطن ودعامة رئيسية للنظام لا يمكن تصور وجود أردن آمن مستقر راسخ دون وجود الإخوان المسلمين ومشاركتهم ودعمهم الدائم والمستمر للعرش الهاشمي.
ويقول الذايدي أيضا: "يقول ممدوح العبادي احد السياسيين البارزين من ذوي الخلفيات العلمانية: (انا لا اتفق مع كثير من افكار الاخوان، لكن هم الحزب الوحيد الذي لم يضرب الدولة الاردنية منذ خمسين عاما مضت)".
يقول الصحفي السعودي: "تكرست علاقة الاخوان أكثر بالنظام بعدما انحازوا الى صفه ضد المحاولة الانقلابية سنة 1957، والتي دبرها بعض الناصريين والقوميين بتواطؤ مع رئيس الحكومة الناصري سليمان النابلسي، وكان الملك حسين يشعر بذلك وينتظر لحظة كشف الاوراق، وقد مهد لذلك بمزيد من التقارب مع الاخوان، وعقد الاخوان مؤتمرات واجتماعات جماهيرية لحشد الدعم للملك حسين، نصير الاسلام ضد الشيوعية والالحاد، والهجوم على خصومه".
وقد حدثني الأستاذ داود قوجق أمين السر الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين –وهو حي يرزق- نقلا عن المراقب العام الأسبق للجماعة المرحوم محمد عبد الرحمن خليفة، أنه ذهب حينها إلى جلالة الملك الحسين رحمه الله، فوجده قد جهز طائرة عامودية في قصر رغدان تحسبا لأي طارئ في تلك الليلة التي أعد البعثيون فيها العدة للانقلاب على النظام، فما كان من "أبي ماجد" إلا أن وعد الحسين بأن الإخوان سيحبطون انقلاب (المعارضة) بانقلاب (موالاة) يعيد الأمور إلى نصابها، وهذا ماكان عندما نزلت حشود الإخوان المسلمين إلى وسط البلد عند مطعم "جبري" وصدت البعثيين والقوميين واليساريين واشتبكت معهم دفاعا عن العرش الهاشمي.
أما المحطة التاريخية الفاصلة التي هددت العرش الهاشمي بعد ذلك فكانت أحداث أيلول الأسود عام 1970، ولكن العلاقة التاريخية بين الإخوان والعرش كانت أقوى من أي "عاصفة"، يقول الباحث السعودي: "هذه العلاقة التاريخية التي اشار اليها العبادي والمعشر عمدها الدم في بعض اللحظات، كما حصل حينما انحاز الاخوان بشكل سياسي، كما يصف البعض موقف الاخوان حينها، الى صف الحكومة في مواجهتها مع الفصائل الفلسطينية المسلحة بقيادة ياسر عرفات في سبتمبر (ايلول) 1970".
وفي موضع آخر يقول الكاتب مشاري الذايدي: "بسام العموش، الاخواني القيادي المعروف في الاردن، والذي خرج بعد خلاف عاصف مع الاخوان سنة 1997، واصبح مستقلا، يقول: (الاخوان لم ينحازوا لطرف ضد طرف في حرب ايلول، بل لزموا الحياد، مع وجود رغبة دفينة بانتصار النظام الاردني).. ويتابع بسام العموش: (هناك سبب آخر للحياد، فقد كنا نرى، وانا شاهد على تلك اللحظة، ان "فتح" اعتدت على حق السلطة الاردنية في السيادة على ارضها، وكانوا دولة داخل دولة، واعلنوا عن قيام "جمهورية الوحدات" وهو مخيم فلسطيني في عمان، ورفعوا شعارات من نوع "كل السلطة للمقاومة" والذي اثار قلق الاخوان ايضا، هو الصبغة الماركسية والبعثية على بعض قوى الفدائيين).. يتابع العموش: (اذكر ان ياسر عرفات استدعى ثلاثة من قيادات الاخوان في الاردن، ومنهم ذيب انيس -نائب سابق في البرلمان عن الزرقاء- الى جبل الحسين في عمان واخبرهم بنيته القيام بعمل عسكري ضد الملك حسين بحجة ان النظام ضد المقاومة، فرفض الاخوان وتحديدا ذيب انيس ذلك، واعترضوا عليه قائلين: ليس لك حجة في ذلك، وبندقيتنا موجهة من اجل العمل في فلسطين، فغضب عليهم ابو عمار غضبا شديدا).. العموش يقول: (لا يوجد اي خلفية اقليمية في موقف الاخوان من حرب ايلول، وليس صحيحا القول بانه موقف صاغه التيار الشرق اردني داخل الحركة، لقد كان موقفا اجماعيا من الاخوان).." إلى هنا انتهى اقتباسي من دراسة الصحفي السعودي مشاري الذايدي والمنشورة في صحيفة الشرق الأوسط في أواسط العقد الماضي.
وبعد ذلك هزت الأردن أحداث هبة نيسان عام 1989 والتي انطلقت شرارتها من معان، لتعم معظم مدن الجنوب وتصل إلى مادبا والسلط على أطراف العاصمة عمان، ورغم أن الانطلاقة كانت عفوية وغير منظمة ومعظم المشاركين فيها من "شباب الموالاة" التقليديين والعشائريين، إلا أن الأحزاب اليسارية والقومية استثمرتها ووجهتها وقادتها، في حين أن الإخوان المسلمين نأوا بأنفسهم عنها تماما، وعارضوا السلوك العنيف للمحتجين والذي تمثل في تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وكان لهم دور بارز في الوقوف سندا للنظام بغية إعادة الهدوء وتهدئة الخواطر.
وفي عام 1997 انطلقت "ثورة الخبز" التي دارت رحاها في معان والكرك، وسقط فيها ضحايا وجرحى وأثرت سلبا على الأجواء العامة، وكما برز اليساريون والبعثيون في هبة نيسان كان دورهم جليا في هذه الأحداث أيضا، أما الإخوان المسلمون فقد أحجموا عن المشاركة الشعبية العنيفة في الشارع بينما وقفوا بخطابهم السياسي مع تظلمات المحتجين، وانبرى خطباؤهم يهاجمون السياسات الحكومية التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة ويقترحون سبل العلاج والخروج من هذه الأزمة، وكنت شخصيا أحد هؤلاء الخطباء حيث تم منعي من الخطابة مع المئات من خطباء الإخوان.
أستميح القارئ عذرا لأنني اضطررت للإطالة على غير ما اعتدت لسرد تاريخ الحركة الإسلامية الأردنية الذي يمتد عبر خمسة وستين عاما هي عمر المملكة الأردنية الهاشمية، مستذكرا عتب جلالة الملك الراحل الحسين رحمه الله على الإخوان عندما أصروا على مقاطعة الانتخابات النيابية عام 97 بقوله: "الإخوان المسلمون جزء من النظام".
نعم .. الإخوان المسلمون جزء لا يتجزأ من النظام الأردني والدولة الأردنية، كما هي العشائر وكما هي النقابات وكما هي الأحزاب الأخرى، وكما هم "شباب المعارضة" و"شباب الموالاة" الذين ربما لم يسمح لهم سنهم الغض بعد ولا مجريات الأحداث والأزمات المفصلية والتاريخية ليثبتوا على أرض الواقع بالتجربة والبرهان أنهم (جلايبك يوم المبيع)، كما هم (الإخوان المسلمون .. جلايبك يوم المبيع).

المهندس هشام عبد الفتاح الخريسات
hishamkhraisat@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع