لعل التجربة اللبنانية في حرب الطائفية السابقة وويلاتها ,منحته الحصانة من العودة لتكرار مثل هذه الاحداث ,والحصانة من الوقوع في محنة اليمن الحالية ,لتطابق بيان خلق الاسباب ,وتوظيفها في الصراع الداخلي ,من قبل نفس الاذرع المغلوب على امرها الداعية للخسارة والفوضى ..............
اتفاق الطائف كان مبني على تقاسم السلطة ضمن محاصصة الطوائف ,انهى الحرب الاهلية في زمانها ,الا انها ابقت الجمر تحت الرماد , من خلال امكانية توظيفها لأجندات خارجية,خاصة ضمن احياء فتنة الانقسام الطائفي ,الغالب في احيائها اذرع امريكا في المنطقة ,وتوظيفها في ردع المقاومة التي يحتاجها لبنان اكثر من اي وقت ,خدمتا للكيان ,وهو النهج السياسي المتبع في تمكين الكيان ومنذ نشأته,وبالتحليل ندرك ان كل الازمات المفتعلة في لبنان لا تخرج عن النهج السياسي المتبع في كل عالمنا العربي ................
اتفاق الطائف نتائجه وظفت الطائفية لانحراف الانتماء , من خلال امراء الاحزاب السياسية الكثر ,داخل لبنان صغير الحجم ,ليبقى لبنان كبير في همومه ,يصعب الخروج منها , من اجل ذلك انتفض الشعب ووضع يده على جرح لبنان الدامي .............
لبنان بين السيادة التي ينادي بها الشعب الواعي ,وهي استقلالية الاحزاب وانتمائها وولائها للبنان ومصالحه,وتفعيلها بعيدا عن نهج الامراء وحصر الطوائف , وتنافسها من خلال برامج انتخابية ,وصراع التدخلات التي ابقت لبنان عاجزة عن تشكيل حكومة لغاية الساعة ..............
لبنان ليس منفردا بالطوائف ,فكل الدول فيها طوائف ,وكل دول العالم لها مصالح مع بعضها البعض وتحالفات ,يميزها العقل ويدرك حقيقتها والفائدة منها ,ويدرك مع اي معسكر يمكن ان يتحالف ,او لا يتحالف كما يتحالف العرب مع اميركا وولائها المعلن للكيان الغاصب............
د. زيد سعد ابو جسار