زاد الاردن الاخباري -
كتب : إبراهيم قبيلات - ...معن القطامين صار وزيراً..الرجل أشهر من أن نعرّفه بعجالة، فقد صاغ شهرته عبر خطاب علمي ناقش به "فيسبوكياً" أبرز الملفات الاقتصادية والسياسية بلسان طفيلي مبين، فآلفته الناس.
الطفيلي الذي اقتحم فضاء "السوشال ميديا"، متسلحاً بالعلم والمعرفة في مقارعة ملفات حكومية ساخنة، بعد أن ألبسها لبوس التحليل المسنود بالأرقام والأفكار هو اليوم أحد أبرز الأعمدة الشعبية لوزارة الخصاونة، فهل ينجح فيما فشل به الاخرون؟. لا نعلم، لكن ما نعلمه جيداً أن الوزارة محرقة، وهذا ما يدركه الأردنيون جيداً.
لا شك ان الدكتور معن لا يزال يتذكر مرافعته على صفحته في "الفيسبك" عن دعم الخبز، تلك عتبته الأولى لقلوب الناس دشنها بحلقة حملة عنوان "كلام مش طحين"، ولا شك أيضاً أن القطامين أمام تحدٍ لزعزعة توازن طبقة مترهّلة وعاجزة عن التفكير وخلق الحلول بعيداً عن جيوب العباد فماذا سيفعل؟ وهل سينجو مما سقط فيه آخرون؟.
كان خصوم الشاعر القادم من قرية العين البيضاء في محافظة الطفيلة، يقولون عقب كل فيديو يفنّد به القطامين رؤى الحكومة بحجج علمية: "الرجل مستوزر"ً، لكنه واصل رسالته، منحازاً للناس وجيوبهم.
معن القطامين الاقتصادي الفذ وصاحب الشعبية الكبيرة التي ربما لم يصل إليها أحد سواه صار بقلب مطبخ الحكومة، وهو تحت المجهر الشعبي الذي طالما آمن بالرجل وبحصافته.
هو اليوم، أمام خيارين لا ثالث لهما، فما سيفعله تالياً في حكومة الخصاونة إما سيكون رافعة جديدة له وللحكومة، أو سيكون "بداية النهاية" لرجل قدّم الكثير على الفضاء الإلكتروني، وصارت الناس متعطشة لرؤيته واقعاً معاشاً.
الامل يحدونا أن يتمكن القطامين بإحداث الفارق، فالرجل بخبرته البعيدة عن "هارفرد" لا بد وأن يحمل بصمة مهمة خاصة وانه اليوم يجلس على مقعد وزارة العمل؛ واحدة من أهم الوزارات التي تحتك مباشرة بالاردنيين وبطالتهم وفقرهم.
بالأمس عندما بدأ طرح اسم الرجل كوزير للعمل بدا ان طائفة أخرى غير الأردنيين يشعرون بالامل، هم الأخوة المصريين والسوريين الذين أنهكهم وزير العمل السابق، نضال البطاينة بقرارات ارتجالية هددت استقرارهم ووجودهم.
حتى الان السؤال عن معن القطامين وما يفعله معن في وزارته سيكون غامضاً، لكن الطفيلة وابنها معن لا بد وان تحدث فرقا في العمل، "العمل" كوزارة، والعمل في الناس ومع الناس.
وليس أهمية معن القطامين فقط في وجوده في الوزارة، بل في جلوسه أيضا على طاولة الفريق الوزاري، والاقتصادي خاصة، فهذا يعني الكثير لنا وللناس.
معن مؤشر مريح على جدية الرئيس ليس في كسب ثقة الناس وحسب بل وفي العمل الجاد، فالتوقعات من معن انه لن يسمعنا لغة "هوليودية"، بل سيحدثنا عن قراراته، وهذا تماما ما نحتاجه اليوم.