زاد الاردن الاخباري -
جاء المدرب رونالد كومان خلال الفترة الصيفية إلى برشلونة بأمل إحداث ثورة داخلية ومحاولة تبديد الصورة السيئة التي ظهر عليها النادي الكتالوني نهاية الموسم الماضي.
ومنذ قدومه مباشرة بدأت الثورة بالتخلي عن بعض الوجوه التي لم يكن الهولندي يرغب في بقائها أو التعويل عليها ضمن خططه، ليقوم بعد ذلك بانتداب بعض الوجوه الجديدة على أمل تنويع اختياراته وإقناع القائد ليونيل ميسي قبل غيره بأن التغيير آت.
بعد عودة الدوري الإسباني إلى النشاط استهل برشلونة بقيادة مدربه الجديد الموسم بعرضين جيدين أمام فياريال وسيلتا فيغو على التوالي، لكن سرعان ما انحنى في أول منعرج له أمام إشبيلية بقيادة جولين لوبيتيغي الذي أفسد حسابات كومان وضرب خططه في مقتل.
رغم أنه لا يمكن الاستهانة بالغريم الأندلسي الذي يقدم عروضاً قوية في المواسم الماضية توجها بلقب الدوري الأوروبي الموسم الماضي وعززها مؤخراً بخوض نهائي السوبر الأوروبي الذي خسره بصعوبة أمام بايرن ميونيخ.
كان على الفريق الكتالوني وعلى مدربه أولاً أن يظهروا صلابة أكبر أمام الفرق الكبرى حتى يكون على قدر التطلعات المعلقة على عاتقه.
فرط البارسا بنقطتين على ملعبه كامب ناو أمام إشبيلية بالتعادل (1-1) في ثالث مباريات الفريق بالدوري الإسباني.
ووجد برشلونة ومدربه الهولندي مقاومة قوية من الضيف الأندلسي بقيادة لوبيتيغي.
ونجح المدرب الإسباني في الحد من خطورة أسلحة كومان وشل حركة الفريق الكتالوني في بعض أوقات اللقاء.
بدوره، حافظ كومان على خطته المعتادة بتواجد نيتو وأمامه رباعي الدفاع جوردي آلبا وجيرارد بيكيه وآراوخو وسيرجي روبرتو، ثم ثنائي الارتكاز سيرجيو بوسكيتس وفرينيكي دي يونغ، مع المحاور الهجومية آنسو فاتي يساراً وأنتوان غريزمان يميناً، وفي العمق فيليبي كوتينيو وأمامه ميسي.
تركزت محاولات برشلونة الهجومية على الجبهة اليسرى، ومنها سجل هدفه الوحيد حيث نشطت بانطلاقات آلبا مع دعم من فاتي ومال إليها كوتينيو ودي يونغ.
أما الجبهة اليمنى، فقد اختفت منها تماماً بصمة غريزمان، ولم يتقدم لدعمها روبرتو، وغض ميسي الطرف عنها في تمريراته البينية.
أبدى كومان رضاه عن أداء فريقه وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية بعد المباراة: “أعتقد أننا نلعب بشكل جيد، لكننا فقدنا الكثير من الكرات في الشوط الثاني، كان من الصعب مواكبة إيقاع المباراة، أنا سعيد بأدائنا، رغم أننا كنا متعبين أمام إشبيلية الذي قاتل حتى النهاية وكان خصماً كبيراً”.
وعن الجدل حول عدم احتساب ركلة جزاء لميسي، علق: “لم أشاهد اللقطة، أخبروني أنها ركلة جزاء، لكن هناك تقنية فيديو، وقرروا عدم احتسابها، علينا قبول القرار”.
كانت الجبهة اليسرى المتنفس شبه الوحيد لكومان من أجل الوصول إلى مرمى إشبيلية وحارسه ياسين بونو، إلا أن لوبيتيغي أجاد “خنق” الرواق والحد من المساحات المتروكة أمام ميسي، فلم يهدد النجم الأرجنتيني مرمى المغربي بونو إلا قليلاً.
اعتمد مدرب إشبيلية على خطة (4-3-3) تحولت عند الارتداد للدفاع إلى (4-5-1)، وأحياناً بتواجد 10 لاعبين خلف الكرة، بعودة ثلاثي الهجوم لوك دي يونغ ولوكاس أوكامبوس وسوسو، لتدعيم ثلاثي الوسط إيفان راكيتيتش وفيرناندو وخوان جوردان.
أما هجومياً، تركزت خطورة الضيف الأندلسي في العرضيات من ظهيريه خيسوس نافاس وماركوس آكونيا، أو الكرات الثابتة التي سجل منها إشبيلية هدفه الوحيد.
علق مدرب برشلونة على ذلك بقوله: “كانت مباراة صعبة وإشبيلية ضغط علينا، مشكلتنا كانت أننا لم نلعب كما أردنا، يلعب الخصم كرة قدم جيدة ويضغط جيداً وكان أقوى منا على المستوى البدني، إنه فريق رائع”.
ومع تميز إشبيلية في سلاح الكرات العرضية، بدا أن برشلونة لم يتخلص بعد من عيب أزلي في قلب دفاعه.
أمطر الفريق الأندلسي منطقة جزاء البارسا بالعديد من العرضيات، سواء من اللعب الحركي أو الكرات الثابتة، وكانت الغلبة دائماً للضيوف في الوصول للكرة.
أما بيكيه وآراوخو ومعهما بوسكيتس ودي يونغ، فلم يكونوا باليقظة الكافية في الرأسيات، مما كلف الفريق الكتالوني هدفاً مبكراً.