زاد الاردن الاخباري -
رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة في ظل جائحة كورونا، والتحديات الاقتصادية والصحية الكبيرة، وانشغال الدولة قيادة وحكومة في بذل جهود مقدرة في التخفيف من حدة تأثير ذلك على الوطن، ينبري الأردنيون ومن خلفهم جلالة الملك للتوقف طويلا عند جريمة بشعة ارتكبت بحق فتى في محافظة الزرقاء، في مشهد يعكس عنوان المملكة بأن الإنسانية هي أساسها وسيادة القانون الدعامة التي تقوم عليها.
لم تمر حادثة بتر يدي الفتى وفقء عينيه مرور الكرام، فسهر الجميع على التعبير عن رفضهم لهذا السلوك الوحشي، الغريب عن طبيعة المجتمع الأردني، فيما كان الملك في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء يوجه الجهات المسؤولة لإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة وإيقاع أشد العقوبات بحقهم، والتي أثمرت هذه الجهود بالقبض عليهم والدفع بهم للقضاء.
"الإنسان أغلى ما نملك”، القصة لم تبدأ من محافظة الزرقاء، حيث الفتى ابن الـ 16 عاما، والذي تخيلناه ابن الأردنيين جميعا، وتعامل معه القائد باعتبار أنه جزء من عائلته، العائلة الأردنية الكبيرة، إذ أنها بدأت منذ نشوء هذه الدولة، وشواهد ذلك كثيرة، فالأسرة الهاشمية لا تقبل بالظلم والضيم لأي كان على ثرى هذا الوطن، والتشديد دوما على سيادة القانون وتطبيقه وعدم التهاون في الأمر، مسلمات لضمان حقوق العباد وضمان لاستقرار الدولة أمنيا.
قصص الأردنيين وحاجاتهم، ظلت دوما محط اهتمام جلالة الملك، فهو لميتوان عن أن يكون إلى جانبهم، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه، وبالأخص عندما يتعلق ذلك بجوانب الحياة الإنسانية؛ وتقف عشرات المبادرات شاهدة على ذلك، من مساكن الفقراء، إلى الطائرات التي طالما جابت بقاع الأرض لإعادة عائلة أردنية مكلومة من هنا وأخرى من هناك، فكان هو السند والداعم لكل محتاج.
ولطالما أكد جلالته في العديد من المناسبات والمواقف، بأن صحة المواطنين وسلامتهم في مقدمة الأولويات، وبالتوازن مع أهمية صون حقوق المواطنين وإنفاذ سيادة القانون على الجميع بمنتهى الحزم والشفافية، باعتباره المظلة التي تحمي مسيرة الديمقراطية والإصلاح في الأردن.
المواقف تمتد إلى الأمة العربية، حديث يتفرع إلى مسارات ومحطات عديدة في عدة دول، إذ تجد المستشفيات الميدانية الأردنية تقدم خدماتها، إلى جانب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته.
من غزة إلى اليمن إلى مرفأ بيروت، إلى العديد من الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة، كان الإسناد الأردني حاضرا بقوة، فالإنسان في نظر جلالته هو قيمة الحياة وجوهرها، وللشقيق الفلسطيني مكانة خاصة. في أزمة جائحة كورونا، كانت توجيهات جلالته واضحة فتم إجلاء آلاف الطلبة الفلسطينيين من عدة دول وتسهيل كل أمورهم حتى عودتهم إلى وطنهم. وهو الحال ذاته، حين وجه جلالته بتوفير أي عناية صحية يحتاجها أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي أعلن قبل أيام إصابته بالفيروس.
لقد كانت الحياة الكريمة للإنسان مطلباً يعيش جلالته لتحقيقه للمحتاج من خلال تأسيسه لكيانات خيرية متخصصة تعمل لأداء رسالتها على الوجه المطلوب في العلاج أو رعاية الأيتام أو بناء المساكن للفقراء والمحتاجين فقد كان استمرار تلك الجهات في أداء أعمالها هاجساً لديه، من خلال التخطيط السليم لضمان استمرارية العمل الخيري بتوفير استقلالية واستدامة مالية ومصدر دخل ثابت والحرص على دعمها لضمان استدامة تلك المشروعات الخيرية.
أسلوب القرب من قضايا المواطن رافق جلالته طيلة أعوام حكمه، معبراً عن وجه الملك الإنسان، الذي يجد له في كل قضية موعدا ليطفو بقوة على الواجهة ويذكر بتلك الشحنة الكبيرة من الأمل والقوة التي نالها منذ توليه العرش، واعتباره رمزا من رموز الأخوة الإنسانية المتشبعة بالتضامن والتعايش، وحب الخير ومساعدة الاخرين، فالأمل سر الحب والود الذي يربط الشعب الأردني بقيادته.