بعد أن شهدت المملكة في الأيام الأخيرة تسارعا كبيرا في ارتفاع عدد الوفيات والاصابات جراء انتشار فيروس كورونا ، أعلنت الحكومة أننا أصبحنا أمامَ تحدٍ كبيرٍ ومسئوليةٍ جسيمه / فبادرت باتخاذ قرارات صارمة ومنها فرضُ حظرِ التجولِ الشاملِ في كافةِ أنحاءِ المملكه / لمدةِ يومين اسبوعيا وحتى اشعارٍ آخر ، الى جانب نزول الجيش الى الشوارع لتطبيق الحظر في كافة محافظاتِ المملكه ، وإزاء هذه القرارات يتوجب علينا نحن كمواطنين الالتزام بقرارات الحكومة وعدم مخالفتها وانتقادها أمام أي إجراء احترازي ، لأنها قرارات تصب أولاً وأخيرا في مصلحة المواطنين وصحتهم وسلامة عائلاتهم من هذه الجائحة التي أصابت معظم بلدان العالم ، وعلى الرغم من تحملها أعباء هذا الظرف وخسائره على قطاعات كثيرة إلا أن الحكومة تطلب من مواطنينا فقط الالتزام بمعايير السلامة العامة وليس أكثر من ذلك ، وعليه فإننا نأمل أن يأخذ الجميع هذه الاجراءات الحكومية على محمل الجد بعيدا عن السخرية والانتقادات والتفسيرات السلبية ، لا بل أن ندعم السلطات الرسمية بقراراتها ونلتزم بها في البيت والحي والشارع وفي أماكن العمل حتى ينجو وطننا من هذا الوباء الذي لا يرحم ، إن لغة التشكيك بالقرارات الحكومية لدى البعض مرفوضة جملة وتفصيلا وهي لا تصدر الا عن أشخاص محدودين وبسيطين أو أفراد مسيّسين ، أستطيع أن أصفهم بفئة الطابور الخامس الذين يضعون أنفسهم في صف أعداء الوطن ، ولا ننسى حين كان يشكّك البعض منهم بأرقام الاصابات الصادرة عن وزارة الصحة وربطوها بمساعٍ لوقف احتجاجات المعلمين أو لتحصل الحكومة على تعويضات من منظمة الصحة العالمية ، وهناك من تحدث عن القرارات أنها مؤامرة مسيسة حتى يمضي الاردن في صفقة القرن وسياسات التطبيع مع الكيان الصهيوني والانصراف عن القضية الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين في الاراضي المحتلة ، لذلك فإن الانسياق وراء الشائعات التي تتردد على ألسنة البعض أو المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي يكون الهدف من ورائها في الغالب خلق جو من اللاإستقرار والفوضى وتحدث استنفارا لدى فئة من المواطنين ، وعليه فإننا نعوّل دائما على وعي المواطن وحرصه على أمن وطنه وسلامة أبنائه من خلال الابتعاد عن هذه الهرطقات وعدم تناقلها ، مع التأكيد أن الوباء خطير وإذا لم نلتزم بالاجراءات الحكومية فإننا سنعود الى مرحلة أخطر وأشد مما نحن عليه لا قدّر الله ، ومن هنا نشدد على ضرورة توخي الحيطة والحذر من كل ما يُشاع هنا وهناك ونلتزم بالتدابير الوقائية والتوجيهات الصادرة عن الحكومة ودعمها ، وعدم الالتفات كذلك الى الشائعات المغرضة والمشككة بمسيرة بلدنا ، داعين الله ان يحفظ وطننا وشعبنا وقيادتنا من كل شرٍ ومكروه .