زاد الاردن الاخباري -
صادق رئيس قرغيزستان الأربعاء على تعيين الشعبوي صدر جباروف رئيسا للوزراء في وقت تسعى الدولة الواقعة في آسيا الوسطى لإنهاء أزمة سياسية اندلعت قبل عشرة أيام في أعقاب انتخابات أبطلت نتائجها.
وكان الرئيس سورونباي جينيبكوف، الذي يواجه أكبر تحد لحكمه المستمر منذ ثلاث سنوات، قد أعاد طرح تعيين جباروف أمام البرلمان.
لكن تزايدت مؤشرات على بذل المسؤولين السياسيين جهودا لإنهاء الازمة في الدولة السوفياتية السابقة المحاذية للحدود الغربية للصين، والتي شهدت الكثير من الاضطرابات السياسية منذ استقلالها قبل ثلاثة عقود.
وجباروف الذي أخرجه أنصاره من السجن في خضم الفوضى الأسبوع الماضي، قام بعدة محاولات فاشلة لتولي المنصب منذ اندلاع أعمال العنف على خلفية الانتخابات التشريعية.
لكن الأربعاء حضر أكثر من 80 نائبا من بين 120، جلسة استثنائية للبرلمان صوت خلالها بالموافقة على تعيين جباروف في المنصب مع حكومته المقترحة.
ثم وقع جينيبكوف على مرسوم يؤكد تعيين جباروف رئيسا للوزراء إلى جانب حكومته، بحسب بيان للرئاسة.
- قلق لروسيا -
شهدت قرغيزستان، الدولة البالغ عدد سكانها 6,5 مليون نسمة وليس لها منفذ على البحر، الإطاحة برئيسين في احتجاجات شعبية منذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في 1991.
واثارت الاضطرابات قلق حليفتها روسيا، إذ جاءت تزامنا مع تظاهرات في بيلاروس أعقبت الانتخابات، واشتباكات مستمرة حول إقليم ناغورني قره باغ الأذربيجاني.
وأجرى نائب رئيس الإدارة الرئاسية في الكرملين ديمتري كوزاك هذا الأسبوع محادثات مع جينيبكوف وجباروف، في خطوة عززت على ما يبدو موقف الرئيس الموالي لموسكو.
وقالت السفارة الروسية الثلاثاء إن "الدور الأساسي لرئيس الدولة" في ضمان التنمية المستقبلية لقرغيزستان تم التأكيد عليه خلال زيارة كوزاك.
وقال جينيبكوف الأسبوع الماضي إنه "على استعداد للاستقالة" بسبب الأزمة الأخيرة التي اشعلت فتيلها تقارير عن أن أحزابا مؤيدة له استفادت من عملية شراء اصوات في الانتخابات.
وتم إلغاء نتيجة الاقتراع لكن الاشتباكات بين متظاهرين والشرطة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 1200 بجروح.
وجباروف، القومي الذي ارتبط اسمه بتظاهرات عمتها الفوضى، كان لدى إطلاق سراحه المفاجئ يمضي حكما بالسجن لدوره في احتجاز حاكم إقليمي.
ومنذ إطلاق سراحه يتدفق أنصاره من كافة المناطق على المدينة ويشتبكون أحيانا مع أنصار مجموعات منافسة.
- إعادة الرئيس السابق إلى السجن -
وتشير المصادقة على تعيين حليف للرئيس في منصب رئيس البرلمان، أيضا إلى تسوية تم التوصل إليها بين أصحاب القرار.
لكن عددا من أنصار جباروف تظاهروا في وسط بشكيك احتجاجا على تعيين رئيس البرلمان، نظرا لأن منصبه يجعله في المرتبة الثانية بعد الرئيس.
لكن عددهم كان أقل من الذين تظاهروا تأييدا لجباروف الأسبوع الماضي.
تعد قرغيزستان أكثر الدول ديموقراطية بين الدول السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، لكنها كثيرا ما شهدت اضطرابات سياسية.
الجمعة أطلقت أعيرة على سيارة الرئيس السابق الماظ بك أتامباييف، الذي مثل جباروف أخرج من السجن في خضم الفوضى التي أعقبت الإعلان عن نتائج انتخابات 4 تشرين الأول/أكتوبر.
والصدامات التي اندلعت بين أنصار جباروف وأنصار كتلة معارضة أخرى، أثارت مخاوف من تصعيد جديد في الصراع على السلطة.
وفيما خرج جباروف لاعبا أساسيا في الاضطرابات الأخيرة، فإن أتامباييف المنافس اللدود لجينيبكوف أعيد إلى السجن حيث كان ينفذ عقوبة لدوره في الافراج عن زعيم عصابة إجرامية.
وما زال اثنان من حلفاء أتامباييف، رئيس وزراء سابق ورئيس بلدية سابق لبشكيك، متواريين بعد إخراجهما من السجن في نفس الليلة.