زاد الاردن الاخباري -
(لا مجال للأخطاء او التباطؤ)
هكذا استهل رئيس الوزراء المكلف تصريحه المحفز يوم اول امس .
واذا كان هذا الاستهلال ينطوي على غلو بالمعنى الحرفي ، فربما يحمل مدلولًا إيجابيًا في الكناية السياسية .
مصطلح الامام المعصوم تعبير دارج لدى مذهب الشيعة الاثني عشرية ويطلق عموما في العصمة عن الأخطاء الدينية و الدنيوية .
ولكن الفقه الاسلامي بواقعيته ، حرر هذا المفهوم ،
فالأمور الدنيوية محل للنظر و الاجتهاد و الرأي ، وفي الرواية المأثورة عن الفاروق ( اخطأ عمر ...)
تأصيل لنظر آخر في رأي ابن تيمية مع العلات التي يذكرها أهل الحديث على تضعيف الرواية المأثورة.
اذا فقواعد السياسة الشرعية تفرض على الحاكم الا يعصم نفسه ، و لا ينزع عن عمله صفة الخطأ البشري .
وهنا نقدر للرئيس الرزاز اعترافه باخطاء حصلت واذا كان الاعتراف بالخطأ فضيلة فهو عندما يصدر من رئيس الوزراء ينطوي على عدة فضائل.
لانه نقد ذاتي و فكر حداثي مستنير ، يستحق التعمق و النقاش، ليس له سابقة مماثلة في مؤسسة رئاسة الوزراء الاردنية و الأمم التي تنهض من كبواتها تقيم أداءها و تتعلم من اخطائها
و لا تعاند النواميس الإلهية في قصور كل عمل بشري .
وبذات السياق نحرر تصريح الرئيس الحالي من المعنى الحرفي فالخطا حصل و سيحصل و لكن الشفافية و المراجعة المستمرة كفيلة بتدارك الأخطاء ووضح حد لتفاقم اثارها ، وإعادة الامور الى نصابها الصحيح .
نالت الرئيس المكلف سهام النقد في أولى قراراته ، وبالتحديد حمولة ثقيلة لوزراء الدولة الذين لهم كل تقدير على الصعيد المهني و الشخصي ، واخطأ الرئيس المكلف بإسناد حقيبة وزارة الزراعة لوزير من خارج هذا الحقل ، رغم البعد الاستراتيجي و الرؤية الملكية التي عبر عنها سيد البلاد اكثر من مرة في تطوير القطاع الزراعي و أهميته في المستقبلية في المحافظة على أمننا الغذائي .
وربما لدى صاحب القرار تفنيد لكل الانتقادات ودرع حصين يذود به عن قراره .
وفي جميع الاحوال ، لا توصد سهام النقد ، أبوابا مشرعة لفسحة الامل ،فللأردن رجال ومؤسسات ، تتصاغر أمامها الصعاب وان عظمت .
دعواتنا الصادقة معك ايها الرئيس ، لك ولنا ، و لو وعدت باجراءات مؤلمة ولسان الحال و المقال :
( ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به ).